هل أصبح دمج الدماغ البشري مع الحاسوب أمرا وشيكا؟
نشرت مجلة "إكسبرس" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن استعداد شركة "نيورالينك" الأمريكية للإعلان عن إنشاء واجهة لربط الدماغ البشري بأجهزة الكمبيوتر. وقد ورد ذلك في تغريدة للملياردير الأمريكي من أصل جنوب أفريقي، إيلون ماسك، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة "نيورالينك" تأسست سنة 2016 وهي تسعى لتطوير المعدات التي تعنى بتحسين أداء الدماغ البشري، ولكنها حافظت على أنشطتها في كنف السرية التامة ولا نعرف سوى القليل عن أنشطتها.
وعلى موقعها على شبكة الإنترنت، كشفت الشركة الأمريكية عن تقنية تستند إلى اتصال مرتبط "بعرض النطاق الترددي العالي بين الدماغ والحاسوب". وخلال السنة الماضية، وضّح إيلون ماسك في تدوين صوتي أن هذه التكنولوجيا ستسمح للبشر "بالاندماج بفعالية مع الذكاء الاصطناعي".
وذكرت المجلة أنه وقع توضيح هذه التكنولوجيا في مقال نشرته مجلة "نايتشر نانوتكنولوجي"، تطرق إلى عملية حقن دارة مرنة في الدماغ. وقد أوضح تشارلز ليبر، الباحث في جامعة هارفارد والمشارك في صياغة هذه الدراسة: "نحن نعمل على طمس أي فرق بين الدوائر الإلكترونية والدوائر العصبية". وأضاف تشارلز ليبر أنه "يجب أن نتعلم المشي خطوة خطوة قبل أن نتمكن من العدو، ونحن نؤمن بقدرتنا على إحداث ثورة في التفاعل مع الدماغ".
وخلال مؤتمر للتكنولوجيا عقد سنة 2016، حذر إيلون ماسك من أن البشر سينتهي بهم المطاف بأن يعاملوا مثل الحيوانات الأليفة ويصبحوا خاضعين لآلات تستخدم الذكاء الاصطناعي. وأنا شخصيا، لا أحب أن أعامل مثل قط أليف. ويبدو أن إيلون ماسك مقتنع بأن الطريقة الوحيدة لتجنب خضوع الإنسان للذكاء الاصطناعي تتمثل في دمج الذكاء البيولوجي مع الآلات. كما أن الروابط القوية التي استطاع الإنسان أن يقيمها بين دماغه والأجهزة الرقمية يجب أن لا تجعل منه عبدا للآلة.
ونوهت المجلة بأن التأثير القوي للذكاء الاصطناعي لا يكمن في قدرته على أداء مهام محددة بشكل أكثر فعالية من البشر فحسب، وإنما في السرعة التي يمكنه من خلالها التواصل مع باقي الأجهزة الأخرى. وفي الواقع، تتواصل أجهزة الكمبيوتر مع بعضها البعض بشكل أسرع مما يفعل البشر، مما يعزز من خطورة تفوقها من حيث الذكاء.
ووفقا لإيلون ماسك، فإن النسيج العصبي الذي يتفاعل مباشرة مع الدماغ من شأنه أن يتيح للمستخدمين توصيل أفكارهم من خلال أجهزة الحاسوب ذات نطاق تردّد واسع. ومع ذلك، لا يزال بعض الخبراء متشككين على الرغم من إقرارهم بأن هذه التكنولوجيا يمكن أن تعزز بشكل كبير من قوة الدماغ البشري، بيد أنهم يحذرون في الوقت نفسه من مخاطر القرصنة.
ونقلت المجلة عن أحد هؤلاء الخبراء أن "التطورات التكنولوجية تمهد الطريق لعالم يمكن فيه فكّ شفرة التعقيدات العقلية للبشر، كما يمكن أن يخلق فرصة للتلاعب مباشرة بنوايا البشر وعواطفهم وحتى قراراتهم". وحسب هؤلاء الخبراء، فإن الفوائد الصحية والاجتماعية المحتملة من التطبيقات المختلفة للتكنولوجيا العصبية قد تكون كثيرة. وللاستفادة منها، يجب علينا أولا توجيه هذه التطورات الجديدة لنحافظ على احترام الإنسانية وحمايتها، ولنضمن كذلك أننا لا نقدم للإنسانية سوى الأفضل.