هل تعلم أن أول محطة طاقة شمسية فى العالم كانت فى القاهرة سنة 1911؟!، أى أن مصر هى أول دولة فى العالم تدخل مجال الطاقة الشمسية والمتجددة!، لكن موقع المحطة الآن مجرد قطعة أرض وركام ونخيل!.
على مدار السنوات والعقود.. أكد العديد من الخبراء المصريين والعالميين أن مصر تتمتع بأشعة شمس مناسبة يمكن استغلالها لتوفير طاقة هائلة تكفى احتياجات مصر من كافة أشكال استخدامات الطاقة، وأن تكون بديلاً للغاز الطبيعى والبترول ومصادر الطاقة المتجددة التى وصلت كمياتها إلى مرحلة خطيرة فى مصر، ورغم كل هذا، لم يتم إنشاء أى مصدر للطاقة الشمسية فى مصر - أو على الأقل هذا ما يعرفه الكثيرون - ولم يهتم بها أى مسئول، حتى مشروع النهضة "الإخواني" لم يهتم بعمل مصادر طاقة متجددة وإنما بإغلاق المحال التجارية فى العاشرة مساءً!!.
معلومة خطيرة لا يعرفها الكثيرون، إن أول محطة رفع طاقة شمسية فى العالم أجمع، قد تم إنشاؤها فى مصر عام 1913، مما يعنى أن مصر هى أول دولة فى العالم دخلت مجال الطاقة الشمسية والمتجددة، والسؤال الذى يطرح نفسه أين هى هذه المحطة وماذا حدث لها بعد كل هذه السنوات.
محطة توليد الطاقة الشمسية كان موقعها فى شارع 101 بحى المعادى، واختفت فى دروب التاريخ، والآن تغطى المبانى والرمال والأشجار موقع المحطة، وأصبحت فى طى النسيان.
البداية عندما قام مهندس أمريكى متخصص فى مجال الطاقة يُدعى فرانك شومان، بتشييد محطة للطاقة الشمسية فى القاهرة فى خريف عام 1911، حيث كانت أول وحدة رفع طاقة شمسية بحجم صناعى فى العالم بالمعادي، 20 كم جنوبى القاهرة، واحتوت على خمس جامعات طاقة شمسية، كل منها بطول 62 مترًا وعرض 4 أمتار وتفصل بينهم مسافة 7 أمتار، وكان تصميمها مُعدلاً من محركات تم شحنها من تاكونى وخامات تم إنتاجها فى الموقع، واستمر تشغيلها لفترة أقل من عام.
وسافر شومان بعد ذلك إلى ألمانيا لعرض مشروع محرك الطاقة الشمسية الأول فى البرلمان الألماني، وتحدث عنها العالم أجمع فى ذلك الوقت، وفى عام 1914عاد شومان إلى فيلادلفيا فى إجازة لبضعة شهور احتفالاً بنجاحاته فى مصر وألمانيا، ليعرض على المجتمع الأمريكى مشاهد لمحطة الطاقة الشمسية المصرية عن طريق فيلم يتم عرضه بمسرح الحرية بتاكوني.
وكان لفرانك شومان كلمة شهيرة فى وقت تشييد المحطة هى: "إننى على يقين من شيء واحد.. أن البشرية لابد أن تتحول لاستخدام الطاقة الشمسية أو ترتد إلى البربرية".
موقع وزارة الطاقة المتجددة على شبكة الإنترنت لا يوجد فيه أى معلومات بالمرة عن هذه المحطة وكأنها لم توجد أصلاً، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول علم مسئولى الطاقة المتجددة بوجود موقع المحطة من الأساس!!.
وقالت المهندسة ليلى جورجي، رئيسة هيئة الطاقة المُتجددة إن الوزارات كانت على علم بالمحطة، سواء الوزارة الحالية أو وزارات النظام السابق، وكانت هناك اقتراحات حول إعادة إحيائها مرة أخرى أو إنشاء محطات أخرى مثلها لكن ظلت هذه الاقتراحات حبيسة الأدراج، موضحةً أن ذلك كان بسبب رؤية غير واضحة لملف الطاقة المتجددة وعدم أخذه بجدية تامة.
وأضافت "جورجي"، أنه تمت الموافقة على إنشاء صندوق حالى لدعم الطاقات المتجددة بسبب نقص الغاز والسولار فى مصر، وإنشاء بعض محطات توليد الطاقة الشمسية الصغيرة والمحدودة فى الواحات ومناطق صحراوية.