السؤال: للنبي (صلى الله عليه وآله) جنبتان نورانية ومادية
قال الله تعالى: (( قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَ أنما إلهكم إلهٌ واحد )) (الكهف,آيه 110)
هل النبي (صَلى الله عليه وسلم) من بشر بني آدم، أم خلقه الله قبل آدم؟
وهل خلق الله النبي (صَلى الله عليه وسلم) من نور أم من طين؟
الجواب:

روى ابن مردويه في (المناقب) عن علي (ع): أن النبي (ص) قال: (كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزئين ، فجزء أنا وجزء علي). وروى بسند آخر عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) عن رسول الله (ص) قريباً منه. (المناقب ص286). وأيضاً رواه أحمد في (المسند 5: 143 وفي الفضائل 2: 64).
وروى القاضي عياض في (الشفاء 1: 83): عن ابن عباس: (ان النبي (ص) كانت روحه نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام، وتسبح الملائكة بتسبيحه، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه)). (وانظر أيضاً: السيرة الحلبية 1: 49، تذكرة خواص الأمة: 46. الرياض النضرة 2: 217). وهكذا غيرها هذه المصادر.
وهذه الأحاديث الشريفة المتضافرة تشير إلى حقيقة مفادها أن النبي (ص) قد خلقه الله ومنحه جنبتين، جنبة نورانية، وجنبة مادية، والجنبة النورانية هي التي يستطيع من خلالها أن يتصل بعالم الملكوت، والجنبة المادية هي التي يتصل من خلالها بعالم الملك. فكان (ص) برزخاً بين السماء والأرض، ينقل كلام السماء وتعاليمها إلى أهل الأرض بمقتضى الرسالة التي أناطه الله بتبليغها إلى العباد.
ثم إنه قد يرد إلى الذهن سؤال مفاده: أن الإنسان له روح وبدن، فهل خلق الله روحه من طين, أم أن البدن قد خلقه الله من طين، وأما الروح فهي من خلق آخر نفخها الله فيه بعد أن استوى بدنه وإكتمل؟! فتأمل ولا تعجل.