ان ما تقوم به الاحزاب او الشخصيات المتنفذة فاق كل شي وما يمارسوه اليوم ماهي الا سياسة التجهيل والتي تقوم اساسا على الكذب والتدليس وخلط الامور، فليس من الاخلاق في شي ان يتم الكذب على ابناء الوطن من مختلف القوى السياسية بعد سلسلة الاخفاقات والخيبات التي رافقت ادارتهم للحكم منذ احتلال العراق وحتى الان.
في الماضي كانت تُمارس علينا سياسات التجهيل قهرا وقسرا، الآن نمارس على أنفسنا سياسة تصديق كل الخداع والكذب بلا حياء او ذرة ضمير.. والنتيجة واحدة.
المحزن في المشهد العراقي أن ساسته رغم كل هذه الخيبات، يتحدثون عن المصالحة الوطنية، وتكريس سياسة التسامح بين مكوناته، ناسين أن من يعيق تحقيق هذه الأهداف هم أنفسهم، من فرط تفردهم بالقرار السياسي من دون مشاركة الآخرين.
ويمكن القول إنه فى مثل هذه الحالة السياسية المضطربة، يلعب الضمير المذبوح - تحت أرجل الطامعين والمأجورين على قتل الوطن وذبح المواطن، وهذا النوع من الضمائر هي ضمائر مخربة تنخر الأمة، وتساعد على إحداث هوة سحيقة بين الرقي والتخلف وستكون أعماقهم المخذولة والمهتوكة آهات الندم والفجيعة،
الدور الرئيسى فى ضياع القيم والأسس فى المنافسات السياسية وتحويلها إلى صراعات سياسية ميكافيلية يستخدم فيها جميع الوسائل والأساليب التى غالباً ما تخرج عن الصراط المستقيم والنهج القويم نتيجة ضياع الضمير ونومه فى قبر السياسة البائسة والحقيرة.
في عصرنا هذا ووقتنا هذا لا يوجد شئ اسمه بعيداً عن السياسة، كل القضايا هي قضايا سياسية.
والفاجعة التي لاحت في سمائنا تنذر غمامتها المعتمة الحالكة السواد بأن ما تحمله في غياهب جوفها أمر جلل استشرى واستفحل بين تلك الأوساط السياسية البائسة، التي ارتشفت كؤوس النفاق والخداع وطوقت أنفسها برداء البراءة والصدق .
لكن هذا الحلقة الخانقة والخطيرة والتي قادت البلاد بطريق اللاعودة نقول، يجب ان يستيقظ الضمير لدى سياسيينا .
ولذلك نحن بحاجة الى ثورة لإحياء الضمير لدى الكثير منا فى واقعنا اليوم ,فليس من شيء أكثر بؤسا من ضمير مذنب، لأن الضمير هو اعلى معيار للاخلاق وبه يعرف الانسان.
واخيرا .. يجب ان يراجع كل منا نفسه ويحاول ان يقوي ضميره اذا ضعف ويوقظه اذا نام ويعالجه اذا اعتل
وإلا ستغرق السفينة وتهوى فى القاع دون أن ينجو منها.
كلمة اخر السطر..
إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير.