أخوتي الأفاضل
وخواتي الفاضلات
المؤمن كَيس ولا يُلدغ من جحر مرتين
فإن تسامح على الخطأ أولاً فهذا يُحسب له ويُمدح من خلاله باحتواء لنفس طيبة وخُلق جميل بإبدائه للسماح عن ذلك المُسيء
لكن إذا تكررت الإساءة ممن قد أساء سالفاً وأبدى تسامحه ناسياً او متناسياً الإساءة الأولى فهذا لا يُعد من الطيبين بل يكون من الأغبياء والحمقى الذين رضوا بأن يكونوا سلة ترمى فيها القاذورات وشماعة تعلق عليها الأخطاء ، ومن يحمل نفساً بهذه الصفات فهو يُسيء إليها ويظلمها لأنه أبدى السماح المُتكرر لظالمها والذي لا جدوى فيه فهو بذلك يكون معيناً له على ظلمها ، والكيس هو ذلك الإنسان الذي يتعامل بالحذر ويتسامح إن علم بأن تسامحه يُبدي الندم لذلك الشخص المسيئ كما فعل النبي الأكرم صل الله عليه وآله وسلم مع ذلك اليهودي الذي آذاه لدرجة كان يرمي القاذورات في طريقه ، فما كان منه صل الله عليه وآله وسلم إلا أن عاده في مرضه ليُبين له جمال نفسه وسمو خلقه وليزرع في نفسه الخير ويجنبها الشر ، فكان له ما أراد حيث تحول ذلك الإنسان من مُبغض معادي إلى محب موالي لرسول الله صل الله عليه وآله وسلم
هنا يكون التسامح محموداً ويؤتي ثماره ويستحق عليه صاحبه الأجر والثواب