لوْ يعْلمِ السّهدُ ماكابدْتُ مِنْ قلَقِ
لارْتدَّ عني بدمْعٍ سال كالودقِ
لو كان يدْري لما أمْسَى يُلازمني
كالظلّ إنْ غاب عاد دون متّفق
يغْتالُ صبْري رُويْدًا غيرَ مكترثٍ
بالصّدْرِ قدْ ضاقَ ينْحو صوْبَ مخْتنَقِ
ماكانَ مثْلي يذوقُ اللّوْمَ وجَهّهَهُ
نحْوي الوسادُ على ما طالَ من أَرَقِي
ماكان يجْترُّ مثلي الآهَ مصْدرُهُ
ماشبَّ في الصّدر مِنْ مسْتفْحِلِ الحُرَقِ
لم يُخْطِئِ( الحُصَريُّ) الصَّبُّ قوْلتَهُ
في اللّيْلِ كالدٍّهْرِ طولاً مُظلمِ الأفُقِ
مثْلي السّجينُ الذي ماشافَ فرْحتْهُ
والسّهْدُ قضْبانُهُ دامتً بِمنْغلَقِ
وهْوَ اليتيمُ ولا أمٌّ عنَتْ وأتَتْ
قصْدَ الزّيارةِ والأحْزانُ في الحَدَقِ
وهْوَ العليلُ ولا طبٌّ سينْفَعُهُ
الاَّ وِصالَ التي في الغيْرِ لم يثِقِ
مثلي الجريحُ ونزفٌ قد أطاحَ بهِ
لم يلْقَ من مُسْعِفٍ في مفْرقِ الطّرُقِ
لاشيْءَ يقْهَرُ هذا السًُهْدَ في نظري
إلَّا أميرَةُ قلْبي لوْ أبَتْ غرَقِي
الحضري المحمودي