تردي واقع التعليم في العراق ينذر بخطر كبير
تعرضت مئات الأبنية المدرسية في الموصل بشقيها الأيمن والأيسر إلى التدمير كليًا أو جزئيًا، في وقت ما تزال فيه الحكومة المركزية منشغلة بصراعاتها السياسية، فضلًا عن ضعف الميزانية وقلة مخصصات إعادة الإعمار. هذا كله فاقم من ازمة التعليم في المدن المستعادة حديثاً من براثم داعش الإرهابي وعدم مساواة الطلبة بالحقوق أيضاً.
حيث نظم طلبة الجانب الايسر وجنوب الموصل شمال البلاد للصفوف المنتهية وقفة احتجاجية حيث طالبوا بمساواتهم مع طلبة الجانب الايمن
وناشد طلبة الجانب الايسر وجنوب الموصل للصفوف المنتهية رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير التربية محمد اقبال من خلال تنظيمهم وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوقهم وشمولهم بنظام التحميل اسوة باقرانهم من طلبة الجانب الايمن.
وعلى صعيد منفصل فأن أكثر من 20 ألف مدرسة يحتاجها العراق بحسب بيان وزارة التخطيط العراقية؛ لسد النقص الحاصل في المدارس، حتى يقتصر الدوام على الصباحي فقط، وتتخلص المدارس من دوام الدمج الموجود حاليًا، والذي يعتمد على الصباحي والمسائي، ووصل الحال في بعض المدارس إلى دوام ثلاث وجبات (صباحي وظهري ومسائي)، ومدينة الموصل مثل باقي المدن العراقية؛ حيث تعاني من نقص كبير في الأبنية المدرسية، والحرب الأخيرة دمرت الكثير منها، خصوصًا في أيمن الموصل.
المستشار التربوي “أحمد الجبوري”، يقول: “مدينة الموصل المستعادة حديثًا تعاني نقصًا حادًا في الأبنية المدرسية، ما تسبب باكتظاظ غير مسبوق للطلبة في الصفوف الدراسية منذ أعوام، قبل دخول تنظيم داعش للمدينة”.
وأضاف الجبوري “سابقًا كان الصف الواحد يضم ما بين 25 إلى 30 طالبًا، أما اليوم فالعدد تضاعف، وبعض الصفوف تضم 60 إلى 70 طالبًا، وهذه كارثة، فلن يستطيع الطلبة استيعاب الدروس في هذا الوضع، فضلًا عن أن كثيرًا من الطلبة يجلسون على الأرض”.
هذا ويواجه المدرسون صعوبات بالغة بسبب أعداد الطلاب، ما يحملهم مزيدًا من الجهد، ويقول المعلم الجامعي “فائق الخاشع”: إن “مشكلة اكتظاظ المدارس سببها الدمار الذي لحق بالأبنية المدرسية، وهذا يحملنا طاقة هائلة، وينتج عنه ضَعف في استيعاب الطلبة لدروسهم؛ بسبب العدد الزائد في كل صف دراسي”.