بالصور.. إبراهيم فرج يقتنص لحظات الحياة من براثن الموت في غزة


المصور قرر أن ينقل بعدسته "الصورة الجميلة" لغزة لإظهارها للعالم الخارجي


غزة - نادر الصفدي - الخليج أونلاين

بكاميراته الصغيرة المتواضعة، التي يحملها دائماً على كتفه اليمنى، وتلازمه كظله خلال سيره في شوارع وأزقة ومخيمات ومدن قطاع غزة، يحاول المصور الفلسطيني، إبراهيم فرج، جاهداً البحث بعدسته عن مواطن الجمال والحياة والجانب المضيء لغزة.
المصور فرج صاحب الـ26 عاماً من سكان "حي الشجاعية" شرق مدينة غزة، أو ما يُفضل البعض أن يطلقوا عليه اسم "المُبدع والفنان"، قرر أن ينقل بعدسته "الصورة الجميلة" لغزة لإظهارها للعالم الخارجي، وكشف كل جوانب "الحياة والأمل"، بعيداً عن الصور التي تصل العالم بأن غزة "مقبرة" وكل ما فيها مجرد دمار وبقايا حروب.

فتجد أن كل الصور التي استطاع تصويرها وإخراجها من بين الركام والدمار، تحمل في "ألوانها وكادرها وتوقيتها"، كثيراً من معاني الجمال والحياة والأمل المضيء، التي عجز أعظم مصوري العالم عن كشف جوانبها وبأحدث الكاميرات التي يحملونها على أكتافهم.


- صناعة الحياة
ويقول المصور إبراهيم فرج، خريج قسم "الصحافة والإعلام" من إحدى جامعات غزة، وتخصص في مجال التصوير لعشقه له منذ الطفولة: "منذ الصغر وكانت كل اهتماماتي هي التصوير بكاميرا صغيرة ومتواضعة جداً، والبحث عن ما هو إيجابي وجميل من المحيط الذي أعيش به".

ويضيف لمراسل "الخليج أونلاين" في غزة: "محبتي للتصوير ونقل الجمال في أي مكان كبرت ككبر سني، وأصبحت الكاميرا هي رفيق دربي وعيني التي أرى بها، فقررت أن أنقل ما تراه عيناي للعالم، وفضلت أن آخذ الجانب الذي أحبه ولم يتجه له كثير من المصورين، الذين ركزوا في كل أعمالهم على آثار الحرب والدمار في القطاع".

ويضيف: "رأيت أن في قطاع غزة كثيراً من مواطن الجمال والحياة والأمل، فقررت أن أظهر تلك الجوانب للعالم عبر رسائل، وأقول لهم من خلال صوري وعدستي المتواضعة إن غزة ورغم الحروب التي تعرضت لها والحصار المفروض عليها للعام العاشر على التوالي، لا تزال تنبض بها الحياة، والجمال يحيط بها من كل جانب".
ويتابع المصور فرج: "بداية عملي حاولت جاهداً وفشلت كثيراً حتى مرحلة اليأس، إلا أن تصويري (بالصدفة) لفتاة صغيرة تسبح داخل بحر غزة، وتخرج رأسها من البحر وتطلق شعرها تجاه السماء، كان العلامة الفارقة لعملي ونقطة التحول، واستطاعت تلك الصورة أن تحظى بإعجاب كثير من الفلسطينيين وكذلك بعض المؤسسات العربية والدولية.. ومن هنا كانت خطوة الانطلاق الأولى نحو هدفي".

وأبدع إبراهيم في صورة أخرى كانت في ساحة "الجندي المجهول"، وسط مدينة غزة، حين شاهد طفلة ترتدي فستاناً، وطفل آخر يرتدي زياً عسكرياً، فقرر التقاط الصورة الجميلة للطفلين، كرسالة من عدسته تقول: "الحب والحرب.. يجتمعان في غزة".
ويوضح إبراهيم، الذي لا تفارق الابتسامة ملامح وجهه الجميل: "رغم الصعوبات والعقبات الكبيرة، دائماً أبحث بعدستي عن مظاهر "الحياة" بكل أشكالها وألوانها، فوجدت ذلك في أماكن متعددة تنقل الحب والسلم والأمل كلها مجتمعة في ركن واحد".

- طموح وتحدٍ
ولفت المصور فرج إلى أنه من خلال الصور التي تمكن من التقاطها في غزة، حصل على عديد من الجوائز العربية والدولية الهامة.
وعن أمله وطموحه قال: "أتمنى أن تشارك صوري في معارض دولية هامة وكبيرة؛ لأنقل للعالم أجمع وأقول لهم بأن غزة لا تزال تنبض بالحياة، وأن الأمل موجود رغم الحرب والحصار والدمار".