أول متحف مكرّس لفخامة اللون النيلي في أحمد آباد



المصدر:
إعداد - فاتن صبح

في منزل متشّح بالبياض، محاط بشرفةٍ ممتدة وأعمدة مهيبة تسند السقف، وممرات موصولة بالغرف، تتوزع ظلال الأزرق النيلي، في متحف آرفيند إنديغو في أحمد آباد بالهند، إما على شكل سرب من الطيور المتأهبة للطيران، أو آلة موشحة بالزرقة والذهب ونثرات من القطن المصبوغ المنتشر على السلالم.
وهي إبداعات تشكل جزءاً من معرض جديد، في المتحف، مكرّس للون الأزرق وذلك في تكريم هو الأول من نوعه
لصباغ الهند الطبيعي العتيق، الذي شق طريقه عالمياً، ماراً على جميع القطاعات، بدءاً من الأدوية إلى الأقمشة. وفي حين اتسم اللون النيلي الأزرق بالبهجة والأهمية الثقافية، فإن رحلته من مجرد صباغ متواضع، إلى لقب «الذهب الأزرق»، لم تشكل دوماً سبباً للاحتفال، إلا أنه عثر على موضع فني يقارب موطن وجود السراويل المفضلة في العالم.
رحلة العائلة
واليوم، يكرّم متحف آرفيند إنديغو، الذي افتتح في يناير الماضي، في المنزل المتوارث لعائلة لالبهاي، الصباغ الذي جعل رحلة العائلة في قطاع صناعة الدنيم ممكنة. وفي الإطار، قال سانجاي لالبهاي، المدير المسؤول للمتحف: «لطالما ترك هذا الصباغ البسيط أكبر الأثر فينا، وجاءت الوسيلة الأمثل لتكريمه، على شكل إقامة متحف وتكريس وجوده».
إلا أن مساحات المعرض اختارت بدلاً من التركيز على إعطاء دروس في التاريخ أو الأعمال المتعلقة بهذا الصباغ، تسليط الضوء على إمكانية استخدامه ضمن أشكال فنية أخرى «ومجالات متنوعة إضافةً للأقمشة»، بحسب المستشار الإبداعي للمتحف، فيبول ماهاديفيا.
وتلفت الزائر مساحة بعنوان «كون أزرق»، موزعة على كل من الحديقتين الأمامية والخلفية، وست فسح، تسلط الضوء على استعمالات الصباغ في مختلف المجالات.
3000
وقد استخدم النيلي الأزرق، كلون وصبغة، قبل أكثر من 3000 عام، واعتبر وجوده نادراً، باعتبار أنه الصبغة الطبيعية الوحيدة المستقاة من النباتات الخضراء. ويُعتقد أن الموطن الأول له كان في وادي السند، حيث حصل على اسمه، ومن هناك انطلق إلى العالم. كما استخدم في الأقمشة واللوحات ولأغراض طبية وفنية، واعتبر واحداً من الأشياء المترفة، وفق الطلب عليه لقرون حجم العرض، إلى أن برز البديل الصناعي عام 1882، الذي اتسم بأنه أسهل إنتاجاً وأقل سعراً.