هي أزمة ضمير،نعيشها اليوم بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فحين يموت الضمير ياسادة يصبح كل شيء مباح حيث يعلو الصراخ ويزيد الضجيج وتنتشر الضوضاء بشكل هيستيري مزعج. ستجد الِفرق تتصدع، والأمور البسيطة تتعّقد يسود الإهمال في كل جوانب حياتنا.. تتخبط المفاهيم، تختل الموازين، تنقلب معايير الحياة، تهون أوطاننا، بل تذبح بيدينا، نكون معاول للهدم وسيوف للقتل، يزول الكلام، تغفو العقول، تنمو ثقافة الاكاذيب،
حينما يموت ضمير الشرفاء تنعدم الثوابت وتتققهرالمبادىء، وتنمو الانانية، يُزيف التاريخ، تتبدل الحقائق، تنتزع الذاكرة من جذورها، تتعطل إنسانية الفرد، بل تنعدم وتموت روحه، تهون الكرامة، تذل الانفس وتكاد زفراتها تحرق كل شي، تفقد الحواس قيمتها، وتعدوا الانسانية كلمة لامعنى لها ولا رديف .
حينما يموت الضمير، تغفو العقول في برك اسنة ، تثور الأحقاد وتسيطر على كل شي، تتحجر القلوب، وتكون معطوبة، تقتل الاحلام، يترعرع الفساد ويتوحش حتى يصل الى النخاع ويخالط الشحم واللحم ويفسد الدم،
عندما يموت الضمير يكون, ويكون, وربما ما خفي كان اعظم واهول وافضع، وابشع .
تبدو المدن كغابات موحشه، نغرق بالفوضى واللامبالاة، عندها تفلت الامور من الايدي.
حين يموت الضمير الإنساني يصبح كل شيء مباحاً ومبرراً ومعقولاً، ويتحول معه القتل الى لذة ومتعة ما بعدها متعة، بلا هدف سوى الحصول على اللذة يكون القتل..متعة
موت الضمير مُشكلةٌ ، يعاني منها من تطالهُ خيوط الأفكار المسمومة الممزوجة بازدواجية السلوك،
عندما يموت الضمير, حينئذ لم يعد يجدي قول ولا عمل ولاقبول توبة او حتى استغفار.,
في بلدنا ياسادة، يقينا ليس هناك ازمة ضمير!
نعم ليست هناك ازمة ضمير بل ما موجود هنا هي ازمة ضمائر، بل انعدامها، ويمكن موتها،
انا موقن بان السياسة ليست لعبة النوايا الحسنة أو المبادئ السامية او الاخلاق النبيلة،
بل ازمة ضمير