فرحت جدا يوم إعلان ترشيح السياسي العراقي الكردي برهم صالح رئيسا للجمهورية . برهم الرجل الهادئ والمثقف والمستقل عن المطامع الحزبية وصاحب العلاقة الطيبة مع بغداد كان يستحق في نظري يومها ان يكون رئيس وزراء لولا المحاصصة البغيضة المفروضة على سياستنا وحياتنا .
الرجل يملك تاريخ طويل من العمل السياسي وحاول مرارا ان يكون زعامة كردية وطنية بعيدة عن سيطرة الحزبين والعائلتين الأهم في السياسية الكردية رغم خروجه من عباءة احدهما . عمل في البنتاغون طويلا ويعرف العقلية الغربية ويجيد التعامل معها وهو قارئ جيد في السياسية والثقافة على حد سواء
كل هذا جعلني وغيري من العراقيين ننظر بفرح اليه كرئيس عراقي سوف ينتشلنا من خيبة الرئيس فؤاد معصوم النائم دوما في دهاليز السياسة والذي لم نكن نعرف عن انجازاته غير تعيين بناته وأقاربه الذين يخرجون في الإعلام ليهاجموا بغداد التي عينتهم وأعطتهم الرواتب المجزية
إلى إن الواقع كان مخيبا بشدة هذه المرة الرئيس المنتظر هو رئيس جمهورية نفسه وبسرعة البرق التف حوله جوقة من الإعلاميين والمطبلين ويشاع ان الرئيس شكل جيش الكتروني منهم وبدئت مقالات المديح والثناء من هؤلاء المطبلين تنهال على كل حركة وفعل من الرئيس مهما كان صغيرا فتحولت زيارته الى شارع المتنبي الى فتح تاريخي كبير في وسائل الاعلام وسفراته الكثيرة والغير مفهومة الى انجازات يتغنى بها
لتأتي الطامة الكبرى ويعيد الرئيس علينا شخصيات سياسة اكل الدهر عليها وشرب بصفة مستشارين ويوجه برهم صفعة أخرى لكل الحالمين برئيس للعراق وليس للأحزاب ويتردد في كواليس السياسية ان هذه التعيينات لم تكن مجانية بل تمت وفق اتفاقات وكومشنات مدفوعة سلفا .. لك الله ياعراق
عمر الحسن