اكدت تقارير صحفية، تواصل التنافس الاميركي الايراني في العراق وبلوغها مستويات غير مسبوقة، وازدياد المخاوف من دفع بغداد ضريبة تجاذبات واشنطن - طهران، في ظل وجود مصالح لاطراف اخرى تدفع في اتجاه اشعال فتيل المواجهة.وذكرت تقرير لصحيفة الحية اللندنية، اليوم (22 ايار 2019)، ان "التحشيد العسكري الأميركي في الخليج عزز خلال الأسابيع الماضية التكهنات باحتمال اندلاع نزاع في المنطقة، لا سيما أنه جاء بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وترافق مع إدراج الحرس الثوري الإيراني على اللائحة السوداء الأميركية (للمنظمات الإرهابية)".ونقلت الصحيفة عن المحلل عصام الفيلي قوله، ان "سقوط صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد، والتي تضم سفارات أجنبية عدة بينها الولايات المتحدة، وسحب واشنطن لموظفيها وديبلوماسييها غير الأساسيين من العراق يظهر أن هناك من يريد جر طهران وواشنطن للمواجهة في العراق".وكانت الولايات المتحدة قد ارجعت سحب الموظفين غير الأساسيين من العراق الى تهديدات مصدرها إيران وميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الإيرانيفي اشارة الى الحشد الشعبي.واضافت الصحيفة، انه "بعيد سقوط الصاروخ في المنطقة الخشراء سارعت فصائل الحشد الشعبي الى النأي بنفسها عن الهجوم"، فقد اعتبر زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي أن ما حصل "مصلحة إسرائيلية"، فيما لفت قائد "منظمة بدر" هادي العامري إلى أن "كل أطراف الحرب لا تريد الحرب"، بينما أكدت "كتائب حزب الله" العراقية أن الهجوم "غير مبرر".وفي ظل هذه الاوضاع يتواصل التصعيد بين الطرفين فقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير إيران في حال أرادت خوض الحرب، في حين وصف وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف تصريحات ترمب بـ"التبجحات".يقول المحلل السياسي هشام الهاشمي، انه "وفق تجربة سابقة، لن تكون هناك حرب مباشرة، فالولايات المتحدة تعتمد على الإنهاك الاقتصادي الذي قد تصاحبه ضربات جوية محدودة لاستنزاف العمق الإيراني"، "قد تستعين واشنطن أيضا بسلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ ضربات نوعية وقطع أوصال حلفاء إيران في العمق السوري واللبناني والعراقي".وخلص التقرير الى ان امكانية اندلاع حرب مباشرة كبيرة بين طهران وواشنطن لاتزال غير مرجحة، غير انه يمكن للطرفين استخدام الساحة العراقية لبعث رسائل الى الطرف الاخر ويجعل العراق يدفع ضريبة تجاذبات واشنطن - طهران، ما يعطيه موقعا لا يحسد عليه في خط المواجهة في أي نزاع مستقبلي بين الطرفين".
NRT