عندما سُئِل الكاتب والمؤلف (جورج ر.ر. مارتن) عن الإلهام وراء سلسلته «أغنية الجليد والنار» الخيالية التي لاقت نجاحاً عالمياً، أجاب بأن: ”الروايات التاريخية والخيالية كالتوأم“. وكتقييم دقيق لهذا النوع الأدبي، وبوجود الكثير من الرموز والمراجع التاريخية في أعمال الكاتب (جون ر.ر تولكين) –مؤلف ملك الخواتم– أيضاً، يحمل عالم (مارتن) الخيالي أشياءً تكاد لا تُعد، مشابهة بشكل صادم لأشياء في تاريخ العالم الحقيقي.
على الرغم من تقديمه لعناصر خيالية، ومن دون أن ننقص من خبرة (مارتن) في الكتابة، فإنَّ معظم القصص الجوهرية، والأماكن، والأشخاص وأحداث عالم أغنية الجليد والنار، التي تم تقديمها بشكل رائع على التلفاز من خلال مسلسل «لعبة العروش»، قد تم نسخها من التاريخ الحقيقي. وقبل أن نكمل وجب التحذير، فهناك حرق لأحداث مسلسل «صراع العروش» أو «غيم أوف ثرونز»، الأجزاء من 1 إلى 7.
إليك 20 مرة قام فيها المسلسل باستعارة تفاصيل من التاريخ الحقيقي :
20. الحكم الفاليري، أو (فاليريا القديمة) كما عرفت
خلال التسلسل الزمني لمسلسل لعبة العروش،
هي نظير واضح للإمبراطورية الرومانية القديمة :
كان هذا الحكم الفاليري المطلق، والموجود في قارة (إيسوس)، عبارة عن إمبراطورية عظيمة حكمت قسماً كبيراً من العالم المعروف. حُكمت هذه الإمبراطورية من قبل مجموعة من العائلات النبيلة التي عرفت جميعها باسم أسياد التنانين. أسست (فاليريا) نفسها من خلال احتلال وغزو خصومها المجاورين، بدءاً بإمبراطورية Ghis قبل أن تنتقل لاحتلال (الأندالز) Andals، و(روينار) Rohnyar.
شيدت هذه الإمبراطورية عجائب أسطورية مستخدمة تقنيات متقدمة، والتي بقيت مفقودة حتى بعد أربعمئة سنة، وأغرق دمار هذا الحكم الفاليري العالم في صراعات مستمرة بين الأجزاء المكونة له وبين الأمم التي أتت بعده، وحتى بوجود التنانين والسحر، فإن نقاط التشابه بين (فاليريا) وروما متعددة وواضحة جداً.
كانت روما، مثل (فاليريا)، جمهورية بالاسم لمعظم تاريخها، محكومة بشكل رئيسي بنخبة أرستقراطية معروفة باسم ”النبلاء“، الذين كانوا في السنوات التأسيسية للجمهورية الرومانية الوحيدين المسموح لهم باستلام مناصب سياسية. وبالرغم من أنَّها أعطت مواطنيها حقوقهم، إلا أنها مارست الاستعباد على أعدائها، وبشكل مشابه لـ(فاليريا)، عرفت روما التكنولوجيا التي ستصمد طويلا بعد دمار الدولة وستحتاج قروناً لتتكرر مرة أخرى.
وكملاحظة مهمة، بشكل مشابه للطرق الرومانية، أضاف (مارتن) ”الطرق الفاليرية“ كواحدة من العجائب السبع من صنع الإنسان.
19. الفصول الطويلة في مسلسل لعبة العروش
هي انعكاس لأنماط الطقس الغريبة للفترة الدافئة
في العصور الوسطى والعصر الجليدي القصير الذي أثر
على معظم العالم المعروف خلال العصور الوسطى :
بالرغم من أن المسلسل يعكس جغرافياً عالمنا الحقيقي، وعلى الرغم من تشابه قارة (ويستروس) الواضح مع الجزر البريطانية بقليل من التحريف، فإن الطقس في المسلسل يبدو للوهلة الأولى أنه من محض الخيال. عوضاً عن سنواتنا القابلة للتنبؤ المتكونة من أربع فصول متساوية تقريباً، يتمتع عالم (مارتن) بدورات فصلية مختلفة بشكل كبير. في حين أن المناطق الشمالية من العالم أبرد من تلك الواقعة في الجنوب، بشكل مشابه للنمط الحقيقي، وبدلاً من بقاء الفصول لفترات ثابتة فإن الفصول في هذا العالم تستمر لفترات مختلفة.
في بداية المسلسل، يستمتع العالم بتسع سنوات من الصيف الذي سيأتي لختامه. بينما تبقى هناك تخمينات أن هذا النمط غير طبيعي وإنما آثار متبقية من الليل الطويل الذي يزعم أنه حدث قبل ثمانية آلاف سنة من بدء أحداث المسلسل. وبشكل مفاجئ، تعكس أنماط الطقس في المسلسل، على الرغم من عناصره الخيالية، أنماط الطقس في أوروبا خلال العصور الوسطى، حيث شهدت فترة العصور الوسطى ما يعرف بالفترة الدافئة للعصور الوسطى التي استمرت من 950 إلى 1250 ميلادي، وسجلت فيها أعلى درجات حرارة لفترة طويلة حتى العصور الحديثة.
وبعد هذا ”الصيف الطويل“، دخل العالم في عصر جليدي قصير. استمر هذا العصر من 1300 إلى 1850، وانخفضت فيه درجات الحرارة بشكل متدهور وبذلك يمكننا القول أنَّ العالم دخل ”الشتاء الطويل“.
18. لعلَّ أكثر استعارة صارخة من التاريخ، هي
حرب الملوك الخمسة، والتي استمرت من الموسم الأول
للرابع في مسلسل لعبة العروش، هي تقليد خيالي لحرب الوردتين :
أحد المكونات الجوهرية لقصة المسلسل من نهاية الموسم الأول وحتى الموسم الرابع، وتداعيات هذا الصراع التي نجد صداها في المواسم التالية، هي حرب الملوك الخمسة التي هي عبارة عن حرب أهلية طويلة في الممالك السبع في (ويستروس). أُشعل فتيل هذه الحرب بموت الملك (روبرت الأول)، حيث نجد ثلاثة مقاتلين يطالبون بالعرش الحديدي، (جوفري براثيون)، و(ستانيس براثيون)، و(رينلي براثيون)، بالإضافة إلى حركتي استقلال الأولى بقيادة (روب ستارك) الملك في الشمال، و(بالون غريجوي) ملك الجزر الحديدية.
على الرغم من أن المؤلف (مارتن) لخص الحرب في خمس سنوات، فإن حرب الملوك الخمسة مستوحاة بشكل واضح من حرب الوردتين الإنجليزية. هذا الصراع الذي دام لأجيال، حيث استمرت الحرب من 1455 حتى 1487، أي 32 سنة، خاض فيها فرعان من العائلة الملكية (بلانتاجانت)، وهما عائلة (لانكاستر) وعائلة (يورك)، صراعاً عنيفاً على العرش.
كنتيجة نهائية لهذه الحرب، كما في لعبة العروش، انتقل العرش بموت جميع الذكور في السلالة الملكية إلى قريب بعيد وهو (هينري تيودر)، وباحتواء المسلسل على أمهات يحكمن باسم الأبناء، ووجود مطالبين يكبرون بالمنفى في أراضٍ بعيدة، وعائلات غنية غير ملكية تتصرف كقوة حقيقية خلف العرش، فإن التشابهات تكاد لا تُحصى.
17. إيحاء آخر من الحقبة الرومانية: الجدار هو نسخة
خيالية مبالغ فيها من جدار (هادريان) الحقيقي المبني
في بريطانيا الرومانية :
الجدار هو عبارة عن تحصين ضخم ممتد بطول 480 كلم على الحدود الشمالية للممالك السبع في قارة (ويستروس)، ويفصل بين المملكة في الجنوب والأراضي الجامحة الواقعة وراء الجدار. ويقال أنَّ هذا الجدار بني من الجليد الصلب تحت إشراف (بران الباني)، باستخدام وسائل غير معروفة لكن من المتوقع أنه قد تم استخدام السحر في ذلك، ويعتقد أيضاً أن هذا الحاجز الذي يبلغ طوله 200 متر قد تم بناؤه قبل أحداث المسلسل بثماني آلاف سنة.
كان الهدف الرئيسي من ”الجدار“، والذي نسيه معظم الناس، هو حماية ممالك الإنسان من السائرين البيض، أو White Walkers، لكن بعد حرب الملوك الخمسة كان الهدف الجديد الذي طغى على تلك الحرب هو منع الغزو من السكان الأصليين من وراء الجدار وهم ”الهمج“.
على الرغم من أن جدار (هادريان) ليس مصنوعاً من الثلج وليس بارتفاع 200 متر، إلا أنّه يحمل عدة أشياء مشابهة لجدار لعبة العروش، حيث بُني جدار (هادريان) في مقاطعة بريطانيا الرومانية، وبدأ بناؤه سنة 122 ميلادية خلال حكم الإمبراطور الذي سمي على اسمه (هادريان)، ويمتد هذا الجدار على عرض القسم الشمالي من إنجلترا بين نهر (تاين) وخليج (سولواي). ولكنه ليس البناء الدفاعي الوحيد، فهناك جدار (أنتونين)، الذي بني بعد عشرين سنة من نظيره الأكثر شهرة وكان بمثابة تحديد للحدود الرومانية البريطانية في أقصى الشمال. يمتد هذا الجدار مسافة 100 كلم عبر ما يسمى بحزام وسط اسكتلندا وبارتفاع ثلاثة أمتار، ولكنه هذا الجدار هُجرَ بعد أقل من نصف عقد بعد أن اكتمل بناؤه.
16. ”هلاك فاليريا“، الحدث الكارثي الذي دمر بمفرده
حضارة بأكملها، يأتي مطابقاً للكوارث الطبيعية
المدمرة من العالم الحقيقي :
يأتي هذا الحدث قبل أربعمئة سنة من بدء أحداث لعبة العروش. كان ”هلاك فاليريا“ حدثاً كارثياً عجّلَ في انهيار الحكم الفاليري. هذا الهلاك الذي دمر مدينة (فاليريا) القديمة وكنتيجة للدمار لذلك تبعثرت الأرض المعروفة بشبه الجزيرة الفاليرية وأغرق معظم الحضارة القديمة تحت البحار.
بينما يبقى السبب وراء الهلاك غير معروف بدقة، وليس واضحاً إن كان مجرد سوء حظ طبيعي أو عملاً سحرياً، إلا أنه من المعروف أن ”النيران الأربع عشرة“ –وهي عبارة عن سلسلة براكين قرب (فاليريا)– قد ثارت في الوقت ذاته في كارثةٍ طبيعية مدمرة بشكل أسطوري.
ونجد ضمن الفترة القصيرة من التاريخ المسجّل حالات مشابهة من القوى الطبيعية التي تسعى لدمار الحضارات البشرية. وأكثرها شهرة حادثة ثوران جبل (فيزوف) البركاني سنة 79 ميلادية، أطلق ثوران هذا البركان طاقة حرارية تعادل أكثر من مئة ضعف تلك التي أطلقتها القنابل النووية سنة 1945، وكنتيجة لهذا الانفجار البركاني تم محو عدة مدن محيطة به ومنها مدينة (بومبي) الرومانية.
وهناك أيضاً حادثة ثوران (مينون) التي حدثت في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد. تعتبر هذا الحادثة مقارنةً أقرب لهلاك فاليريا، حيث دُمرَت جزيرة (ثيرا) ومعها الحضارة المينونية وكان دمارها الذي وصل للجزر المجاورة السبب لولادة أسطورة جزيرة أطلَنطِس.
15. قصة (إيغون الفاتح) تقتبس الكثير من (ويليام الفاتح)،
والممالك السبعة في قارة (ويستروس) هي إنجلترا على الرغم من كون الأخيرة
قد توحدت زمن الاحتلال النورماندي سنة 1066 :
إيغون الفاتح.
كان (إيغون تارغيريان الأول)، أو (إيغون الفاتح) مؤسس سلالة (تارغيريان) الحاكمة في (ويستروس)، وكان أول ملك للممالك السبعة. قام باحتلال ستة من سبعة ممالك التي شكلَّت جزيرة (ويستروس) خلال فترة دامت سنتين، وبقيت مملكة (دورن) خارج نطاق سيطرته. أسس (إيغون) عاصمته الجديدة في مكان نزوله إلى اليابسة، وأسس مملكته الجديدة تحت حكم موحد. بإيمانه العميق الذي دام لفترة طويلة في توحيد البلاد، فإن (إيغون الفاتح)، وكما يوحي لنا اللقب الذي أعطي له، يحمل الكثير من أوجه الشبه الواضحة مع (ويليام الفاتح) .
قام (ويليام) دوق نورماندي وأوّلَ ملكٍ نورماندي لإنجلترا، بفترة حكمه الني امتدت بين 1066 إلى وقت وفاته سنة 1087، بقيادة قوة غزو للجزيرة التي كان يسعى لحكمها، كشبيهه الخيالي (إيغون تارغيريان). ونجد التشابه الكبير بين (ويستروس) التي ألفها (مارتن) وإنجلترا التي كانت منقسمة إلى عدة ممالك متنافسة فيما بينها.
وفي خمسينيات القرن الحادي عشر، بدأ (ويليام) بالمطالبة بعرش إنجلترا، وتبع ذلك موت الملك (إدوارد المُعترِف)، وبذلك بدأ الصراع بين (ويليام) و(هارولد جودوينسون) على الحكم. وبعد أن هزم (ويليام) خصمه في معركة (هاستنجز)، تكبد ويليام فترة صراع متكرر قبل أن يحقق السلام مع الأنجلوسكسونيين ويؤمّن منصبه.
14. كانت شخصية (سيرسي لانيستر)، التي كانت
زوجة للملك (روبرت براثيون) وأم الملكين (جوفري) و(تومين)
ولاحقاً حكمت باسمها، على الأقل في بعض الجوانب مستوحاة
من قصة سفاح القربى المزعومة لـ(آن بولين) خلال زواجها من ملك إنجلترا (هنري الثامن) :
صورة: HBO
أصبحت (سيرسي لانيستر)، زوجة الملك (روبرت براثيون)، ملكة للممالك السبعة بعمر التاسعة عشر، وذلك بعد تحالف أبيها (تايوين لانيستر) في اللحظة الأخيرة مع المتمردين في حرب عرفت باسم ”حرب الغاصب“، أو ”تمرد روبرت“. عاشت بعد وفاة زوجها (روبرت)، وكان لديها ثلاث أطفال هم (جوفري) و(تومين) و(ميرسيلا)، والذين ولدوا من علاقة سفاح قربى بينها وبين أخيها التوأم السير (جيمي). طالبت (سيرسي) بالعرش الحديدي الذي أصبح شاغراً بعد وفاة أولادها الثلاثة، اثنين بالاغتيال والآخر انتحاراً. وعلى الرغم من انحراف قصة (سيرسي) في نهايتها عن الرواية التاريخية، فإن ”الملكة المجنونة“ تذكرنا بشكل كبير بزوجة الملك (هنري الثامن) وهي (آن بولين).
كانت (آن بولين) الزوجة الثانية للملك (هنري الثامن)، وكان زواجهما بداية الإصلاح الإنجليزي وذلك بعد طلاق الملك هنري من زوجته الأولى (كاثرين أراغون). تزوج الاثنان سنة 1533، وعلى الرغم من أنَّ مشاعر الحب بينهما استمرت لعدة سنين إلا أنَّ علاقة الزوجين ما لبثت أن تدهورت بسرعة.
توّجت ملكة لإنجلترا وأنجبت (إليزابيث الأولى) في أيلول 1533 مما خيب ظن (هنري) بشكل كبير حيث أنه أراد ولداً. وبالتباعد المستمر بين الزوجين بدأ (هنري) بمغازلة نساء أُخريات، وبدأت (آن) علاقة سفاح القربى المزعومة مع أخيها (جورج). وبإدانتها بهذه التهمة، على الرغم من عدم وجود أدلّة دامغة، بالإضافة إلى اتهامها بالخيانة أُعدمت (آن) بقطع رأسها سنة 1536.
13. على الرغم من وجود اختلافات في الخلفيات، إلا أنَّ
شخصية الملك (روبرت براثيون) مشابهة لملك إنجلترا (هنري الثامن) :
كان الملك (روبرت براثيون) الأول، الحاكم السابع عشر للممالك السبعة وأول ملك لا ينتمي لعائلة (تارغيريان). بدأ (روبرت) تمرداً ضد الملك (أيريس تارغيريان الثاني)، أو المعروف باسم ”الملك المجنون“. وذلك بعد أن قام ابنه (ريغار)، أمير (دراغون ستون)، باختطاف خطيبة (روبرت)، وهي (ليانا ستارك) كما يزعم.
خسر (روبرت) معكرة واحدة إلا أنَّه خرج منتصراً من الحرب بالنهاية، كما قام بقتل (ريغار) بنفسه في معركة (ترايدنت). كان (روبرت) مقاتلاً عظيماً وقائداً ملهماً. بشغفه الكبير بالصيد، وإقامة الولائم وتناول الطعام وعلاقاته مع النساء، فإن شخصية (روبرت)، إذا استثنينا الطريقة التي أصبح فيها ملكاً، تشابه بشكل كبير شخصية ملك إنجلترا (هنري الثامن).
عُرِفَ هنري الثامن بأنَّه ”أحد أكثر الشخصيات الملهمة القوية التي جلست على عرش إنكلترا“، وورثَ لقبه بعد موت أبيه (هنري السابع) سنة 1509. بينما يعرف اليوم بشكل رئيسي بسبب زيجاته الستة، كان (هنري) أيضاً معروفاً بإسرافه الكبير في النفقات، واستخدم العائدات التي جناها من حركة ”تصفية الأديرة“ لتمويل نمط حياته المسرِف، ولكن تبين أن هذه الثروة غير كافية وكادت المملكة أن تفلس بسبب الديون بطريقة مشابهة لما حدث مع الملك (روبرت).
12. يستند عدد من التنظيمات العسكرية التي تظهر
في عالم لعبة العروش، بما فيها ”حرس الليل“ و”المخصيين“، على منظمات تاريخية حقيقية :
أحد هذه التنظيمات هو ”حرس الليل“ الذي أسس تقريباً قبل 8000 سنة من بدء أحداث مسلسل لعبة العروش، وكان الهدف الرئيسي منه حماية الجدار والحفاظ عليه في حال الهجمات التي تأتي من أراضي ما وراء الجدار. يتعهد أعضاء هذا التنظيم بالتخلي عن الزواج والعائلة والأرض والألقاب عند الانضمام للحرس، وبما أنهم تعهدوا أن يتخلوا عن التحالفات السابقة فإنهم يعيشون حياتهم تحت عقوبة القتل إذا ما انشقوا عن التنظيم. ونجد أنه في العالم الحقيقي هناك تنظيم يحمل الكثير من أوجه الشبه، وهم حراس الهيكل، والذين عرفوا سابقاً بالجنود الفقراء للمسيح وهيكل سليمان. كان حراس الهيكل عبارة عن تنظيم عسكري من نخبة من الرجال المقاتلين تأسس سنة 1119 تحت وصية من البابا وبقي حتى تفككه سنة 1312.
عادةً كان هؤلاء الأعضاء ينضمون مدى الحياة، وتؤخذ منهم عهود بالحرمان والعفة بشدة حتى أن أي تلامس جسدي مع أي امرأة وإن كانت من الأقرباء كان محرماً بشكل صارم. برز دور الحراس أثناء الحملات الصليبية، حيث قاتلوا من أجل الخير المزعوم لكل الناس التابعين للنصرانية.
نجد أيضاً أنَّ معرفة (مارتن) بالتنظيمات العسكرية القديمة تظهر في مجموعة مميزة أخرى من لعبة العروش وهم ”المخصيون“، حيث اقتبست هذه المجموعة في الواقع من الإنكشاريين العثمانيين. هذه النخبة من المقاتلين، التي تتألف من الأولاد المستعبدين في سن صغيرة، لم يُطبَّق عليها الإخصاء كما على نظيرها الخيالي، ولكن كان يطلب منها أن تحافظ على عفّتها أثناء أداء الخدمة.
11. الملك (جوفري باراثيون) بحكمه الاستبدادي غير
المتجانس هو خليط من الشخصيات، ويشابه بشكل كبير
(إدوارد لانكاستر) والإمبراطور الروماني (كاليغولا) :
بعد موت والده المفترض (روبرت)، اعتلى (جوفري) العرش الحديدي كحاكم الممالك الثامن عشر، وكان عمره ستة عشر عاماً عندما ورثَ العرش. أظهر (جوفري) العديد من الصفات السادية والغرور قبل أن يصبح ملكاً. وعلى الرغم من قصر فترة حكم الملك الشاب فإنه كان مسروراً باستعراض قسوته وتعذيبه.
من التعذيب النفسي والجسدي لخطيبته (سانسا ستارك) إلى جرائم القتل العنيفة بحق فتيات الهوى، بالإضافة إلى تشويه وإعدام الناس على أصغر الجرائم والاتهامات؛ كان (جوفري) حاكما فاشلاً وتم اغتياله بعد مرور أقل من أربع سنوات على حكمه.
كان (إدوارد لانكاستر)، ابن الملك (هنري السادس) و(مارغريت أنجو)، يحمل صفاتاً مشابهة للشخصية التي ابتكرها المؤلف (مارتن)، وعانى أيضاً مثل (جوفري) من الإشاعات حول ولادته غير الشرعية، ولكنه على الرغم من ذلك كان يمتلك نزعة استبدادية واضحة. كان (إدوارد) مهووساً بتعذيب الناس وقطع رؤوسهم، إلى أن قام (إدوارد الرابع) بطعنه حتى الموت قبل أن يستطيع المطالبة بعرش أبيه.
شخصية أخرى تستدعي المقارنة هي الإمبراطور الروماني (كاليغولا)، الذي ورث العرش في سنٍّ مبكرة. كان (كاليغولا) معروفاً بأنه سادي وحاكم فاسد، مما جعل شعبه يكرهه، وبعد ثلاث سنوات من بقائه في السلطة اغتيل في محاولةٍ لإعادة النظام إلى المملكة.
10. من بين أكثر اللحظات الصادمة في تاريخ التلفاز،
اقتُبسَ ”العرس الأحمر“ من حدثين، من بين عدة أحداث:
وهما مجزرتان حقيقيتان في اسكتلندا،
بالإضافة إلى أسطورة شبه تاريخية يابانية قديمة :
كان العرس الأحمر نقطة تحول حرجة في حرب الملوك الخمسة، نفذت هذه المذبحة من قبل اللورد (والدر فري)، وذلك كعقاب للملك (روب ستارك) بعد أن كسرَ اتفاقاً بالزواج من واحدة من بناته، وتحت غطاء حفل زفاف اللورد (إدمور تولي) و(روسلين فري)، قام أتباع اللورد (فري) بذبح ضيوفهم الذين كان عددهم تقريباً 15000 شخص، ومنهم القيادة الكاملة للتمرد الشمالي.
كما أعلن (فري) تحالفه مع عائلة (لانيستر) والملك (جوفري)، وبينما كانت هذه المذبحة مبالغاً فيها بالحجم، إلا أنها فعلاً اقتبست من عدة أحداث حقيقية، وأبرزها هي مذبحة (غلينكو) سنة 1691.
بعد أن فشلوا في الوفاء بوعودهم تجاه (ويليام أورانج) في الوقت المحدد، قام الملك المعين جديداً بإرسال مئة وعشرين رجلاً إلى قبيلة (ماك دولاند)، وبعد أن قدموا لهم مكاناً للمبيت والراحة من البرد، قام رجال الملك بقتل 38 شخص وأجبروا أربعين آخرين على الموت في البرد خلال العواصف الثلجية.
وكحادثة أخرى تعتبر بنفس الوحشية تحمل اسم ”العشاء الأسود“ سنة 1440، شهد حضور الـ(إيرل دوغلاس) ذو الستة عشر عاماً وشقيقه الأصغر دعوة عشاء من (جيمس الثاني) ذي العشر سنوات. وبسبب خوف الأخير من قوة قبيلة (دوغلاس الأسود) أمر بجر الأخوين من على طاولة العشاء ليتم قطع رأسيهما.
من جانب آخر، فإن أوجه الشبه بين العرس الأحمر والأسطورة شبه التاريخية اليابانية المذكورة في كتب (كوجيكي) تستدعي الانتباه، حيث أمر الإمبراطور (جيمو) بذبح كل خصومه أثناء وليمة دعاهم عليها.
9. شخصية (بريان أوف تارث)، الشخصية المفضلة
عند معجبي لعبة العروش، بالتأكيد مستوحاة
من القصة الأسطورية لــــ (جان دارك) خلال حرب المئة عام :
كانت (بريان) البنت الوحيدة للورد (سيلوين تارث)، وإحدى النساء المحاربات القليلات في الممالك السبعة خارج الجزر الحديدية. في البدء تعهدت (بريان) بولائها لـ(رينلي براثيون)، وبعد موته تعهدت لـ(اللايدي كاتلين ستارك) باستعادة وحماية ابنتيها. ولطالما تعرضت (بريان) للازدراء بسبب فقدانها للأنوثة ورغبتها في أن تكون محاربة، وخلال أسرها مع السير (جيمي لانيستر) أصبحا صديقين مقربين، وعلى الرغم من أنها تحمل صفات من عدة شخصيات، فإن شخصية (بريان) تشابه بشكل ملحوظ شخصية (جان دارك) الحقيقية.
ولدت ”عذراء أورليان“ سنة 1412 ميلادية، وكانت ولازالت بطلة فرنسية مشهورة وشخصية بارزة من حرب المئة عام. ادَّعت (جان) رؤيتها رؤى من الملائكة والقديسين واستمدت إلهامها من هذه الرؤى، وقادت مهمة لاستعادة الأراضي الفرنسية المسلوبة من قبل الإنجليز. تم القبض عليها من قبل الفصيل البرغندي (وهو فصيل من النبلاء الفرنسيين المتحالفين مع فرنسا) عام 1430، كما سُلِّمت للسلطات الإنجليزية، وتم اتهامها بالهرطقة والتشبه بالرجال ثم تم إحراقها حيةً في الثلاثين من شهر مايو عام 1431.
8. صراع شخصية (تيريون لانيستر) مقتبس من
حياة الإمبراطور الروماني (كلوديوس) وملك إنجلترا (ريتشارد الثالث) :
كان (تيريون) الابن الأصغر لـ(تايوين لانيستر)، والشقيق الأصغر لكل من (سيرسي) و(جيمي)، وعُرف بلقب ”الشيطان الصغير” أو The Imp، وذلك لأنه كان قزماً. عانى (تيريون) من الإذلال والانتقادات اللاذعة التي قدمتها العصور الوسطى لأولئك المختلفين. تحملَّ (تيريون) سوء المعاملة ونهض بنفسه ليخدم كمساعد للملك (جوفري براثيون)، ويدافع عن العاصمة ضد (ستانيس براثيون)، ذلكَ قبل أن يتهم بقتل الملك (جوفري). استطاع بعدها الهرب إلى (إيسوس) وأصبح مساعدا للملكة (دينيريس تارغيريان)، ويمكننا أن نرى بوضوح أنَّ قصة (تيريون) مستوحاة من حياة الإمبراطور الروماني (كلوديوس).
كان (كلوديوس) أعرجاً وعانى من إعاقة في الكلام مما جعل من حوله يتغاضون عن كونه إمبراطوراً محتملاً لروما. وكحال (تيريون)، استهان المجتمع بكلوديوس، ولكن ذلك لم يمنعه من أن يثبت أن منتقديه على خطأ، وبعد عدة عقود من المعاناة والصراع، استطاع (كلوديوس) بذكائه الفائق أن يصل إلى السلطة متغلباً بذلك على إعاقته الجسدية.
كما نجد تشابهاً، أقل وضوحاً بين شخصية (تيريون) و(ريتشارد الثالث)، حيث عانت الشخصيتان من الإعاقة الجسدية واتُهمَ كلاهما بقتل ابن أخيهما، لكن الفرق أن (ريتشارد) تمت إدانته بدون وجود دليل قاطع، بينما قرر (مارتن) الإبقاء على (تيريون).
7. قدم المسلسل صفات جوهرية للديانة الفارسية القديمة،
وذلك عن طريق ”الدين الأحمر“ الذي يعكس الزرادشتية،
في حين أن (ميليساندرا)، الكاهنة الرئيسية لهذا الدين في المسلسل،
هي تقليد واضح لشخصية (راسبوتين) :
ظهرت هذه الديانة الغريبة في الجزء الثاني من لعبة العروش، والتي كان أتباعها يعبدون ”إله النور“ المعروف أيضاً باسم R’hllor، والذي يظهر لأتباعه في هيئة نار. كانت (ميليساندرا) كاهنة من (أشاي)، وهي المبشرة بالدين الأحمر والذي أعلن حرباً داخلية ضد الظلام وسعياً لإبطال الديانات التقليدية في (ويستروس).
في حين عزا البعض الدين الأحمر إلى المسيحية في بداياتها، إلا أن التشابه الأكبر كان بين هذا الدين والديانة الفارسية القديمة (الزرادشتية)، حيث تظهر التشابهات ليس فقط في مفهوم الصراع بين النور والظلام، أو وجود الشياطين، بالإضافة إلى عدة صفات نقلت لاحقاً إلى المسيحية، وإنَّما الاهتمام الكبير للزرادشتية بالنار على وجه الخصوص.
في الزرادشتية، تعتبر النار وسيطاً للوعي الروحي، وأيضاً كان أتباع هذه الديانة يصلون بوجود النار عادةً، ويمكننا أيضاً أن نرى أوجه شبه مهمة بين (ميليساندرا) والكاهن الروسي (غريغوري راسبوتين)، حيث ارتقى كل منهما من العدم ليصبحا شخصيتان مهمتان في بيت العائلة الحاكمة، وكلاهما استطاع أن يكسب ليس فقط ثقة الملك، بل أيضاً وبشكل أقوى ثقة الملكة. كلاهما بقي مخيفاً وغير محبوب من الجماهير الشعبية، وكما يزعم فكلاهما قادر على خداع الموت. وفي النهاية كلاهما شارك في خراب ونهاية العائلة الحاكمة التي خدماها.
6. الارتباط بين شخصية (ثيون غريجوي) وحياة (جورج بلانتيجينيه)
خلال حرب الوردتين والتشابهات الكثيرة بينهما :
بعد فشل تمرد أبيه أُخذَ (ثيون) كرهينة وربيَّ في (وينترفيل) إلى جانب أولاد (نيد ستارك). في البداية تعهد (ثيون) بولائه لصديقه القديم (روب ستارك) بعد أن تم إعلانه الملك في الشمال، لكن بعدها خان عائلته التي تبنته ووقف إلى جانب عائلة (غريجوي) في حرب الملوك الخمسة.
بعد هجومه على (وينترفيل) واستلامه لقلعة عائلة (ستارك) تمت خيانته بدوره وقبض عليه (رامزي سنو) وقام بتعذيبه وتشويه أعضائه. نلاحظ أن جوهر قصة (ثيون) يعكس حياة (جورج بلانتيجينيه)، دوق كلارنس الأول، خلال حرب الوردتين في إنجلترا.
كان (جورج) الأخ الأصغر للملك (إدوارد الرابع) و(ريتشارد الثالث)، وكان موالياً في البداية لعائلته، عائلة (يورك)، في الحرب الأهلية. ولكنه أصبح بعدها مواليا لقضية آل (لانكاستر)، آملاً بذلك أن يعود ذلك لمصلحته ويطالب بالعرش. ولكن بعد انخفاض حظوظ عائلة (لانكاستر) بالفوز، حاول (جورج) الرجوع مرة أخرى إلى عائلته (عائلة يورك)، غير أنه اتهم بالخيانة بسبب نفاقه وازدواجيته وحكم عليه بالموت. في حين أنه لم يتعرض للتشويه مثل (ثيون)، إلا أنه قُتلَ غرقاً بالنبيذ كما يحكى.
5. على الرغم من أنها أقرب إلى الخرافة، إلا أنَّ المادة السائلة المشتعلة أو Wildfire
في مسلسل لعبة العروش مستوحاة من السلاح اليوناني ”النار اليونانية“،
الذي استُخدمَ من قبل البيزنطيين في القرن السابع :
هذه المادة السائلة المشتعلة التي اخترعها فصيل الكيميائيين الخاص بالعاصمة هي مادة خطيرة قادرة على الاشتعال والتسبب بانفجارات كبيرة، كما كانت قادرة على الاشتعال بحرارة عالية لدرجة أنَّ الماء لم يكن قادراً على إطفائها. استُخدمَ اختراع ”سحرة النار“ المشتعل بنار خضراء ساطعة في مناسبتين خلال المسلسل، أولها كان في معركة خليج المياه السوداء Blackwater Bay، والثانية عند تفجير (سيرسي لانيستر) للمعبد الكبير Great Sept of Baelor، وعلى الرغم من أنَّ هذه النار أقرب إلى الخيال إلا أنها حقيقةً مستوحاة من السلاح المعروف بـ”النار اليونانية“.
تم تطوير هذا السلاح لأول مرة في عام 672 ميلادية وكان على شكل قاذف لهب واستُخدَم من قبل الإمبراطورية الرومانية الشرقية. استخدم البيزنطيون هذا السلاح في المواجهات البحرية بشكل خاص وذلك لقدرته على الاشتعال بمجرد ملامسته للمياه واستمراره في الاشتعال على سطح الماء. وبعد أن أصبح هذا السلاح مرهوباً حول العالم، استمرت المحاولات لقرون للحصول على الوصفة التي كانت محروسة بشكل جيد، ولم يستطع أحد منذ ذلك الوقت أن يعرف الوصفة بدقة على الرغم من محاولتهم لإعادة تركيب المادة من السفينة التي تم الاستيلاء عليها وكانت بين يدي العلماء العرب في القرن التاسع.
4. شخصية (جيمي لانيستر) مستوحاة من قصة
جنديين في نهاية القرن الخامس عشر الأول
هو (سيزار بورجيا)، والثاني الأقل شهرةَ هو (غوتز فون برليخينغن) :
(جيمي لانيستر)، الابن الأكبر لـ(تايوين لانيستر)، أصبح العضو الأصغر الذي ينضم لحرس الملك في سن السادسة عشر. بعد قيامه بقتل (أيريس الثاني)، استمر ”قاتل الملك“ في منصبه حتى عينه الملك (تومين) قائداً عاماً للحرس، حيث أصبح قائداً لمدينة (كاستلي روك). وخلال حرب الملوك الخمسة أُسِرَ (جيمي) وفقد يده اليمنى، وفي الموسم الرابع من المسلسل، استبدل (جيمي) يده بأخرى مصنوعة من الذهب.
اقتبس (مارتن) هذه المواصفات من الشخصية التاريخية (غوتز فون برليخينغن) الحارس الإمبراطوري الألماني (1498-1544) الذي فقد يده سنة 1504 خلال حصار مدينة (لاندسهوت) واستبدلها بنسخة ميكانيكية.
وأيضاً، تقتبس شخصية (جيمي لانيستر) من حياة (سيزار بورجيا)، الذي كان صراعه من أجل القوة الإلهام الرئيسي وراء كتاب ”الأمير“ للمفكر (نيكولو مكيافيلي). ولد (سيزار) لعائلة إيطالية قوية جداً عام 1475، ويزعم أنه قتل شقيقه ليتهرب من واجباته ككاردينال كاثوليكي، أصبح بعدها قائداً للجيوش البابوية. كان ناجحاً جداً في ساحات المعارك، كما انتشرت إشاعات تقول بأنه على علاقة سفاح قربى مع أخته (لوسيرزيا). تحملَّ (سيزار) أيام الأسر الرهيب على يد أعدائه، وبالنهاية كان شاهداً على دمار عائلته بعد وفاة والده.
3. اقتباس آخر من قصة المرأة الرومانية النبيلة (لوكريشا)،
التي كان اختطافها واغتصابها على يد ملك (أتروكساني) سبباً في تحول الأمة
من النظام الملكي إلى الجمهوري، يتجسد في شخصية (ليانا ستارك) :
(ليانا ستارك) ابنة اللورد (ريكارد ستارك)، التي كان اختطافها المزعوم من قبل حبيبها وزوجها (ريغار تارغيريان) السبب وراء تمرد خطيبها (روبرت براثيون) على العرش. أدت هذه الأحداث إلى نهاية حكم أسرة (تارغيريان)، وموت (ليانا ستارك) في نهاية الحرب، الذي كان بسبب مضاعفات أثناء إنجابها لمولودها، وهو الأمر الذي بقي مجهولاً بالنسبة للكثيرين.
أعطت (ليانا) وليدها، والذي كان وريثاً للعرش، إلى أخيها (نيد ستارك). وبقت هذه العلاقة سراً إلى أن أصبح (براندون ستارك) ”الغراب ثلاثي الأعين“، وعرف بقصة أخيه غير الشقيق عن طريق الرؤى. قدم (مارتن) بإعادة روايته لقصة (لوكريشا) انعطافاً صغيراً في الأحداث ليضمن نهايةَ سعيدة لهذه القصة.
في التراث الروماني، كانت (لوكريشا) امرأة رومانية نبيلة. اختطفها (سكستوس تاركوينيوس)، ابن الملك (لوسيوس تاركوينيوس سوبربوس الفخور)، ثم اغتصبها وأخيراً انتحرت بعد هذه المصيبة. كانت معاملة العائلة الملكية تجاه (لوكريشا) هي السبب في ظهور الثورة التي لاحقاً أطاحت بالحكم الملكي واستبدلته بالحكم الجمهوري. وكان القائد الأول للحكم الجمهوري الروماني هو زوج (لوكريشا) الأرمل (لوسيوس تاكوينيوس كولاتينوس)، كما نرى التشابه في الكلمات الأخيرة بين (ليانا ستارك)، التي قالت: ”عدني يا (نيد)“ وكلمات لوكريشا الأخيرة، فهي حسب المؤرخ الروماني (ليفي)، كانت: ”تعهد لي بكلمتك“.
2. معركة خليج المياه السوداء، اللحظة المميزة في حرب الملوك الخمسة،
ما هي إلا تخيّل مقنع للحصار العربي الثاني للقسطنطينية :
كانت معركة خليج المياه السوداء، أكبر معركة في حرب الملوك الخمسة، محاولة من قوات (ستانيس براثيون) للسيطرة على العاصمة. كان الهجوم عبارة عن قوة بحرية كبيرة متبوعاً بإنزال بري، ولكن جنود العاصمة بقيادة (تيريون لانيستر) استطاعوا صد الهجوم. وعلى الرغم من أن قوى الدعم بقيادة (تايوين لانيستر) هي التي حصدت المجد، إلا أن النصر كان سببه الأكبر استخدام الـWildfire من قبل جنود الملك ضد أسطول (براثيون)، وعلى الرغم من كون الأحداث اختُصِرت في ليلة واحدة، إلا أن هذه المعركة التي صورت في المسلسل ما هي إلا إعادة صياغة للحصار العربي الثاني على القسطنطينية.
استمر هذا الحصار لأكثر من عام، من عام 717 إلى 718، سعت فيه قوات الخليفة الأموي لخرق عاصمة الإمبراطورية البيزنطية. ولأن المدينة كانت محمية بالجدران الثيودوسية (جدران القسطنطينية المضاعفة)، لم تستطع القوى المهاجمة اختراق المدينة، لذلك اختارت أن تحيط بالمدينة وتحاصرها إلى أن تخضع. ولكن، اخترقت السفن البيزنطية الحصار البحري باستخدام النار اليونانية
التي ذكرت سابقاً، وسمحت للمدينة بالتزود بالمؤن من البحر، وبهجوم القوى المسيحية على العرب من الخلف، اضطروا إلى الانسحاب وعانو تقريباً من الدمار الكامل لأسطولهم البحري بالإضافة إلى خسارة 100 ألف رجل تقريباً.
1. بالإضافة إلى (آن بولين)، فإن شخصية (سيرسي لانيستر)
اقتُبست أيضاً من حياة وشخصية اثنتين من القائدات في العصور الوسطى
وهما : (كاترين دي ميديتشي) و(مارغريت أنجو) :
أجبرت (مارغريت أنجو)، التي تحمل شخصية (سيرسي لانيستر) الكثير من أوجه الشبه معها، أيضاً على الزواج من ملك في سنٍّ صغيرة. كان زواجها من ملك إنجلترا (هنري السادس) جزءاً من هدنة فاشلة بين فرنسا وإنجلترا عام 1445، بالإضافة إلى أن زواجها من هذا الملك الضعيف لم يكن سعيداً أيضاً. كان لدى (مارغريت) ابن وحيد، وهو (إدوارد لانكاستر)، وكان هذا الابن كأولاد (سيرسي) ضحية للشائعات المتكررة والصحيحة على الأغلب التي تتعلق بشرعيته. وبشكل مشابه لـ(سيرسي)، عاشت (مارغريت) لترى موت ابنها الوحيد على يد منافسه (إدوارد السادس) من منزل (يورك).
وكإضافة قدمها (مارتن) لشخصيته الخيالية، هناك (كاترين دي ميديتشي)، التي ولدت عام 1519 في عائلة إيطالية ذات مقامٍ عالٍ. وبزواجها من (هنري فاليوس) وريث العرش الفرنسي عام 1533، فإن الفتاة ذات الرابعة عشر ضمنت زيادة قوتها وغناها وحصولها على منصب ملكة فرنسا عام 1547. لاحقاً، وبعد أن أصبحت (كاترين) أماً للملوك (فرانسيس الثاني)، و(تشارلز التاسع) و(هينري الثالث)، استطاعت أن تحكم كوصية للعرش من 1560 إلى 1563 أثناء طفولة ابنها الثاني. بامتلاكها لهذه القوة والحكم أثناء فترات حكم أبنائها الثلاثة، فإن (كاترين) تعكس استماتة سيرسي للحفاظ على عرش وسلطة عائلتها.
المصدر
www.historycollection.co