الاعتذار أكبر من كلمة "آسف".. كيف تتجاوزها وتصلح ما أفسدته؟
القاهرة - سيدي ، 17/05/2019
تعلمت اليوم| الاعتذار أكبر من كلمة "آسف".. كيف تتجاوزها وتصلح ما أفسدته؟
ورغم أن كلمة آسف تجعل الشخص الذي يعتذر يشعر بالتحسن، ولكن بالنسبة للشخص الذي يعاني من خيبة الأمل لا
ذا أردت تأسيس علاقة صداقة قوية مع الأشخاص وحتى لا تخسر الناس بسهولة، فعليك أن تفكر قبل أن تتكلم أو تتصرف
"آسف" كلمة كبيرة يمكن أن تعني الكثير أو لا شيء على الإطلاق. لماذا؟ لأنه في بعض الأحيان لا يكفي أن نقول "آسف"، الاعتذار ليس إلا بداية عملية إصلاح لشيء تالف.
وانطلاقا من حملتنا في سيدي "تعلمت اليوم" والتي تهدف لإكساب القارئ مهارة جديدة كل يوم طوال شهر رمضان الكريم، سيكون حديثنا اليوم عن مهارة الاعتذار .
جميعنا سمع الكثير من كلمات الاعتذار، ولكننا نسمعها ونضعها وراء ظهورنا نمضي قدماً، خاصة عندما يضرنا شخص ما حقاً، ويؤذينا بشدة.
ورغم أن كلمة آسف تجعل الشخص الذي يعتذر يشعر بالتحسن، ولكن بالنسبة للشخص الذي يعاني من خيبة الأمل لا، لهذا السبب من المهم تجاوز كلمة "آسف" وعدم الاعتماد عليها بمفردها لإصلاح التلف وتحسين العلاقات مع الآخرين، واستخدام كلمات وعبارات أخرى واتباع طرق مختلفة للإعراب عن الشعور بالندم.
وفقًا للدكتور لارس ماكسن، أستاذ علم النفس في مؤسسة مايند شيفت، فإن الاعتذار لشخص ما قد ينطوي على أكثر من قول "آسف"، ونصح على ضرورة فتح قنوات اتصال والاستماع إلى الآخرين، ومعرفة كيف ألحقت بهم الأذى والضرر.
تحمل مسؤولية أفعالك واعترف بالمشكلة التي تسببت فيها، وافعل كل ما هو ضروري لتصحيح هذا الخطأ.
هل ألحقت الأذى بالآخرين؟
إذا كنت الشخص الذي ألحق الأذى بشخص آخر، فحاول أن تعرف كيف تعوضه عن هذا الضرر وكيف تتجاوز كلمة "آسف". اسأل الشخص الذي أذيته عن أفضل طريقة تعوضه به عن الأذى الذي ألحقته به، على سبيل المثال إذا كسرت شيئاً ما في منزل أحد أصدقائك فاقترح أن تشتري له شيئاً جديداً، وإذا أهنت أحدهم أو أسأت إليه فاعتذر إليه، ومن الممكن أن تشتري له هدية.
إذا أردت تأسيس علاقة صداقة قوية مع الأشخاص وحتى لا تخسر الناس بسهولة، فعليك أن تفكر قبل أن تتكلم أو تتصرف، نعم الأمر صعب، ولن تستطيع التحكم في نفسك طوال الوقت، ولكنه يستحق العناء والتعب.
وفيما يلي إليك استراتيجية بناءّة؛ لكي تعتذر بطريقة جيدة عندما لا تكون كلمة "آسف" كافية:
1- اعقل ما حدث وكرر الواقعة بأكملها في ذهنك، وحاول أن تتعامل معها بصفاء ذهن ووضوح.
2- واجه مشاعرك، بغض النظر عما إذا كانت جيدة أو سيئة، وتأكد أن إنكارها لا يُفيد أحداً.
3- ضع نفسك في مكان الشخص الآخر، وحاول أن تفهم لماذا جرحته كلماتك وأفعالك.
4- دوّن الأسباب والمبررات التي عليك أن تعتذر بشأنها.
5- قرر ما هي الفترة اللازمة لإصلاح الضرر ومعالجة المشكلة التي تسببت فيها.
6- افعل ما تقوله، ولا تتنصل من وعودك؛ حتى لا تجعل الأمور أكثر سوءاً.
7- كن صادقاً وأنصت باهتمام إلى ما يقوله الشخص الآخر، واعرف حقيقة مشاعره.
8- تعلم من الأخطاء، ولا تكرر الخطأ نفسه مرتين.
9- اترك للآخرين المساحة الشخصية التي يحتاجونها والوقت الكافي؛ لكي يتغلبوا على مشاعر الغضب الناتجة عن الإساءة إليهم، لكي يتمكنوا من مسامحتك وغفرانك ونسيان ما حدث.
10- كُن أميناً وصادقاً مع الآخرين واخبرهم بما تعلمته من التجربة، سوف يساعد ذلك على إدراك أنك تغيرت حقاً وأنك تريد إرضاءهم.
ماذا إذا كنت أنت الشخص المجروح؟
لقد حان وقت المسامحة والغفران، بعد كل شيء إذا بذل شخص ما الجهد لكي تسامحه، وإذا شعرت بأنه صادق فعلاً ويعني ما يقوله لك، فهذا دليل كافٍ على أنهم يهتمون حقاً لأمرك ولا يريدون خسارتك. تذكر أن الأمر يتطلب الشجاعة؛ لكي يعترف الشخص بأنه مُخطئ. أولئك الذين يفعلون ذلك، يعرفون أن كلمة "آسف" ليست كافية وليست مريحة بالدرجة الكافية.
وربما تساعدك الخطوات التالية على المغفرة ومسامحة من أساء إليك:
ابحث عن الوضوح، اعرف هل كان لدى الأشخاص الذين أساءوا إليك سببٌ منطقيٌّ للقيام بما فعلوه؟ إذا كنت تعرف هذا الشخص جيداً فيجب عليك أن تمنحه فرصة أخرى.
وضع نفسك مكانهم، اسأل نفسك هل كنت ستقوم بما فعلوه إذا كنت مكانهم، وما هي الاعتذارات التي سوف تقدمها لهم؟
كذلك عليك تسأل نفسك: ما الذي يمكن أن تفعله للمضي قدماً؟
اكتب قائمة بالأشياء التي تريد أن يفعلها هذا الشخص الذي أساء إليك، ربما تكتشف أنك لا تريد مغادرة حياته تماماً، ولكنك تشعر بالغضب في الوقت الحالي.
تأكد من أنك إذا تمسكت بالمشاعر السلبية وحملت ضغائن بداخلك إزاء هذا الشخص، فإنك لن تضر أحداً إلا نفسك.