السؤال: معنى قوله صلى الله عليه وآله: (لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً ...)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء اريد تفسير لقول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين) في خطبتة في حجة الوداع: لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة
شاكرة لكم خدمتكم للامة الاسلاميه جمعاء
الجواب:
اختلفت المصادر في ذكر خطبة الرسول (ص) ففي بعضها كما ذكرتم وفي أخرى قال هكذا: (ولكم عليهن حقاً أن لا يوطئن فرشكم أحد غيركم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه فإن خفتم نشوزهن فعضوهن).
ولو كانت الرواية هكذا فيكون المعنى واضحاً حيث يشير الرسول (ص) إلى أن هناك عادات لا يقبلها الإسلام وهي أن يدخل الرجل على المرأة كما كان يصنع في الجاهلية وبداية الخطبة ينسجم مع هذا المعنى حيث أن الرسول (ص) وضع كل دم أهريف في الجاهلية وكل رباً كان في الجاهلية .
ثم بين رسول الله (ص) أنه لا يجوز أن تدخل إلى بيتها أحد يكرهه زوجها ولم يذكر في هذه الرواية (وعليهن أن لا يأتين....)
ولعل هذه الرواية للخطبة هي الأصح لأن ما فيها ينسجم مع الروايات الأخرى حيث ذكرت عند خوف النشوز عليكم بالعظة ثم الهجرة ثم الضرب وهو ينسجم مع ما مذكور بالقرآن بخلاف الرواية التي ذكرتها حيث جعلت الهجرة والضرب سبباً للإتيان بالفاحشة.
وأما إذا أردنا قبول الرواية الثانية التي تذكر الفاحشة المبينة فيحق للرجل أن يعضلها بمعنى أن يضارها ولا يحسن معاشرتها ليضطرها بذلك إلى الإفتراء منه بمهرها أوغيره .. ويحق له أن يهجرها في المضاجع وأن يضربها ضرباً غير مبرح .
والمراد بالفاحشة أن تأتي بشيء يوجب عليها الحد وذكر أيضاً أن من الفاحشة أن تؤذي أهل الرجل.
والحصيلة أن التي تأتي بالفاحشة بناءاً على قبول هذه الرواية جاز عضلها وما ذكر من الهجر والضرب قد يكون بياناً للعضل المذكور في الرواية وفي قوله تعالى: (( وَلاَ تَعضُلُوهُنَّ لِتَذهَبُوا بِبَعضِ مَا آتَيتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ )) (النساء:19).