أ النبي أيوب -عليه السلام- من الأنبياء الذين ذُكروا في القرآن الكريم، ويرجع نسب هذا النبي الكريم إلى سيدنا إسحق بن إبراهيم -عليهما السلام-، وقد مدحه الله عزّ وجل بقوله: ( إنّا وجدناه صابراً نعم العبد إنّه أواب )، وقد تعرّض -عليه السلام- إلى ابتلاء عظيم شديد، لا يصبر عليه إلا ذو نفس صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى، وقد تحدّثت الروايات عن إصابته بمرض شديد ألزمه الفراش، ومنعه من الخروج من بيته. تنزيهاً للنبي -عليه السلام- من كلّ شيءٍ قد يسيء إلى مقام النّبوة؛ فإن العلماء يرون أنّ الله سبحانه وتعالى قد ابتلاه بمرض جلدي لم يرتق إلى الأمراض المنفّرة، فليس بالغريب أن يتعرّض الأنبياء إلى الابتلاء، لأنّهم أكثر الناس بلاء، وفي الحديث: (أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل)، وفي الحديث كذلك عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ( إنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ منكم )، ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى أن يصيب أنبياءه ما ينفّر الناس منهم، إكراماً لهم، ولقدرهم، ومكانتهم . وقد مرّت على النبي أيوب -عليه السلام- سنين وهو في المرض، فكان يشكر الله تعالى، ويحتسب الأجر من عنده على ذلك، كما أنه لم يدع الله في سنين الابتلاء هذه؛ لاعتقاده بأن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليه سنين طويلة تتطلّب منه الصبر في الشدّة، كما أنعم الله عليه من قبل، وقد كان من نتيجة هذا الابتلاء أن هجرته زوجته وأولاده، وتركوه في هذه المحنة الشديدة، لتضاف إليها معاناة نفسية أخرى بفقدان الأهل والأحبة، وقد حلف -عليه السلام- أن يضرب زوجته عندما يكشف الله عنه هذه المحنة. وفي أحد الأيام دعا أيوب عليه السلام ربه بقوله: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )، فاستجاب له الله تعالى فكشف عنه ضرّه، وبلاءه؛ حيث أمره الله تعالى بأن يضرب برجله الأرض، فتخرج ماء باردة طيبة، فيغتسل منها، ويشرب، فتعود له صحته كما كانت وأفضل، ويُرجع الله له أهله ويكرمه بالمال والجاه جزاءً على صبره. مكان قبر أيوب قيل إنّ مكان قبر أيوب -عليه السلام- موجود في قرية الشيخ سعد إلى الجنوب من بلدة نوى في محافظة درعا، وقيل في محافظة السويداء في مدينة صلخد.