مملكة لكش وصل السومريون جنوب العراق القديم في بداية الالف الرابع قبل الميلاد وسكنوا ارض شنعار او جنة عدن حيث نهري دجلة والفرات كانت الاشجار والاطيار والخضرة الدائمة فعرفوا الكتابة والفأس وبعض المعادن والعربة واستخدام الحمار واقاموا مدنا مثل اريدو واور واوروك ولكش وكيش وكرسو واوما ونيبور وغيرها وفي منتصف الالف الثالث استطاعت بعض دويلات المدن السومرية ان تسيطر على بقية دويلات المدن السومرية من بين تلك الدويلات كانت مملكة لكش سيطرت لكش على معظم جنوب ووسط العراق وكانت فيها سلالتان ملكيتان فالاولى تبدا بالملك اورنانشة نحو 2500ق.م وتنتهي بالملك اور – كاجيتا نحو 2375 ق.م وكانت مدينة كرسو القريبه من كيش تابعة لها وتعتبر مركزا لالهتها .
كان لوكال – زاكيري ملك دويلة اوروك واوما قد زحف على دويلات المدن السومرية واحتل المدينة الكبيره لكش ونهب المدينة وهدم قصورها ومعابدها وذلك عام 2375 ق.م تقريبا ومن اقدم القصائد في التاريخ قصيدة كتبت على رقيم لعل عمرها يعود الى حوالي 2350ق.م كما يذكر العلامة ول ديورانت حيث يرثي الشاعر الرافديني الاول دنكرد امو كيف نهبت كنوز والهة لكش وكرسو قائلا في حزن .
واسفاه . ان نفسي لتذوب حسرة على المدينة وعلى الكنوز . واسفاه
ان نفسي لتذوب حسرة على مدينتي كرسو ولكش وعلى الكنوز
ان الاطفال في كرسو المقدسة لفي بؤس شديد
لقد استقر الغازي في الضريح الافخم
وجاء بالملكة المعظمة من معبدها
أي سيدة مدينتي المقفرة الموحشة متى تعودين ...
لم يطل استيلاء لوكال زاكيري ملك اوروك على لكش وكرسو حتى قام سرجون الاكدي زاحفا في مدينة اكد قرب اليوسفية على المدن السومرية والاستيلاء عليها كلها ولم يكتف بذلك بل توجه الى اقصى الجنوب فاستولى على البحر الاسفل الخليج ثم زحف شمالا وغربا فاستولى على شمال بلاد كنعان سوريا حتى وصل الى البحر الاعلى المتوسط وبذلك اسس سرجون الاكدي اول امبراطورية في العالم 2334-2279ق.م
كانت لكش الدولة المدينة تتألف من عدة مقاطعات وفيها مركز هو المعبد الذي يتالف عادة من زقورة أي مصطبات ثلاث او اكثر ويكون اله المدينة في القمة لعلاقته بالسماء وكان اهالي لكش يسمون شعب ننكرسو باسم اله المدينة وننكرسو ابن انليل ابو الالهة وفي عهد انسي الحاكم كوديا ازدهرت لكش وقد بنى فيها 15 معبدا موزعا على المقاطعات وانفق بسخاء من اجل المعبد الكبير الذي سمي ابي – نينو وهو معبد ننكرسو .
مدينة لكش تلول الهبا اما مدينة لكش فتقع على بعد 24كم شرق مدينة الشطرة في محافظة ذي قار جنوب العراق ومن خلال التنقيبات التي جرت في تلول الهبا التي تبلغ طولا 5.3 كم وعرضا اكثر من 2.5 كم امكن البحث عن المدينة العظيمة لكش التي اختفت قصورها ومعابدها تحت هذه السلسلة من التلال كانت مدينة لكش مدينة كبيره ومهمة وجاءت اهميتها من خلال صلات ملوكها مع مملكة اور ومملكة اريدو القريبتين اليها كما انها حكمت نفسها وتوسعت من خلال سلالتين لفترة ليست بالقصيرة كانت لكش تشمل مدينة كرسو تعتبر البلدة المقدسة لمملكة لكش ويعتبر اورنانشة مؤسس مملكة لكش واشتهر من ملوك السلاله الاولى اور – كاجينا الذي نظم لكش واصدر قوانين وتشريعات اجتماعية لمساواة الافراد .
كشفت اول بعثة للتنقيب عن المعبد البيضوي الذي بناه الملك اناناتم الاول سنة 2450 ق.م تقريبا وهذا المعبد ذو ظراز معماري خاص اذ وجدت حوله بنايتان تعودان لمعبدين اخرين كما وجد في الطبقة الثالثة معبد اخر بناه الملك اورنانشة 2550-2500ق.م وكشفت التنقيبات على قصر واسع عثر فيه على مجموعات من الاختام الاسطوانية ومجموعة من الرقم لعلها كانت من ضمن مكتبة القصر لحاكم البلاد كما وجد فيه سبعة تماثيل برونزية تعود الى الملك اناناتم وتمثال ثامن يعود الى الاله اشولو تولد الاله الخاص للملك المذكور كما عثر في القصر على مجموعة اخرى من الرقم الطينية وقد اعيد الحفر في المعبد البيضاوي فعثرت احدى البعثات على انابيب فخارية تمتد الى جدول قريب كانت توصل الماء الى المعبد كما وجدت في غرف المعبد مجموعة من الاختام والتماثيل الصغيرة لبعض الحيوانات واجزاء من زوارق يبدو انها كانت تعود الى المعبد للنقل او لصيد السمك وفي القصر الغربي وجدت فيه عشر غرف وساحة وسطية ويحيط بالقصر سور خارجي كما عثر فيه على رؤوس صولجانات متعلقة بملوك لكش واختام اسطوانية وطبعات طينية منخورة وبعض الاواني والجرار تعود الى عصر سلالة لكش الاولى وكذلك عثر على تمثال لاسد من المرمر وهو فريد في شكله الفني وراس صولجان كبير ذي نحت ظهر فيه الطائر الاسطوري الامدكر وعليه كتابة مسمارية تشير الى اسم الكاتب السومري الشهير دودو .
واظهرت مجمل التنقيبات في السبعينات من القرن الماضي من قبل البعثات العراقية استمرار السكن في مدينة لكش حتى العصر البابلي – الكلدي الاخير حيث وجد ملكا اراميا في المدينة المجاورة كرسو .
منقول