هل صحيح أن العراق مستقر وأن الفضل في استقراره يعود لأحبتنا الإيرانيين الرحماء اللطفاء الكرماء النجباء؟.
فرئيس وزرائه الصادق الأمين عادل عبد المهدي أعلن ذلك، بالفم المليان، في حضرة شقيقه رئيس جمهورية إيران الإسلامية حسن روحاني
ومن المؤكد أن لا أحد، في طول العراق وعرضه، وله عقل وقلب وبصيرة، يمكن أن يوافق على ذلك الإعلان، والسبب أن ما يراه عادل عبد المهدي، وهو في طهران، استقرارا في وطنه الثاني العراق يراه عراقيون بالملايين هدوءً إلزاميا مفروضا عليهم بقوة سلاح المليشيات، وهو في حقيقته الهدوءُ الذي يسبق عاصفةً مؤجلة لم تكتمل ظروف انطلاقهابعد، ويَنتظر الجميع هبوبها المؤجل المحتوم.
ومن واجبنا هنا أن نتساءل، ومن واجب رئيس الوزراء أن يجيب.
كيف يتحقق الاستقرار في أي بلد من بلدان الدنيا الواسعة التي تحترم نفسها وأهلها؟، هل يتحقق بالخيال والنفاق والكلم الفاضي أم بالعمل الحي؟.
وكيف يتحقق استقرارٌ بدون قضاء عادل ومستقل وشجاع لا يساوم ولا يخاف ولا يستحي؟ وهل يتحقق بحكومةٍ لا تملك زمام أمن وطنها وشعبها، ولا أمنوزرائها ومدرائها وسفرائها، هي، قبل غيرها؟
بصراحة لا يمكن اقتناع أحد من العراقيين بوجود أمن واستقرار في دولته الفاشلة ونزع سلاح مليشياته المنفلتة التي وصفها مقتدى الصدر بالوقاحة.
فلا أمن ولا استقرار ما دامت هذه المليشيات تفرض الوصاية الإيرانية على الحكومة والبرلمان، وما دامت سفارة الولي الفقيه تقوم بمهام المندوب السامي الإيراني الحاكم بأمره في العراق.
ألم يخاطب المرشد الأعلى علي خامنئي ضيفَه رئيسَ وزرائنا بلغة الآمر الناهي، ويأمره بإخراج القوات الأمريكية بسرعة من العراق؟، وألم يُبلغه بعدم رضاه عن التقارب العراقي السعودي؟ وألم يطلب منه الانخراط في حرب تكسير العظام بين جمهوريته الإسلامية وبين أمريكا، حتى وإن لم يكن للعراق ناقة فيها ولا جمل؟.
والذي ينبغي أن يعرفه رئيس وزرائنا هو أن أي استقرار لن يتحقق في العراق إلا حين يقرأ المواطن ويسمع ويرى تفاصيل ملفات سرقة المليارات وتحويلها إلى طهران.
وأخيرا وليس آخرا، هل يأمن المواطن اليوم على حياته ورزقه وأسرته من عشرات العصابات المعروفة والمجهولة إذا ما قررت أن تغتال أو تعتقل أو تختطف،وفي وضح النهار، وبملابس رجال أمن الحكومة وجيشها، وبسيارات وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع ومصفحاتها؟.
وخلاصة القول، إن من ينكر، جُبنا أو عمالةً، أنَّ لإيران تسعين في المئة من المسؤولية عن الظلم والاختلاس والإفقار والتجهيل والبطالة ليس بمواطن عراقي شريف.
فما دام الفساد باقيا، والفاسدون والعصابات المسلحة والاحتلال والوصاية والإذلال والتهميش والتمييز بين مواطن وآخر فلا استقرار ولا أمن ولا سيادة أيها الزعيم الذي لا يملك من الزعامة شروى نقير. فمتى تستقيل؟
التقيكم مرة اخرى على حب الله والوطن