6- البعد الكوني للمهدوية
تعدد العوالم في المأثور الديني:
.
ويدل التنبيه إلى عدم عصيان هذا الخلق إلى توجيه اللوم من قبل النبي (ص) والإمام (ع) إلى المخاطبين- وهم نحن- لنكون أمثالهم، وهذا لا يكون صحيحاً إلا إذا كانوا قادرين في الأصل على العصيان، ولكنهّم لا يعصون اختياراً لا (قهراً).. وهذا هو غاية الله تعالى من الخلق- الذي سماه الخليفة، فهؤلاء إذن وصلوا إلى مرحلة الاستخلاف في الأرض والطاعة الكاملة وهي مرحلة المهدوية- والتي سنبرهن قريباً بإذن الله على حتميتها.
إذن فالمهدوية ليست حلم البشر على الأرض وحدهم، بل هي قانون إِلهِي شامل لأجزاء الكون.. تمر به المخلوقات تباعاً.. والذي يمر به أولاً.. ربما استطاع مساعدة الآخرين في الوصول إليه.. بمعنى أن هذه العوالم رغم المسافات السحيقة بينها فإن هناك اتصالاً بينها من نوع ما.ولكن الاتصال بين الكواكب والعوالم ليس دائمياً.. فإنه ينقطع لفترات معينة حين لا يوجد بين أعضاء مجموعة من الكواكب أحد يمر بالطور المتفوق.. ويحدث بدلاً من ذلك تمهيد على صعيد محدود يخص خلفاء الله وحدهم- حيث يقومون بالتنسيق والزيارات لأصفياء وخلفاء جيرانهم- وفي القرآن توجد خمس إشارات ورحلات من هذا النوع.. بيد أنها حجمت مضامينها وأخفيت أسرارها تحت ركام التفاسير.. وذلك لقصور إدراك أكثر المفسرين- لسعة الكون، وعالمية الرسالة وشمولية هذه النظم بنفس السنن والنواميس. وسوف نحاول التعرض لبعض هذه الموارد في القرآن الكريم.