حضرت إحدى مناسبات الإبتهاج لمشاركة صديقاتها الفرح، على إنها كانت تنتهز الفرصة في مثل هذه المناسبات،
لأداء صلاة الجماعة عند سماعها لنداء الصلاة، وذات يوم تأسفت إحدى صديقاتها،
لعدم إمتلاكها آلة تصوير لأخذ صورة تذكارية لهذه الصلاة، فأجابتها بهدوء مهيب:
(إن هذه الصلاة قد صورت في السماء، قبل تصويرها في الأرض، فلا تتأسفي على ذلك)
رباه...واسفاه.. ما أحوجنا لمثل تلك الكلمات العظيمة، أين نحن من ذلك النهج القويم، للسيدة بنت الهدى آمنة الصدر؟
السيدة آمنة الصدر كانت تعادل جيشاً قوياً من الصمود، بوجه الطغمة الحاكمة، وتصدت بجدارة لكل مَنْ إتهم المرأة بالرجعية،
لكونها حافظت على حجابها الإسلامي، لذا أخافتهم يوم صدحت بالحق، بعد إعتقال أخيها محمد باقر الصدر، إنها بالفعل مدرسة لمكارم الأخلاق،
ذلك أنها كانت تركز على هموم المرأة، وتجد نفسها وسط قضاياها وهمومها، لذا دافعت عن حقوق المرأة المسلمة، ووقفت الى جانب المرأة التي وهبت إبنها، وزوجها، وأخيها
(إن من ضرورات الأمومة الصالحة ألا تكون الأم جاهلة، لكي تتمكن من معرفة الطرق السليمة للتربية)، هذا ما نادت به السيدة بنت الهدى
للنهوض بواقع المرأة المسلمة، ومعرفة دورها الحقيقي في بناء المجتمع، الذي أغرته مظاهر التمدن المزيفة، فكتبت بأسلوب قصصي آخاذ مؤلفاتها العظيمة،
عن قضايا المرأة العراقية، لقناعتها بأن المنظومة الأخلاقية في خطر، وتحتاج للأخذ بالمرأة لإنقاذها من الضياع والإنحراف،
وتوظيفها لصالح المجتمع، إنها من النسوة القلائل اللاتي تصدينَ لهذه المهمة.
مما لا يحتاج لتأكيد أن السيدة آمنة الصدر، تعادل جيشاً بأكمله من النساء العقائديات، لأنها تربت وتعلمت وسط اجواء إيمانية راسخة،
وأمست مشرفة على مدارس الزهراء في مدينة الكاظمية المقدسة، وعاشت هموم المرأة المظلومة، وهن يعانينَ الظلم، والقمع،
والتشريد، فأرادت أن تبين للمرأة، بأنها ليست رقما بل فكراً وموقفاً، وقد أثبته حتى نالت الشهادة يوم (9/4/1980)، مدركة أن دماءهما هي الركيزة للتغيير في قادم الأيام.