السؤال: النبي (صلى الله عليه وآله) أشجع الخلق
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو التفضل ببيان صحة الحديث :
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كنا اذا اشتد القتال لذنا برسول الله صلى الله عليه وآله .
أقول: لو كان غير أمير المؤمنين(ع) قد قال هذا القول لصدقنا ولكن أمير المؤمنين (ع) هو كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص) في جميع المشاهد كلها لاسيما أحد والاحزاب وحنين.
ارجو التفصيل في البيان
الجواب:

لا شك ولا شبهة أن النبي (ص) هو أشجع ولد آدم منذ أن خلق الله الدنيا وحتى قيام الساعة ، يعلم ذلك بالتفكر في معاني منها: أنّه أفضل خلق الله، فمن زعم أن هنالك من هو أشجع من النبي (ص) فقد جعل النبي مفضولاً لأحد ما في الشجاعة، أي أنه لا يكون أفضل الناس في كل منقبة. وهذا خلاف الأعتقاد بأنّه أفضل الخلق.
ومنها: أنّه الإنسان الكامل، وهو الحائز على تمام كل خلق وسجية وكمال، فلو نقص عن تمام الشجاعة لم يكن إنساناً كاملاً في جميع الخصال، ولو وجد من هو أكمل منه في إحدى الخصال فقد نقص عن حد الكمال. وقد ثبت بأنه (ص) أكمل الناس. ومنها قوله(ص): (( إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))، ولا ريب بأن الشجاعة من أمهات الأخلاق لأنّها إحدى الفضائل الأربعة التي كل منها غاية برأسها، وهي: الشجاعة، والعفة، والحكمة، والعدالة، فإذا بعث النبي(ص) لإتمام هذه المكارم فكيف يكون غير بالغ فيها حد التمام، وهل يمكن أن يتمم المكارم من يتخلـّف في أحداها عن التمام؟
فثبت إذاً أنّه (ص) أشجع ولد آدم وأنّه أشجع حتى من أمير المؤمنين(ع)، فعندما تحتدم الخطوب العظام فلا يثبت لها إلاّ رسول الله (ص) وبثباته وشجاعته يستمد الشجعان ثباتهم. فإفهم.
وأما كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجه الرسول (ص)، فليس هذا بقادح في أشجعية النبي (ص). فإن أمير المؤمنين (ع) قائد عسكره ولا بد لقائد العسكر من الدفع عن مقام سيده في تلك المواطن وقد لا يناسب مقام النبوة النزول إلى ساحة الوطيس ومقارعة الأعداء بالنفس أحياناً لمكان الجاه والرئاسة، ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال تتجه الأنظار صوب ذلك الطود الشامخ ــ أي رسول الله (ص) ــ وتلوذ به كيما تثبت وتنشط. فمعنى كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام، ففي هذا المقام يلوذ الجميع برسول الله (ص) بمن فيهم أمير المؤمنين (ع).

تعليق على الجواب (1)
إن تعبيركم في الإجابة بالقول : "كون علي (ع) كاشف الكربات عن وجهه إنّما هو بلحاظ ذلك المقام لا هذا المقام"
وقبله ذكرتم : "ولكن حينما تبلغ القلوب الحناجر وتنخلع أفئدة الشجعان من هول القتال"
هذا لا يناسب بحال من الأحوال، إجابة سائل عن مقام أمير المؤمنين عليه السلام في الرواية المسؤول عنها .
على الأقل من جهة التقابل الذي يحصل للقارئ، بل والحق أنه سب صريح، إذ كيف يكون السب والبهتان أكثر من أن أقول إن الإمام ممن ينخلع قلبه ويبلغ قلبه حنجرته في القتال، هذا التوجيه العام المدرج تحته الإمام أقرب من فم الناصب منه للموالي!!
فلا أعلم حالة حربية يخاف فيها الإمام أخف خيفة، فضلا عن انخلاع القلب وبلوغه الحنجرة كسائر الجبناء بل أجبن الخلق ومن لا رائحة يقين لهم!
على أن السائل لم يجب عن سؤاله وهو صحة الحديث، ولم نجد البحث فيه سندا؟
فلعل فيه خلل أو عيب في النقل يضر بالمعنى أو موافقة للقوم فيما يروون، ثم تصل النوبة لفهمه وعرضه على القواعد، حيث يفهم وفق مقام الإمامة، فليت المجيب ذكر السائل بمنزلة الإمامة ووجه الرواية وعرضها على اليقين مما نعلم، وذكره بأن المسؤول عنه هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، منه من نور واحد، كما دلة آية المباهلة والروايات .
وهل إثبات الشجاعة أو الأفضلية لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقتضي كل هذا التكلم في وصيه صلى الله عليهما وآلهما؟؟
فلعل الإمام كان يتعمد في الحرب فعل ذلك بأمر نبوي، لكي لا يكون لأحد حجة على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، بدون استلزام ذلك لنقص في الإمام في تلك الحالة، وكذلك لعل المقصود غيره يلوذ بينما الإمام قربه للدفاع وليس للتدرع، بل يفديه حتى جاء النداء السماوي لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار؟!
أو لعله لا ينبغي للإمام التقدم إذا أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يتقدم ويبرز في الساحة، أو المسؤولون الحقيقيون الحاضرون فالكلام للأكثرية والوصف العام جائز، فكيف إذا كنا بصدد استثناء فقط واحد، وغير ذلك من الوجوه القويمة، وفي جميع هذه الوجوه نعلم يقينا أن أمير المؤمنين ( على فرض ثبوتها ودقتها) إنما أراد بيان شجاعة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، والتأكيد عليها، حتى لا تتخلق شبهة لماذا لا يحارب أو هل حارب، وإذا تخلقت فهذه الكلمة ممن يتنمر في ذات الله تعالى كما في خطبة الزهراء عليها السلام، هذه جهاز مناعي لأي إشكال من داخل الوسط الإسلامي أو خارجه .
المسألة حرب عادية تحصل فيها شدائد، فلا أعلم عن أي مقام يتحدث المجيب حتى فرق بما فرق وقال ما قال؟؟
الجواب:

اذا قلنا ان شجاعة علي (عليه السلام) مساوية لشجاعة النبي (صلى الله عليه وآله) بدليل حديث المباهلة بحيث تثبت ان كل صفة للنبي (صلى الله عليه وآله) تكون مساوية لصفة علي (عليه السلام) وما يزيد النبي (صلى الله عليه وآله) الا بالنبوة فلا معنى لما قلناه في الاجابة السابقة وعند ثبوت هذا الكلام بدليل قطعي لابد من تاويل لوذ علي بالنبي بمعنى من المعاني التي لا تتعارض مع الدليل القطعي واما اذا لم تثبت تلك المساواة او ثبتت بدليل ظني فالحديث المذكور ان ثبت صحته سندا يكون معارضا للدليل الظني ولابد من حل التعارض بطريقة ما لذا ما قلناه في الاجابة السابقة مبني على عدم ثبوت الدليل القطعي والبناء على ان شجاعة النبي (صلى الله عليه وآله)اعظم من شجاعة علي (عليه السلام) لذا يمكن تصور ولو في موقف واحد ان عليا (عليه السلام) يلوذ بالنبي (صلى الله عليه وآله) حتى تحصل اشجعية النبي وليس معنى بلوغ القلوب الحناجر وانخلاع الافئدة ان عليا (عليه السلام) يخاف في المعركة على نفسه من القتل او ما شابه ذلك بل يمكن تصور تلك الحالة من اجل الخوف على مصير الاسلام وتغلب الكافرين وازهاقهم لارواح المؤمنين وما شابه ذلك من مواطن الخوف المشروع الذي لا يكون نقصا في شخصية الامام علي (عليه السلام) وذلك الخوف المشروع يكون موجبا للوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) لانه الاشجع الذي يتعامل مع تلك المواقف الصعبة بقلب ثابت .

تعليق على الجواب (2)
لا حول ولا قوة إلا بالله إذا فأولوا روايات بلاط معاوية التي فيها ألفاظ ذم بهكذا تأويلات بأنها قد تكون صحيحة والمعنى لا يراد به النقص!!
علما أن الرواية لم تذكر عبائر كهذه التي توردونها زيادة وتظنونها بيانا..سبحان الله أيخاف مع مجموعة ولا يخاف وحيدا في يوم المبيت وفي ركب الفاطميات مهاجرا معهم جهارا؟!
دعنا أيها المجيب من قضية المساواة الآن، أين منزلة الإمامة ؟!
أنتم تنسبون نقص، ونقص بالغ فاحش أيضا؟!
ومع ذلك تشككون في دلالة الآية في المباهلة على المساواة..مع عدم اثبات حتى صحة ما سئل عنه من أمر هذه الرواية؟!
ما حصل هنا منهج غريب، لا يعرف قرآن ولا سنة قطعية ولا إمامة إلهية.
علما أن فرض ثبوت الأشجعية لا يحتاج إلى ظهور واقعي، ومع ذلك فإن تم زعم حاجة ظهوره فإن الظهور لا يبلغ هذا الفحش، وإنما على مستوى الأولى إن صحت الدعوى أصلا، بل على مستوى نحن لا نلمسه حيث الكلام عن مقامات عالية .
كما أن التبرير المقدم لمثل هذه الألفاظ لا يغني ولا يسمن من جوع، وذلك أن كل غيور منخلع القلب ومتصدع الرأس على أمر الإسلام وأهله وما يحل بهم، وهو بهذا المعنى موجود لدى الأنبياء أو الأوصياء أو المؤمن الذي يهتم بأمور المسلمين، بل هو للأكمل أكثر فتكون النتيجة أن النبي الأكرم هو ما تصفون!!
وبهذا أصبحت منقبة وليس نقصا، بالتالي في إصراركم وتبريركم للألفاظ رجوع للمربع الأول وعاد السؤال عن معنى الرواية مجددا!!
إلا أن تقولوا أنه ليس معنى انخلاع القلب هنا اشتداد الحرص على الدفاع، بل الإندهاش والوهلة!!
فهذا نقص واضح وقبيح..على الأقل لا يصح نسبة النقص بدون دليل تام، فكيف تجرأ المجيب عليه؟!
أيهما أعظم أهوال حرب أم أهوال الموت أو أهوال يوم القيامة..فما منزلة أمير المؤمنين (عليه السلام) هناك أم نسي حضوره عند الموت للمحتضر ومقامه في الآخرة؟
وأسأله بالله هل يتفوه بهذا أمام حضرت الإمام الحجة بدون خجل أو في ضريح أمير المؤمنين عليه السلام ثم يطلب حاجته؟!
أيصح هذا للملائكة ؟!
بل العظيم في الملائكة جبرائيل ينادي لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار..فما ندائكم؟!!
لا يوجد مؤشر واحد يبرر توجيه الخبر بما ذكر، بل المؤشرات في أحوال الأمير قبل الدنيا وفيها وبعدها على عكسه تماما .
بل ما هي هذه المعركة التي حصل فيها هذاأين خيبر..أين هذا الموضع بحسب التوجيه الغريب الفج أين تجدون مثله بالله؟!
معاوية لا يقولها في وجه الإمام علي ورب الكعبة .
إن كان لا يسعكم إعادة جواب السائل بما يليق وإرساله إليه، فليحذف السؤال من الصفحة على الأقل أو يتم تعديل الإجابة .
الجواب:

لا ندري ما هو سبب تشنجك من جوابنا حتى تصفه بما وصفته به من الاوصاف الخارجة عن اللياقة وكأننا نبتغي ان ننتقص من مقام امير المؤمنين (عليه السلام) فتارة وصفتنا بالتشكيك واخرى بالفحش وثالثة بان ما ذكرناه من الوجوه غريب فج ...الى غير ذلك من الالفاظ التي نربأ عن مثلك باللجوء اليها في مقام البحث والمناظرة .
وحتى لا تنطبق علينا بعض تلك الاوصاف سوف نغض الطرف عن تلك المنظومة من الاتهامات وسوء الفهم وادعاء التحقيق لتدخل في صلب الموضوع فنقول :
يلزمك ان تقر شئت ام ابيت بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) هو افضل الخلق طرا وان الافضل على الاطلاق لا يتثنى فيكون اثنين كل منهما هو الافضل على الاطلاق فان ذلك خلاف التحقيق وحينما نتكلم عن الافضل الاكمل من الانسان الكامل . وهذا لا يعني باننا ننكر افضلية وشرف وكمال امير المؤمنين (عليه السلام) بل سائر اهل البيت المعصومين فعنوان الافضل والاكمل والاشرف ثابت لهم بالدليل العقلي والنقلي، الا ان اصالة الفضل والكمال والشرف والتقدم هي للمخلوق الاول والنور الاول والعقل الاول والمراد به خصوص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فالائمة كلهم (عليهم السلام) قبسات من نوره، وهو الاول الماسك من اسباب ربه بحبل الشرف الاطول .
ولما كان الامر على هذا المنوال فجعل رتبة علي (عليه السلام) في كل فضيلة وكمال تالية لرتبة النبي (صلى الله عليه وآله) لا محذور فيه ولا منقصة فحينما نقول محمد (صلى الله عليه وآله) اشجع من علي (عليه السلام) ليس مرادنا ان عليا ممن يخاف او يتصور منه الجبن او الفرار في ساحة الوغى ...بل هو اشجع الخلق بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من دون منازع فما هي السّبة علينا ايها الاخ الفاضل ونحن بأزاء احاديث واردة عنهم (عليهم السلام) تصرح بما يشمأز قلبك منه كقول علي (عليه السلام) (انا عبد من عبيد محمد ) وكالحديث الذي هو محل النقاش بيننا وبينك وكاحاديث التقدم والشرف والكمال المخصوصة به (صلى الله عليه وآله) دون سائر الخلق ؟ فهل تريد منا ان ننكرها او نصفها بالوضع او ان نضرب بها عرض الجدار ؟ ليس امامنا في مثل هذه الحالة الا البحث عن الوجوه المحتملة التي لا يترتب على الاخذ باحدها أي محذور او فهم خاطئ وهذا ما فعلناه في ردودنا ليس اكثر .