مدح الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
ومن رائع شعر الفرطوسي في أهل البيت عليهم السلام قصيدة « مولد الزكي » التي نظمها في مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام وهي من أجمل قصائده الولائية وأروعها ديباجةً وبياناً. يقول في مطلعها :
ونسقتها فـي سلك شعـري قوافيـا
* سموت بفكـري فالتقطت الدراريا
ولطفتهـا حتى استحـالت أغـانيـا
* وقطعـت أوتـار الفؤاد نـوابضاً
أطلّت علـى الدنيا شموعـاً زواهيا
* وأسرجت من روحي ذبال عواطف
أرصـع ثغر الـدهر فيهـا أمانيـا
* هنـالك بعثـرت الدراري فتـارةً
وأجعلهـا بـاسم الـولاء نثـاريـا
* وطـوراً أزف العاطفات عـرائساً
وقـد عطّرته مـن شذاها غـواليا
* ورحت لهاتيك الأغاريد مـن فمي
واسكبهـا خمراً مـن الحب صافيا
* أوقعهـا لحناً مـن القلب خـالصاً
لآلـي أفـراحٍ تنيــر الليـاليــا
* وأنثرهـا في مـولد السبط بهجـةً
وأحمـل للزهـراء فيها التهـانيـا
* أزف بهـا للمرتضى خالص الولا
ثم يحلّق الشاعر في عالم خياله وسماء فكره ليواصل تسجيل عواطفه الجياشية ، وتخليد أحاسيسه الفياضة في هذه المناسبة العطرة :
يعطّـر بالأنفـاس حتـى الأقاحيـا
* تفتحت الأكمام عـن كـل مبسـم
تلاطف بالبشرى الضحى المتهاديـا
* وأشرقت الأضواء مـن كل بسمة
من النفس أضحت للأماني مراعيـا
* ورفرفـت الآمالُ فـوق خمـائل
لبكر مـن الأشعار تسبي الغـوانيـا
* وأسفرت الأستار عـن كل جلوة
ووجه الثرى برداً من اللطف ضافيا
* وساد الهنا حتى اكتسى افق السما
أطـلّ عليهـا بالبشـائر زاهيـا
* وأزهـرت الدنيـا بنور مبـارك
من الحسن الزاكـي ينير الدياجيا
* تلألأ فـي بيت النبـوة مشرقـاً
تنزّل كـالقرآن بـالحق هاديا
* إمام الهدى من ذروة العرش نوره
للشيخ عبد المنعم الفرطوسي رحمه الله