كيف تتعاطف مع مشكلات موظفيك في العمل؟


تعلمت اليوم| كيف تتعاطف مع مشكلات موظفيك في العمل؟

بكل تأكيد جميع المسؤولين داخل بيئة العمل يستمعون إلى الموظفين، ولكن الفارق هنا هو كيفية الاستماع

التمتع بقدر كبير من التعاطف والذكاء العاطفي لا يعني على الإطلاق الاكتفاء بالاستماع الجيد، بل أيضاً طرح الأسئلة الهامة

امتلاك المدير والقائد القدرة على تصور وتخيل نفسه مكان الموظف ويواجه ما يواجهه هذا الموظف

يجب عليك أن تتحلى بالحكمة والذكاء، وذلك في منح المشاكل الكبيرة الأكثر أهمية الأولوية في الرعاية

لا شك أن لامتلاكك كقائد للعمل مهارة التعاطف مع مشكلات موظفيك تأثيراً بالغ الأهمية على العلاقة الإنسانية والعملية بينك وبين الفريق التابع لك، فالتعاطف سوف يظل إحدى المهارات الأكثر أهمية داخل بيئة العمل، وهي المهارة التي سوف نتعلمها اليوم من خلال حملتنا في سيدي "
تعلمت اليوم" التي تهدف لإكساب القارئ مهارة جديدة يوميا طوال شهر رمضان الكريم.

ومع اعتقاد الكثيرين بأن التعاطف ما هو إلا إحدى الغرائز الذي تولد من جميع البشر، يرى المتخصصون في علم النفس أن الأمر ليس بتلك السهولة والبساطة، فالقدرة على التعاطفومعرفة التوقيت المناسب لمنحه للطرف الآخر لا يأتي بسوء فهم عميق للمشاعر واحتياجات وأفكار الآخرين وهي مهارة لا يمتلكها سوى القائد الخبير صاحب الدرجة العالية من الذكاء العاطفي والخبرات الحياتية الكثيفة.
ولكن يبقى السؤال دائماً هو كيف تتعاطف كمدير أو كقائد مع موظفيك وهو السؤال الذي سوف نحاول تقديم له عدة إجابات من خلال النقاط التالية بحسب موقع askspoke.com.
1- التعاطف والاستماع

بكل تأكيد جميع المسؤولين داخل بيئة العمل يستمعون إلى الموظفين، ولكن الفارق هنا هو كيفية الاستماع، فعلى سبيل المثال محاولة إنهاء أو مقاطعة حديث الطرف الآخر بتقديم الحلول السريعة والنصائح دون تكبد عناء سماع الحديث إلى نهايته أمر سلبي للغاية ولا يدل على أنك كمدير قد قدمت الحل المناسب، بل على العكس تماماً قد يتسبب هذا الأسلوب بدخول الموظف في حالة من الإحباط واليأس تؤثر على طاقته الإنتاجية والإبداعية في العمل.
لذلك من المهم أن تستمع إلى موظفيك لنهاية حديثهم وأن تظهر أنك فضولي بشأن أحاديثهم من خلال طرحك للأسئلة ومناقشة الأمور بهدوء وأن تفسر لهم أي نقطة غير واضحة، دون التسرع في الحكم.

2- التعاطف وطرح الأسئلة

التمتع بقدر كبير من التعاطف والذكاء العاطفي لا يعني على الإطلاق الاكتفاء بالاستماع الجيد، بل أيضاً طرح الأسئلة الهامة التي تتيح لك كقائد التعرف على جذور المشكلة، فبكل بساطة توجيه أسئلة هامة متعلقة بحديث الطرف الآخر تمنحه شعوراً فورياً بأنك مستمع ومنصت لما يقوله بشكل صارم للغاية وهو ما يجعله متيقناً بأنه سيجد الحل أو التفسير المنطقي للمشكلة من خلالك، مما يمده بالثقة والاحترام الكبير لك بشكل لا إرادي.
3- التعاطف وتبديل الأدوار

والمقصود بتلك العبارة هو أهمية امتلاك المدير والقائد القدرة على تصور وتخيل نفسه مكان الموظف ويواجه م يواجهه هذا الموظف من مشكلات وتحديات في العمل، حيث لا يجب أن يكتفي المدير بالاستماع فقط من خلف مكتبه الفخم البعيد عن تحديات بيئة العمل المختلفة المتواجدة بين ممرات ومكاتب الموظفين الأقل في التصنيف الوظيفي.
لذلك يجب أن تتفهم كمدير معنى ضغط العمل الذي قد تكون اختبرته بنفسك في السابق والذي يواجهه الموظف في بعض الأوقات وهو ما يؤثر على الحالة المزاجية والنفسية وقدرته الإنتاجية في بعض الأحيان، لذلك إظهار بعض من المرونة والسلاسة أمام التقصير غير المؤثر وغير المقصود.
4-التعاطف مع مشاعر الآخرين

من الطبيعي أنك كمدير أو مسؤول تفكر دائماً في كيفية التطور في العمل وتحقيق نجاحات أكبر ورفع الطاقة الإنتاجية لفريق عملك لمستويات أعلى وأكثر جودة وهو أمر طبيعي ومشروع للغاية، ولكن تذكر دائماً أنك لا تتعامل مع أجهزة إلكترونية ولكن مع بشر من لحم ودم ومشاعر، لذلك يجب أن تظهر دائماً تعاطفك وأن تمنحهم الشعور بأنك تهتم لأمرهم سوف تدعمهم في حالة الحاجة إليك والأهم من ذلك أنك تتعامل مع احتياجاتهم بكل جدية واهتمام ولا تكتفي فقط بالاستماع والتصرف بعد ذلك كأن شيء لم يكن.
5- التعاطف والبيئة الخارجية

سيكون من الرائع والمثالي تعزيز العلاقات بين المدير أو المسؤول وبين فريق موظفيه خارج إطار بيئة العمل، فالاجتماعات الودية التي تخلو من العمل خارج الشركة أو مشاركة الغداء والتحدث قليلاً في بعض المواضيع الخاصة كالعائلة والهوايات وسرد بعض النكات والمواقف الطريقة، سواء داخل الشركة أو خارجها من الأمور التي تقوي الراوبط الاجتماعية بين المدير وفريق عمله وتصل بالتفاهم بين الطرفين لدرجات رائعة للغاية تجعل سير العمل أكثر سهولة وسلاسة، والأهم من ذلك أنها تُشعر الموظفين بالسعادة والراحة النفسية وتزيل عنهم التوتر.

6- التعاطف وتحديد المشاكل والأولويات

كمدير ومسؤول عن فريق من الموظفين بالتأكيد أنك سوف تستمع إلى العديد من المشاكل والشكاوي الخاصة بالعمل بمختلف درجاتها وأهميتها، لذلك ومع التزامك بتقديم المساعدة على حل جميع تلك المشاكل يجب عليك أن تتحلى بالحكمة والذكاء، وذلك في منح المشاكل الكبيرة الأكثر أهمية الأولوية في الرعاية وتأتي بعدها تباعاً المشاكل الأقل أهمية وتأثيراً على سير العمل.