عامر القيسي
سنكون في غاية الايجابية ونرمي من رؤوسنا كل نظريات المؤامرات غربها وشرقها، ولن نكون الا في جانب الحكومة والبرلمان والطبقة السياسية الحاكمة بفاسديها ومفسديها، بل حتى الى جانب من تدور حولهم الشبهات والحقائق من تلوث اياديهم بدماء العراقيين.
هل هذا يكفي لإظهار حسن النوايا في كتاباتنا؟
لكن من حقنا الدستوري والمواطني والانساني أن نعرف مايجري بنا ولنا، ابتداءً من الخراب الذي نعيشه الآن، والذي يسميه بعض الرومانسيين “الخراب الجميل” ولاأدري أي جمال بالخراب!
نقول من حقنا أن نعرف ومن واجب قادتنا الاشاوس أن يقولوا لنا، لماذا ندفع فاتورة هذا الخراب ولانعرف كيف حصل ومن هو المسؤول عنه، وهل كلّه من صنع الأعداء الامبرياليين أم فيه ومنه من صناعة هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي تتحكم بمصائرنا.
من حقنا أن نعرف على سبيل المثال :
ماهي نتائج التحقيقات بشان سقوط المحافظات بيد داعش الارهابي ، ولماذا قيّدت حتى الآن ضد مجهول؟
من حقنا أن نعرف نتائج تحقيق تفجيرات الكرادة الدموية العام الماضي في مثل هذه الايام والتي سقط فيها مثات العراقيين ودفنت أحلامهم معهم؟
ومن حقنا أيضا أن نعرف من أفلس البلاد الى الدرجة التي تقوم الحكومة بالاستدانة من رصيد الاجيال القادمة ونحن بلد نفطي، وليس بقائد “عفطي” كما في ماضي الأزمان والأكيد ان الواحد تشظى وأصبح عشرات؟!
من حقنا أيها السادة أن نعرف نتائج التحقيقات بشأن اجهزة السونار الفاشلة التي سقطت بسبب فساد صفقتها آلاف الارواح البريئة من سنوات، ومازالت هذه الاجهزة تستخدم حتى الآن؟
ومن حقنا كذلك ان نسأل من وكيف تم اغلاق ملف الفساد الفاضح بالاموال التي صرفت على مؤتمر قمة عربي فاشل، بل أفشل مؤتمر قمة في تأريخ مؤتمرات القمة العربية؟
ونريد أن نسأل عن سبب الصمت المطبق والمشبوه على عرض ميزانيات انفجارية بدون حسابات ختامي، فلا أحد يعرف المليارات التي دخلت للخزينة وأين خرجت منها والى أي جيوب فاصبحنا كالتاجر المفلس، فعادت الحكومة الى جيوب الموظفين لتستقطع منها، بحجة النازحين والحشد، فلا النازحون ذاقوا منها ولا الحشد استلم رواتبا منها أيضا؟
من حقنا ياسادة ياكرام يا من مسحتم ارضنا بكرم سجودكم و”تقيتكم” التي لانستطيع ان ننازعكم فيها، لانها نؤديها لله وحده وانت تؤدونها للمال وحده! من حقنا أن نسأل من حاسب من، حين القمتمونا الرز الفاسد والادوية منتهية الصلاحية وارضعنا أطفالنا الحليب المغشوش !
قوائم بلاحدود.
مليارات بلا حدود.
ملفات بلا حدود.
لجان تحقيق بلا حدود..
ضحايا بلا حدود..
والنتائج واحدة ” قبض ريح ” كما يقال !!
والذي على الارض هي الانشغالات بقانون انتخابات يعيد تدوير النفايات السياسية نفسها من دون خجل ولا ضمير ولا خشية لاقانونية ولاشرعية !!
الذي على الارض هو المزيد من الدمار والتخريب والافلاس.
الذي على الارض هي بارقة أمل فقط تنبعث من الشجعان الذين يقاتلون الارهاب ويقدمون حياتهم ثمناً لهذا الوطن المبتلى بطبقة اللصوص هذه، الطبقة التي ترى كيف ان جرحى هذه المعارك المقدسة يئنون في ممرات المستشفيات الحكومية مضرجين بدمائهم الشريفة، لكي يسرق غير الشرفاء البلاد طولا وعرضا !!
الا تستحقون ما قاله الكبير مظفر النواب بحقكم من أنه لا يستثني منكم أحداً!!