انا وليلى مرة اخرى
حسن المرواني خالد الشطري هادي التميمي من سرق من ؟*
حسن المرواني حصل على المال والشهرة وتوارى عن الانظار
* خالد الشطري جمع قصائده نجله وليد واصدر بها كتيب (انا وليلى واشطبوا اسماءكم)
* هادي التميمي قصيدة انا وليلى هي (رسالة الى اسماء ) ولديه مايثبت ذلك
تحقيق: حسين الفنهراوي
لم تكن هناك أغنية أهتم بها الشعراء والنقاد والصحف مثل أغنية (انا وليلى) للمطرب كاظم الساهر والتي فازت قبل عامين بالمرتبة السادسة عالميا في استفتاء اذاعة BBC والتي ادعى ثلاثة شعراء عراقيين بأنها من نتاجاتهم وهم حسن المرواني وخالد الشطري حسب أدعاء ابنه وليد والشاعر الحلي هادي التميمي الذي وافاه الأجل في 30/ 12 /2002 وقد كان يتمنى ان يظل على قيد الحياة حتى يأخذ حقه من الساهر والمرواني ولكن المنية لم تمهله رغم انه قدم عدة شكاوى على حسن المرواني في عام 1998 ولكن المرواني كان مقيما خارج العراق كذلك الساهر ولوجود حصار اقتصادي وأعلامي وعدم تمكن التميمي من نقل القضية خارج العراق فبقيت على حالها ولكنه اثارها اعلاميا في عدة صحف ومنذ عام 1996 ولحد كتابة هذه السطور لم تحسم عائدية هذه القصيدة التي اثارت الكثير من التساؤلات.
ونشرت مجلة الشبكة العراقية في عددها ( 17) في 31 / 10 / 2006 لقاءا مع وليد الشطري نجل الشاعر خالد الشطري الذي ادعى ان قصيدة انا وليلى هي من نتاجات والده وقد سرقها منه حسن المرواني وأعطاها للمطرب العراقي كاظم الساهر ليغنيها وسبق ان ظهر الشطري في مجلة الصدى الخليجية في العدد 286 في 19/9/2004 لقاء بخصوص هذه الاغنية وأدعائه بأنها لوالده وذكر انه قدم شكوى ضد كاظم الساهر وضد حسن المرواني لأخذ حق والده منهما.
والقضية التي نطرحها هنا كيف ادعى ثلاثة شعراء من انها من نتاجاتهم ؟
فالشاعر حسن المرواني شاعر لا يملك تاريخا شعريا وهو غير معروف واذا كانت هذه القصيدة من نتاجاته فأنه بالتأكيد يمكن أن نطلق عليه من شعراء الواحدة لأنه لم يعرف بغير هذه القصيدة فلربما يكون لديه نتاج كبير لم يعرف به احد.
أما الشاعر خالد الشطري فأنه كما ذكر ولده وليد ان والده لديه اضافة الى الخزين الشعري فان له موشحا يدرس في معهد الدراسات النغمية (( أجفوة أم دلال)) وأدعى ان قصائد والده جميعها أحرقت بطلب من الأمن. ولديه منها انا وليلى بأجزائها الثلاثة ومحنة شاعر فيما ذكر ان لديه جميع الادلة التي تثبت ان القصيدة لوالده ولكن لن يريها الا للمحكمة وستكون مفاجأة للطرف الأخر.
أما الشاعر الاخر الذي ادعى ان القصيدة من نتاجاته فهو الشاعر الحلي المرحوم هادي التميمي الذي وافاه الأجل في 30/12 /2002 وأن أهم ما أثبته المرحوم التميمي لوسائل الاعلام والمهتمين بهذه القضية هو اطلاعهم على مسودات القصيدة التي كتبت على ورق دفتر مدرسي قديم وقد ذكر التميمي ان هذه القصيدة كتبت عام 1956 في مدينة العماره واسمها (رسالة الى أسماء) وتتكون من 110 أبيات وقصة القصيدة هي انه كان له علاقة ببنت من أهالي العمارة وهي طالبه وكان يلتقي بها دائما واحبها ببراءة وكان يعد العدة للزواج منها وكانت امها تعلم بمكان لقائه بها وفي يوم من
الايام وحينما حضر لرؤيتها واللقاء بها جاءت امها تطلب منه أن ينسى أسماء كونها خطبت من قبل أحد أقاربها المتمكن ماديا وطلبت منه ان لا يعود الى هذا المكان خوفا عليه من شرور اقاربها وقام بكتابة هذه القصيدة التي كما ذكرنا انها بعنوان (رسالة الى اسماء ).
وعن القصيدة قال انها كانت مخطوطة في دفتر مغلف بالجلد يحوي بين طياته عدد من القصائد وبعض الخوطر ومن ضمنها قصيدة (رسالة الى اسماء التي حرفها المرواني حسب ادعائه الى قصيدة انا وليلى. وفي يوم من ايام عام 1959 وعندما كان يجلس في احدى المقاهي في مدينة الكوت حدث اطلاق عيارات نارية قرب المقهى وكان الوضع السياسي في حينها غيرمستقر فلاذ بالفرار مرتبكا تاركا الدفتر الذي حوى القصيدة وبعض القصائد الاخرى في المقهى ولكن بقيت لديه مسودات القصيدة. ويقول التميمي رحمه الله بعد مدة لاكثر من عام على ظهور أغنية انا وليلى كنت اجلس اتابع شاشة التلفزيون في بيتي حيث استمعت الى الاغنية وتذكرت ابيات تشبه ابيات قصيدة قديمة كتبتها بل هي نفسها مع بعض التغيير فطلبت من أحد أولادي احضار اوراقي القديمة وكنت احتفظ بها في أكياس (كواني ) فوجدت قصيدتي المكونة من 110 أبيات قد اختصرها المرواني مع تغيير في مواقع الصدر والعجز في جميع الابيات حتى اختصرها لاقل من 30 بيتا اوقطع او اضافة كلمات وقد اطلع الصحافة عليها في حينها.
والتي استهلت القصيدة بها يقول :
باتت بأفاق عينيك ابتهالاتي * * * تزجي الرجاء فلم تفلح رجاءاتي
بينما قدمها المرواني :
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي * * * وأستسلمت لرياح اليأس راياتي
بينما كتب التميمي في البيت رقم (100) :
حتى كفرت بكل الحب انستي * * * وأستسلمت لرياح اليأس راياتي
واخر كتبه التميمي البيت رقم (78)من القصيدة يقول:
لو تنثرين سنين العمر أجمعها * * * لما رأيت بها الا النزيفات
كذلك البيت رقم (9) :
لم تعلمي انني هاجرت من مدني * * * كرها وما قاومت ريحا شراعاتي
والتميمي شاعر يكتب باللغتين العامية والفصيحة وهو عضو اتحاد الأدباء والشعراء الشعبيين منذ عام 1972 وعضو نقابة المصورين منذ عام 1962 وعضو نقابة الفنانين. ولد عام 1930 وتكلم الشعر منذ عام 1947 في سدة الهندية وله عدة دواوين منها أغاني الفرات (خمسة أجزاء من (1949-1953 ). وديوان وشاح الصبر ( ثلاثة أجزاء 1953-1954 ) وديوان حب بلانبأ (1955) والأعاصير(1956) وواحة الذكريات (1956) وعروس الهور(1957) ونزيف الجراح(1957) ومأتم شمس (1957).
وقد قام التميمي برفع شكوى ضد حسن المرواني عن طريق جمعية الشعراء الشعبيين ووزارة الثقافة في حينها وتم استدعاء حسن المرواني لكنه لم يحضر للدفاع عن التهمة التي وجهت اليه وأكتفى انه توارى عن الانظار ولم يكذب هذا الادعاء بل اختفى. ولأن العراق في حينها كان محاصرا سياسيا وأقتصاديا وأعلاميا لم يستطع المرحوم هادي التميمي بأعادة حقوقه وبقيت القضية معلقة حتى وافاه الأجل في 30/12/2002.
ولكن الغريب في الأمر ان مجلة الشبكة العراقية نشرت تحقيقا وردود واراء لبعض الشعراء في عددها 19 في 5 / 12 / 2006 بشأن تصريحات وليد الشطري بخصوص ادعاءه ان القصيدة لوالده والجميع أجمع ان خالد الشطري لم يكن صاحب قصيدة انا وليلى ولكنهم لم يتطرقوا لأدعاء المرحوم هادي التميمي الذي لم يدعي ان القصيدة له بل ادعى ان حسن المرواني قام بنسخ الكثير من ابيات القصيدة وتقديم وتأخير في صدور وأعجاز بعضها كما أسلفنا سابقا لتكون قصيدة رأت النور في عام 1971 فيما ادعى المرحوم هادي التميمي ان قصيدته فقدت عام1959.
هذه قصة قصيدة انا وليلى التي ابدع في اداءها المطرب كاظم الساهر الذي ليس له أي ذنب بما حصل وانه مطرب وجد اغنية عند شاعر فأداها ولكن المشكلة في ان الشاعر يجب ان يعرض على المطربين نتاجاته وليست نتاجات وأبداع الاخرين. فهناك قصيدة وثلاث شعراء ادعى كل منهم انها من نتاجاته والغلبة بالتأكيد لمن يبرهن انها له بشكل اصولي والكل ينتظر هذا الحكم الذي طال انتظاره لأكثر من عشرات السنيين.
وبأمكان الفرد أن يسرق جبلا وأخفائه ولكنه لم ولن يستطيع ان يسرق بيتا شعريا واحدا لانه سيفتضح امره في اول قراءة له خاصة في هذا البلد المليء بالشعر والابداع والمبدعين.