كلماتي قليلة وقد أودعتها
تحت حطب الجدار
لا يطيق الرمل أجواءَ كتابتي
وجدت نخيلاً قد خاض عشرَ حروب
ولم يعد لأهلهِ من الجبهات حتى الآن
وجدت شمساً كالفحم ذابلة
ونهراً يأخذ الاصوات ولا يعود
وحياة في ثياب العهر
تراود الناس عن انفسهم
ثم تدعي الطهر وتتبرأ
تأخذ بالشمال ما تعطيه باليمين
كمصيدة تنشب فوق الرؤوس
لا تبحث بعد الآن عني
لن تجدني
خلف جدران البساتين
فلقد زرعتك في موقد الرماد
ولا استطيع أخفاءك عن مماليك الجراد
يخمش وجهي الحياء
صبي يرمقني في عتاب
انا ذاهب
لجلب الشمع من البلاد الأشد حزناً
لأحتفي بيوم رحيلك
او بيوم قدومك
ها قد رجعتُ اليوم منهم
وجدتهم لايوقدون الشمع
فلا يعرفون الحزن
ولا يدركونَ بأن النخل كالانسان
قد يصاب أيضاً بالجنون
ويمارس العشق تحت الشمس
وينحني باتجاة منازل الأحباب
وربما يقدم على الانتحار
لذا كنت أمرّ على الزارعين
وأوصيهم
ألاّ يباعدوا الخطى
بين فسيل وفسيل
وان يقرؤا الكثيرَ
عن قصص عشق النخيل
فكم من فسيلٍ قتيل
راح لنا من بين اشجار النخيل
علي محسن شريف