واقع التعليم الأهلي في العراق.. غياب الجودة والرصانة العلمية
المركز الاعلامي العراقي/ هيئة التحرير
يمتلك العراق 52 جامعة أهليّة و35 جامعة حكوميّة، ورغم هذا الكم الهائل إلاّ أنّ الجامعات الأجنبيّة والمنظمات العالميّة لم تعد تعترف بالشهادة العراقيّة، وذلك لغياب الرصانة العلميّة واستبعاد العراق نهاية عام 2016، من مؤشّر دافوس لجودة التعليم العاليّ، جرّاء عدم توافر أبسط معايير الجودة.
وذكرت صحيفة "المونيتور" الأميركية، في تقرير لها، أن الكليّات الأهليّة العراقية قـبِلت الطلاّب بشكل عشوائيّ وغير مدروس، وأنّ الطالب الذي تخرّج في القسم الأدبيّ أو التجاريّ أو الصناعيّ سُمح له بالدراسة في الأقسام الطبيّة، خلافاً للضوابط.
كما أن هذه الكليّات تعود ملكيتها في الغالب إلى الأحزاب السياسيّة الحاكمة، بهدف تمويل نشاطاتها. علما أن العراق يعتبر من البلدان الأغلى، في أجور الدراسة، في وقت تشير بيانات وزارة التعليم العالي، الى وجود 15 كليّة ومعهداً، غير معترف بها في الوقت الحالي، حسب التقرير.
من جانبه أوضح المتحدث باسم الوزارة، حيدر العبودي، أن تاريخ التعليم الأهلي يعود الى عام 1988 ، ويُشتَرط لتأسيس الجامعات توفير المستلزمات الماديّة والبشريّة والعلميّة، وألاّ تقلّ مساحة الكليّة عن 7500 متر مربّع ومساحة القسمِ عن 2500 متر مربّع. لكن المشكلة الحاليّة في التعليم الأهليّ أنّ هناك كليّات قبِلت الطلاّب من دون أن تحصل على اعتراف، وقبولها خريجي الفرع الأدبيّ في الأقسام الطبيّة كذلك.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن أصحاب المعدلات الضعيفة، والذين لم تقبل بهم، الجامعات والمعاهد الحكوميّة، يلجأون إلى الكليّات الأهليّة. كما أنّ النجاح في الجامعات الحكوميّة والأهليّة، أصبح مضموناً، جراء الرشاوى وضعف الرصانة العلميّة، بحسب الصحيفة.
من جانبها ترى لجنة التعليم النيابيّة، على لسان مقرّرة اللجنة، عبير الحسيني، أنّ التعليم الأهليّ عظّم من مشاكل العراق ورفع نسبة البطالة، نظراً لغياب التنسيق مع الجهات الحكوميّة. وأن التعليم الأهليّ، تسبّب بمشاكل عديدة للبلاد، منها تدنّي مستوى التعليم، وإرتفاع نسبة البطالة، نتيجة لفتح الكليّات والجامعات، بشكل عشوائيّ، وإنّ كليّات أهليّة عدّة خدَعت الطلاّب وقبلتهم من دون الحصول على اعتراف من التعليم العاليّ، وأصبح مصير الطلاّب مجهولاً رغم إنفاق الملايين على الدراسة.
كما أن أن خرّيجي التعليم الأهليّ، يتمتّعون، في الغالب، بمستوى علميّ ضعيف لسهولة النجاح فيه. ويحصلون على معدّلات عالية، لدراسة الماجستير ومنافسة طلاّب التعليم الحكوميّ، الذين لديهم مستوى علميّ أعلى منهم.