مركز جمال بن حويرب للدراسات يستحضر مظاهر الحياة في دبي قديماً
المصدر:دبي - البيان
استضاف مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء أول من أمس، في أمسية تراثية متخصصة، تعد الثانية في برنامجه الرمضاني لهذا العام، الباحث التراثي راشد بن هاشم في محاضرة شيقة بعنوان «جديم البريسم ولا جديد الصوف»، حيث قدمه فيها الأديب عادل المدفع، وسط حضور جمع من المثقفين والإعلاميين في مقدمتهم المستشار والباحث التراثي عبدالله بن جاسم المطيري، ورجل الأعمال سالم الموسى، والدكتور شهاب غانم، والدكتور خالد الوزني، المستشار في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حيث استعرضت المحاضرة مظاهر الحياة في دبي قديماً.
بدأ راشد بن هاشم محاضرته موضحاً أنه اختار لها هذا العنوان، كونه من المؤمنين بأن حياة الآباء والأجداد القديمة لا مثيل لها، كونها تمثل الأصالة والعراقة والبساطة والحياة السعيدة، رغم ترف الحياة الحديثة وبذخها وتطور وسائل العيش فيها، مقارناً بين الأمس الذي كان يقوم على الترابط الاجتماعي والأسري.
الشندغة
وبين المحاضر مفردات الحياة في «فريج الشندغة» خلال القرن الماضي، متوجهاً بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أعاد لمنطقة الشندغة وجهها التراثي العريق من خلال إعادة ترميمها لتكون أكبر متحف مفتوح في العالم. واستعان ابن هاشم بصور قديمة لمنطقة الشندغة، قائلاً: هنا في الشندغة غرب، عند مربعة جمعة بن مكتوم، كانت ولادتي وبداياتي الجميلة وترعرعت في فريج لا أنساه مدى الدهر. وتطرق إلى «زمة الغبيبة»، حيث تتغطى الأرض بالمياه عند مد البحر، فتبعث حياة سعيدة للأطفال الذين يلعبون ويلهون في مياهها. وذهب إلى «خوض الغبيبة» عندما يعبر الأهالي إلى مياه البحر في حالة المد فيخوضون فيها لكي يذهبوا إلى بحر دبي.
جسر
وتطرق المحاضر إلى بناء أول جسر في منطقة الشندغة في خمسينيات القرن الماضي «1956» على نفقة رجل الأعمال خان صاحب، وتم بناؤه على أعمدة «بايبات» أحضرت من باكستان.
وألقى الضوء على «ممر الغبيبة»، الذي تم إنشاء المرحلة الأولى منه خلال فترة الخمسينيات وبني على جذوع النخل، وقال: هذا الجسر وذاك الممر أنشئا لسيارة المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم البلاد آنذاك، ولعبور أهل الشندغة إلى فريج الغبيبة الذي يقع غرب الشندغة.
أسواق
وتحدث ابن هاشم عن أهم الأسواق المتوفرة آنذاك ومنها سوق بر دبي، وسوق السمك، حيث كان الرجال هم من يصيدون الأسماك، أما النساء فهن من يقمن بعملية البيع والشراء.
وتطرق إلى بيت عبدالقادر فكري، الذي كان يعتبر بمثابة «مول دبي» حيث يوجد فيه بعض المطاعم الصغيرة وتستوحي أسماءها من أسماء الله الحسنى «مطعم باسم الله، مطعم الحمدلله.. وغيرهما»، ومكتبة لبيع المجلات والكتب، وقد حل بنك برودا محله حالياً.
وأتى بالذكر على بعض أنواع النشاط التجاري في الشندغة، ومنها مضرب الدواشك (أي القطان)، وبرزة ولد راحة، حيث كان يتم هناك بيع وشراء بعض الحاجيات والبضائع. وتحدث عن مقهى ربيع مكراف قائلاً: هي لم تكن مقهى بالمعنى المعروف، بمقدار ما كانت مكاناً لتجمع الرجال. وتطرق إلى «عبرة الميداف»، وهي عبارة عن قارب صغير يساق بالمجداف من قبل المعبر، وتعتبر وسيلة المواصلات ونقل الركاب الوحيدة بين البرين، دبي وديرة عبر الخور.
ذكريات
واختتمت المحاضرة بمداخلات للحضور شارك فيها رجل الأعمال سالم الموسى، الذي تحدث عن بعض ذكرياته في الشندغة، وكيف كان التلاميذ يهزجون بعض الأناشيد لمن يختم القرآن.
وشارك عبدالله المطيري بمداخلة تاريخية عن المرحوم محمد علي زينل، وذكر أسماء المدارس التي بناها في كل من مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة وغيرها. وتطرق إلى ما كان يحظى به من احترام وتقدير المجتمع والحكومة في الهند.
كما شارك الدكتور شهاب غانم ببعض الاستفسارات والأسئلة.