اكتشاف حشرات وحيوانات لم تكن معروفة في الدولة


المصدر:
إعداد: نهى حوّا

كان لا بد من لفت الانتباه إلى المبادرات والبرامج التي أطلقتها الإمارات للحفاظ على التنوع البيولوجي، محلياً، في ظل تحذير تقرير "المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية" التابع للأمم المتحدة، من أن ما يقرب من ثمن أنواع النباتات والحيوانات في العالم معرضة لخطر الانقراض بسبب النشاط البشري، أي أكثر من مليون من أصل 8.7 مليون نوع.
مبادرة المها
وفي هذا السياق، يشير المستشار بيتر هيلر، الاختصاصي في تاريخ وثقافة الإمارات، في مقال نشرته صحيفة "ذا ناشونال"، إلى مبادرة المها الأخيرة التي أطلقتها هيئة البيئة،
أبو ظبي، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، لتعزيز المزيد من الوعي في الخارج بالتنوع البيولوجي في البلاد، حيث يقول إنه إذا أردنا حماية العجائب الطبيعية للدولة، فالأمر لا يتعلق فقط بمعالجة التهديدات الموجهة إليها، بل من الضروري أيضا زيادة كمية البحوث العلمية الجارية لتحديد نوع وعدد أنواع النبات والحيوانات الموجودة هنا بالضبط.
وكانت الأبحاث على مدى السنوات القليلة الماضية، قد حددت أكثر من 2500 نوع من الحشرات لم يكن معروفاً بوجودها في البلاد من قبل، مع أكثر من 400 نوع جديد تماماً في مجال العلوم. وفيما يمكن التغاضي عن الحشرات الصغيرة بسهولة، إلا أنه لا يزال يُعثر على حيوانات كبيرة أيضاً للمرة الأولى في الدولة، كحيوان النيص الذي تم العثور عليه العام الماضي في إمارة
أبوظبي، بعد اكتشافه في الفجيرة منذ سنوات قليلة.
اكتشافات جديدة
وما أن يجري تحديدها، فإن مزيد من الأبحاث يمكنها إظهار كيف يمكن أن تتغير الأنواع، فطائر "
كولارد براتنكول" كان يعتبر طائراً مهاجراً في الإمارات حتى عام 2010، عندما تم التأكد من أن زوجين تزاوجا وتكاثرا في البلاد، يفيد هيلر.
وأخيرا، فإن 17 زوجاً على استعداد للتزاوج والتكاثر على الأقل تم العثور عليهما في موقع واحد في امارة أبوظبي. وفي ظل التقدم في العلوم، وما يعنيه ذلك لناحية إجراء اكتشافات جديدة في المختبر قد لا تكون مرئية في الحقول، يقول هيلر إن المراقبة المخصصة لم تعد كافية، مشيراً الى أن أبو بريص الصخري "برستورس روبستريس" في الدولة كان من السهل تسجيله بشكل واسع في الإمارات وفي جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية وخارجها من قبل، إذ كان يعتقد لفترة أنه من نوع فرعي واحد في الإمارات وسلطنة عمان، إلى أن أشارت دراسة أخيرة إلى وجود 14 نوعا فرعياً مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً على الرغم من اختلافه في البلاد، وهناك حتى أبو بريص لم يتم وصفه بشكل رسمي بعد.
مركز أبحاث متخصص
كل ذلك يؤكد أنه على الرغم من حجم العمل الذي تم إنجازه في الدولة حتى الآن، لا يزال هناك الكثير مما يمكن تعلمه حول التنوع البيولوجي في الامارات، وهو ما يدفع برأي الكاتب، بمفهوم متحف ومركز أبحاث متخصص يركز على التاريخ الطبيعي للإمارات.