السؤال: علّة عدم الصلاة والصيام حال الحيض

لقد أعفى الله المرأة من الصيام والصلاة في فترة الحيض، نستطيع القول ان ذلك مراعاة لها ورحمة بها، بالرغم من انها تستطيع أداء حركات الصلاة، ولكن هناك حالات أخرى قد تكون مشابهة أو أكبر في الألم الجسدي وربما الروحاني كفقد عزيز او ما شابه يستطيع معها الانسان أداء حركات الصلاة، ولكن الصلاة تظل واجبة عليه، وليس كالحيض عند المرأة.
فلماذا أجاز الله للمرأة عدم الصلاة او الصوم في فترة الحيض رغم قدرتها على اداء حركات الصلاة، ولم يعف الشخص الذي به ألم جسدي او روحاني مشابه وربما أكبر منهما رحمة به ومراعاة له؟
الجواب:

نحن لا نعرف العلة الحقيقية لعدم صيام وصلاة المرأة في أيام حيضها لكن الذي نستطيع تصوره من الحكمة ان الصلاة والصيام حالة من العروج والقرب إلى الله تعالى وقد اشترط المشرع عز وجل في تلك الأعمال الطهارة والمرأة في حال حيضها في حالة حدث فلا يمكنها التقرب إليه سبحانه.
ويمكن ان ننظر إلى هذا التشريع بحق المرأة انه جاء رحمة بها فهذه التكاليف قد تسبب العناء للنفس الإنسانية ولاختلاف القابلية على التحمل بين الجنسين الذكر والأنثى كان تشريع الرجل مغاير لتشريع المرأة،ولانقصد بالعناء هنا التعب الجسدي من اداء الحركات بقدر ما نقصد الحالة المعنوية لنفس الإنسان وما يصيبها من عناء نفسي تحصل منها حالة الإدبار، فكأن النفس نتيجة التعب الذي يصيبها تحصل عندها حالة من النفور يصعب معها أداء بعض التكاليف وقد ورد في الحديث (إن للقلوب اقبالاً وادباراً فإذا اقبلت فتنفلوا وإذا أدبرت فعليكم بالفريضة).
وهذا بخلاف حالة المصيبة كفقد عزيز حيث أن النفس تنفر من الدنيا وتقبل على الآخرة فينشرح قلب الإنسان للمزيد من الأعمال العبادية.