في السادس عشر من شهر رمضان عام 845هـ، توفي المقريزي تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر البعلي الأصل (نسبة إلى بعلبك في لبنان)، المؤرخ الشهير، ولد ونشأ في القاهرة، ويعرف بابن المقريزي نسبة إلى حارة المقارزة من حارات بعلبك. عاش والده في القاهرة، ووليَ هو بعض الوظائف كالقضاء والحسبة.
انتقل إلى دمشق عام 811هـ، وأقام فيها عشرة أعوام، مارس فيها التدريس وإدارة الوقف وعاد بعدها إلى القاهرة، وفيها صرف حياته لكتابة التاريخ. وفي عام 834هـ توجَّه مع أسرته حاجًّا، وأقام بعض الوقت في الحجاز، واستطاع أن يتعرف عن طريق الحجاج على بعض بلاد العرب وعاد إلى مصر سنة 839هـ، إلى أن توفي فيها عن 79 سنة.
مصنفات المقريزي
وقد صنف المقريزي كتبًا في الجغرافية والتاريخ؛ ففي الجغرافية وضع كتابًا يعرف باسم (الخطط) وبه اشتهر، وفيه ذكر ما في ديار مصر من الآثار الباقية عن الأمم الماضية مع التعريف بحال مؤسسيها، سمّاه "كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار".
وله في التاريخ كتاب "السلوك لمعرفة دول الملوك"، وهو تاريخ مصر من سنة 577-844 هـ. وكتاب "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة" وهو معجم لتراجم الأعيان من معاصريه، وكتاب "اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء" وهو تاريخ الدولة الفاطمية، وكتاب "الدرر المضيئة" في تاريخ الدولة الإسلامية من مقتل عثمان إلى المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، وكتاب "إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنباء والأحوال والحفدة والمتاع"، وكتاب "نبذة العقود في أمور النقَود" يشتمل على تاريخ النقود العربية، وكتاب "جني الأزهار من الروض المعطار" وهو تلخيص كتاب "الروض المعطار في عجائب الأقطار"، وغير ذلك من الكتب.
قصة الإسلام