بغداد / سكاي برس
لأول مرة منذ خمس سنوات يظهر زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادى، فى فيديو معلنا عن انتهاء معركة الباجوز، حيث طرد عناصر التنظيم الإرهابى من آخر جيوبه فى سوريا قبل شهر، لكنه فى الوقت نفسه احتفى بالتفجيرات الدموية التى أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا فى كنائس وفنادق بسريلانكا.
الفيديو يمثل تغيرا كبيرا عن ذلك الظهور لقائد التنظيم الإرهابى فى 2014 معتليا منبر مسجد النورى فى الموصل ومتحدثا عن دوله الخلافة المزعومة، والفيديو الأخير الذى يشبه فيديوهات زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، حيث جاء جالسا وممسكا بيده الكلاشينكوف، حيث بدأ محاولا التأكيد على نجاته من الضربات الدولية التى عصفت بتنظيمه فى العراق وسوريا والظهور مسيطرا على التنظيم.
لكن عودة البغدادى أثارت الكثير من التكهنات من قبل المراقبون والخبراء الدوليون الذين رأوا أن زعيم تنظيم داعش، يسعى لحشد أتباعه، وإرساله لها رسالة واضحة بأن التنظيم الإرهابى لا يزال قائما وفعالا وستواصل شبكته الدولية من المتطرفين شن هجمات مؤلمة لا يمكن التنبوء بها.
لكن ذلك الظهور ربما يعيدنا لسيناريو بن لادن، فمع الضعف التدريجى لتنظيم القاعدة نتيجة الحصار الأمريكى له فى اليمن وأفغانستان، ظل زعيم التنظيم مختبأ فى مجمع فى باكستان حتى قتله على يد قوات سيليز الأمريكية فى 1 مايو 2011، وهو ما كتب نهاية التنظيم ليصعد تنظيم جديد بقيادة جديدة متمثلا فى داعش. ذلك السيناريو الذى ربما يتكرر مع البغدادى.
وقالت ريتا كاتز، مديرة مركز SITE Intelligence Group، المعنى بمراقبة أنشطة الجماعات الإرهابية، إن الفيديو يوضح "الخطر الكبير" الذى لا يزال البغدادى يشكله كزعيم لتنظيم داعش.
وأضافت فى تغريدة، أن مظهره لا يدل فقط على أن البغدادى لا يزال على قيد الحياة، بل أنه أيضًا قادر على الظهور مجددًا لأنصاره ويعيد التأكيد على رسالة التنظيم، متابعة: "رسالته لأنصاره نحن ضد العالم بعد كل التقدم الذى تم إحرازه ضدهم".
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أشار مراقبون آخرون إلى أن البغدادى ربما إضطر للإعلان عن نفسه مرة أخرى بعد سنوات من الاختباء وذلك لإعادة التأكيد على سلطته فى مواجهة الخسارة العقابية فى سوريا وفقدان الأراضى التى استولى عليها فى العراق.
وقال كولين كلارك، الزميل لدى مركز سوفيان، مركز أبحاث لقضايا الأمن العالمى: "لقد ظل البغدادى خارج الضوء لفترة طويلة لذا من المرجح أن يكون ظهوره المفاجئ بمثابة دعم معنوى لأنصار داعش والمقاتلين المتبقين وكحافز للأفراد أو الجماعات الصغيرة على التحرك". مضيفًا: "إنه يعيد تأكيد قيادته بشكل أساسى ويشير إلى أنه يجلس على قمة القيادة والسيطرة لما تبقى من التنظيم، ليس فقط فى العراق وسوريا، ولكن على نطاق أوسع، بين الجماعات المتعاطفة والتابعة لها البعيدة".
وقالت الصحيفة، إنه ليس من الواضح متى أو أين تم تسجيل الفيديو، لكن الأجزاء التى تشير إلى الأحداث الأخيرة مثل هجمات سريلانكا، تم عرضها كصوت وليس فيديو، مما يشير إلى أنه ربما تم تسجيله قبل أسابيع مع إضافة أجزاء صوتية للأحداث لاحقًا.
لكن هناك نقطة لافتة أخرى فى الفيديو، وهو التأكيد على أن هجمات سريلانكا جاءت انتقاما لهزيمة التنظيم فى سوريا وليس لهجوم من شخص متطرف أبيض على مسجدين فى نيوزيلندا، على نقيض تصريحات وزير الدفاع السريلانكى، إذ قال البغدادى مشيدا بالهجمات الوحشية: "هذا جزء من الانتقام الذى ينتظر الصليبيين وأتباعهم" عن مقتل مقاتلى التنظيم فى معركة باجوز.
ولفتت صحيفة واشنطن بوست، إلى أن جزء كبير من رسالة البغدادى كانت تهدف للإشادة بعناصر التنظيم الإرهابى الذين لقوا حتفهم فى القتال فى باجوز، وذكر أسماء 13 منهم بينهم فابيان وجان ميشيل كلاين، الشقيقين الفرنسيين الذين يشتبه فى قيامهم بدور فى هجمات باريس.