كاتيوشا.. من اسم فتاة جميلة إلى قذيفة ذكية ونشيد عالمي
كاتيوشا، هي الجميلة الروسية التي توجَّه حبيبُها في مهمة عسكرية إلى جبهات القتال ضد النازيين، في غرب البلاد، تغني هذه الحسناء لحبيبها وتتعهد له، في الأغنية، بأن تكون وفية له وتنتظره حتى يعود إليها بعد انقضاء الحرب - صورة تعبيرية
رووداو- أربيل
قذيفة كاتيوشا هي أولى القذائف الذكية، وهي اختراع روسي، ومازالت إلى اليوم أشهر القذائف، بحيث أن شخصاً لا اطلاع له على الشؤون العسكرية لا بد أن يكون قد سمع هذا الاسم. هذا الاسم هو أيضاً اسم لنشيد انتشر سريعاً في كل العالم ليصبح لكل شعوب العالم تقريباً نشيد مشابه بلغتهم، مثل نشيد إنترناسيونال الخاص بالحركات اليسارية، فما هو السر وراء شهرة كاتيوشا؟
قذيفة لا تنتهي صلاحيتها
هذه القذيفة، رغم أن الاتحاد السوفييتي السابق أنتجها في بدايات الحرب العالمية الثانية، وتعد اليوم من أقدم القذائف، لكنها مازالت فعالة وهناك الكثير من الإقبال عليها، لأنها سلاح فعال وذو تكلفة قليلة مقارنة بالقذائف الذكية الأخرى، لهذا نجد الكثير من الحركات الثورية والجماعات التي تخوض حروب عصابات تلجأ إلى استخدام هذا النوع من القذائف.
لكن ماذا تعني "كاتيوشا"؟
كاتيوشا، هو الاسم المختصر لـ"كاترينا" وهو من الأسماء الشائعة جداً في روسيا، ورغم أنه كان للقذيفة أسماء أخرى في البداية كـ"كيت، كيت الصغير" لكن اسم كاتيوشا هو الذي شاع عند الجنود السوفييت، والسبب هو نشيد حماسي.
ألف الشاعر الروسي ميخائيل إيزاكوفسكي، في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، كلمات أغنية، فلحنها الملحن ماتفيي بلانتر، وغنته المطربة الشعبية، ليديا روسلانوفا، للمرة الأولى.
لكن الأغنية أصبحت جماهيرية عندما غنتها طالبات جامعة موسكو في العام 1939 خلال مراسم توديع كوكبة من الجنود إلى جبهات الحرب، والذي ألصق اسم كاتيوشا بالقذيفة كان هذه الأغنية التي كانت تزيد حماسة الجنود، وكان البعض يسمي الأغنية "سيمفونيا ستالين".
من هي كاتيوشا؟
كاتيوشا، هي الجميلة الروسية التي توجَّه حبيبُها في مهمة عسكرية إلى جبهات القتال ضد النازيين، في غرب البلاد، تغني هذه الحسناء لحبيبها وتتعهد له، في الأغنية، بأن تكون وفية له وتنتظره حتى يعود إليها بعد انقضاء الحرب.
تقول الأغنية: وكما تحرس أرض الوطن العزيز، سوف تحرس كاتيوشا حبها إلى الأبد.
لكن الأغنية تلقفتها آذان الملايين من الجنود، ثم ملايين المقاتلين الثوريين في كل العالم، والفضل في هذا يعود لنبوغ الملحن ماتفيي بلانتر الذي حول هذه الأغنية من أغنية رومانسية إلى أيقونة للثورة البلشفية في فترة الحرب العالمية الثانية، في فترة كانت الحاجة على أشدها إلى الحماسة الثورية لمواجهة آلة الموت النازية.
لم يمر وقت طويل حتى انتشرت هذه الأغنية بنفس اللحن، ولكن بنصوص مختلفة بين أغلب شعوب العالم، وهي في أغلب النسخ نشيد ثوري، ومن أشهر نسخها، النسخة الإيطالية لفيليس كاسكيوني التي سماها "صفير الريح" لكن بنفس اللحن، وهي أيضاً نسخة ثورية، أنتجت بعد قيام حكومة الجنرال بيترو بادوليو بتسليم إيطاليا لقوات الحلفاء بعد سقوط نظام موسوليني الفاشي، وكان الثوار اليساريون الإيطاليون يخوضون الحرب ضد ألمانيا النازية.
كما وضع اليونانيون كلمات لنفس اللحن وصنعوا منه نشيداً بعنوان "جبهة التحرير الوطنية" التي كانت تحارب المحتل النازي.
وبعد الحرب العالمية الثانية، استخدم الصينيون نفس اللحن لنشيد وطني، ثم ظهرت نسخ عربية وتركية وكوردية.
نشيد كاتيوشا بالروسية مترجم