إدمان الكحول
إدمانُ الكحول أو معاقرةُ الكحول alcohol misuse هو شربُه بشكلٍ مفرِط، وذلك عندما يتجاوز ذلك حداً معيَّناً من الوحدات.
ويُقاس تناولُ الكحول بالوحدات units. وتعادل الوحدةُ من الكحول 10 ميليلترات (مل) من الكحول الصِّرف. ويختلف ذلك باختلاف نوع المشروب الكحولي؛ فمثلاً، تحتوي زجاجةٌ صغيرة من الخمر أو النبيذ (25 مل) على 1.5 وحدة من الكحول.
تبدأ المخاطرُ الكبيرة عندَ شرب أكثر من 14 وحدة من الكحول أسبوعياً.
يشير شربُ الكحول الدوريّ أو المنتظَم إلى تناوله بشكلٍ مستمرٍّ تقريباً. ويزداد خطرُ ذلك على الصحَّة بزيادة تناوله المنتظَم.
مخاطرُ معاقرة الكحول
على المدى القَصير
تشتمل مخاطرُ معاقرة الكحول على ما يلي:
- الحوادث والإصابات التي تحتاج إلى المعالجة، مثل إصابة الرأس.
- السلوك العنيف أو التعرُّض للعنف.
- الانفلات الجنسي الذي يمكن أن يؤدِّي إلى عواقب غير محمودة.
- فقدان المقتَنيات الشخصيَّة، مثل المحفظة أو المفاتيح أو جهاز الجوَّال.
- الانسمام الكحولي، حيث قد يؤدِّي إلى التقيُّؤ والاختلاجات وفقدان الوعي.
يكون الأشخاصُ الذي يشربون الكحول بإفراط دفعةً واحدة binge drink أكثرَ عرضةً إلى بتهوُّر، كما يزيد تعرُّضُهم للحوادث.
على المدى الطويل
تزيد المعاقرةُ المستمرَّة للكحول من احتمال الإصابة بمشاكل صحِّية خطيرة، بما في ذلك:
- مرض القلب.
- السَّكتة.
- مرض الكبد.
- سرطان الكبد وسرطان الأمعاء.
- سرطان الفم.
- التهاب البنكرياس.
وبالإضافة إلى التسبُّب في مشاكلَ صحِّيةٍ خطيرة، يمكن أن تؤدِّي معاقرةُ الكحول المزمنة إلى مشاكل اجتماعيَّة، مثل البطالة والطلاق والاضطهاد المنزلي والتشرُّد.
إذا فقدَ الشخصُ السيطرةَ على معاقرته للكحول، وأصبحت لديه رغبةٌ عارمة بالشرب، يُدعى ذلك إدمان الكحول أو الكحوليَّة alcoholism.
تؤثِّر الكحوليَّةُ في نوعيَّة حياة المدمِن وعلاقاته عادةً، ولكنَّ الكثيرَ من المدمِنين لا يدركون خطورةَ ذلك. وقد يصل الأمرُ إلى تناول كمِّياتٍ كبيرة من الكحول مع مرور الوقت، مع أنَّ هذه الكمِّياتِ ربما تؤدِّي إلى وفاة الشخص الذي يشربها لأوَّل مرَّة.
يعاني المصابُ بالكحوليَّة من أعراض سحب withdrawal symptoms، جسديَّة ونفسيَّة، إذا توقَّف فجأةً عن تناول الكحول، بما في ذلك:
- ارتعاش اليدين.
- التعرُّق.
- رؤية أشياء لا وجودَ لها (هلوسات بصريَّة visual hallucinations).
- الاكتئاب.
- القلق.
- صعوبة النوم (الأرق).
ولذلك، لابدَّ من التدرُّج في الامتناع عن شرب الكحول للتخلُّص من الإدمان.
المؤشِّرات على إدمان الكحول
- شعور الشخص بأنَّه ينبغي عليه التوقُّف عن الشرب.
- انتقاد الآخرين للشخص المدمِن.
- الشعور بالذنب أو ما شابه ذلك.
- شعور الشخص بالحاجة إلى الشرب في الصباح قبلَ أيِّ شيء للمحافظة على التوازن والانضباط.
- عدم قدرة الشخص على تذكُّر ما حدث له في الليلة السابقة بسبب شرب الكحول.
- نسيان الشخص لما هو مطلوب منه القيام به نتيجة الشرب، مثل نسيان المواعيد أو العمل.
طلب المساعدة
إذا شعر الشخصُ المدمِن أو من يحيطون به بالقلق من حالته الإدمانيَّة، فأوَّلُ خطوة في الاتجاه الصحيح هي زيارة الطبيب الذي سيناقش الخدمات والمعالجات المتاحة. وهناك عددٌ من الاختبارات التي يمكنها كشف مستوى الإدمان.
معالجةُ الكحوليَّة
تعتمد المعالجةُ على مقدار ما يشربه الشخصُ من الكحول، حيث تشتمل خياراتُ المعالجة على ما يلي:
- أخذ المشورة، بما في ذلك اللجوءُ إلى الجهات الداعمة والاستفادة من المعالجة بالكلام مثل المعالجة السلوكيَّة المعرفيَّة cognitive behavioural therapy (CBT).
- الأدوية.
- نزع الانسمام الكحولي detoxification ، ويقوم ذلك على وجود ممرِّضة أو طبيب يساعدان المريضَ على التوقُّف عن شرب الكحول، ويمكن أن يكونَ ذلك ببطء او عن طريق إعطاء أدوية للوقاية من أعراض السحب.
هناك نوعان رئيسيَّان من الأدوية التي تساعد المدمنين على التوقُّف عن شرب الكحول: الأوَّل يساعد على الوقاية من أعراض السحب، وهو يُعطى بجرعاتٍ متناقصة خلال فترةٍ زمنية قصيرة، وأكثرُ هذه الأدوية استعمالاً كلورديازابوكسيد chlordiazapoxide (ليبريوم Librium).
أمَّا الدواءُ الثاني فهو يعمل على الحدِّ من أي شعور بالغضب بسبب الميل للشرب، وأكثر هذا النوع استعمالاً دواء أكامبرُوسات acamprosate ونالتريكسون naltrexone. وكلا هذين الدواءين يُعطيان بجرعةٍ ثابتة، ويستمر إعطاء الدواء 6-12 شهراً عادةً.
الكحول والحمل
ينبغي أن تتجنَّبَ الحوامل بشكلٍ خاص تناولَ الكحول، حيث يمكن أن يؤدِّي ذلك إلى ضرر للطفل على المدى البعيد، ويزداد هذا الخطرُ بزيادة الكمِّية المتناولة. كما يؤثِّر تناول الكحول عندَ الرجال في جودة النطاف وسلامتها.
أضرار المُخدِّرات
قد تُسبِّبُ إساءةُ استعمال المخدِّرات الضررَ للصحَّة، سواءٌ على المدى القصير أو الطويل، ويمكن أن تؤدِّي إلى الإدمان.
الحشيش أو القنَّب الهندي
ما هو الحشيش؟
الحشيشُ cannabis من المخدِّرات المُهدِّئة التي تُغيِّر المفاهيمَ أيضاً؟ ويُنظَر إليه على أنَّه "طبيعي" لأنَّه مصنوعٌ من نبات القنَّب الهندي، ولكنَّ هذا لا يعني أنّ استعمالَه آمن. يمكن تدخينُ الحشيش، مع التبغ غالباً. ويمكن شربُه كما تُشرَبُ "الشاي"، أو يمكن أكلُه عندَ خلطه مع الطعام، كالبسكويت أو الكعك.
ما الشعور الذي يولِّده استعمالُ الحشيش؟
يمكن أن يُعطيَ الحشيشُ شعوراً بالاسترخاء والسعادة، ولكنَّه في بعض الأحيان يُعطي شعوراً بالميل إلى النوم (الخُمُول) lethargic والقلق الشَّديد والزَوَر (جنون العظمة) paranoid، وحتَّى الذُّهان psychotic.
كيف يؤثِّر الحشيش في الصحة
ارتبط استعمالُ الحشيش بمشاكل الصحَّة النفسيَّة، كالفُصام schizophrenia؛ كما ارتبط عندَ تدخينه بالأمراض الرئويَّة بما فيها الربوُ asthma.
يؤثِّرُ الحشيشُ في طريقة عمل الدماغ، لذلك فإنَّ استعمالَه المنتظم قد يجعلُ التركيزُ concentration والتَّعلُّم learning صَعبَين جداً. كما قد يكونُ لتكرُّر الاستعمال تأثيرٌ سلبيٌّ في الخصوبة.
وتُشكِّلُ قيادةُ المركبات بعدَ استعماله خطراً على السائق. ويُحتَملُ أن يؤديَ خلطُه مع التبغ إلى زيادة خطر الإصابة بمرض القلب heart disease وسرطان الرئة lung cancer.
هل يمكن الإدمان على الحشيش؟
يمكن أن يصبحَ الشخصُ معتمداً على استعمال الحشيش من الناحية النفسيَّة. ويُعاني بعضُ الأشخاص من ظهور أعراض الانسحاب أو الامتناع withdrawal symptoms عندَ التَّوقُّف عن استعماله.
الكوكايين
ما هو الكوكايين؟
يُعَدُّ الكوكايين من المُنبِّهات القويَّة. ويكون بشكل مسحوق (كوك coke) أو مادَّة صِرفَة freebase (شكل غير ملحي كوكايين) أو كراك crack (الكراك هو اسمٌ شعبي للكوكايين القابل للتدخين)، بينما يمكن شم أو استنشاق مَسحُوق الكوكايين powder cocaine بوضعها أو مَدِّها على شكل خطوط. ويمكن الحصولُ من مسحوق الكوكايين والكراك على مستحضرٍ يمكن حقنُه.
ما الشعور الذي يُولِّده استعمال الكوكايين؟
يُعطي الكوكايين الشخصَ الذي يستعمله شعوراً بالطاقة، كما يُولِّد لديه شعوراً بالسعادة والتيقُّظ الشديد والثقة الزائدة التي قد تؤدِّي به إلى ركوب المخاطر. يستمرُّ تأثيرُ الكوكايين فترةً قصيرة، لذلك تُستَعمل جرعةٌ أخرى منه، والتي غالباً ما يتبعها تصرُّفات كريهة تجعل الشخصَ يشعر بالاكتئاب والانزعاج الذي قد يستمرُّ بضعةَ أيَّام أحياناً.
كيف يؤثِّر الكوكايين في الصحة؟
قد يموت الشخصُ الذي يستعمل الكوكايين جرَّاءَ استعماله جرعةً زائدة، بسبب التنبيه المفرط للقلب والجهاز العصبي، ممَّا قد يؤدِّي إلى حدوث نوبة قلبيَّة heart attack. ويكون الخطرُ أشدَّ عندَ مزجه مع الكحول.
يُشكِّلُ استعمالُ الكوكايين خطراً أكبر عندما يستعمله شخصٌ يُعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو مُصابٌ بمرضٍ قلبيٍّ. وإذا استعملته المرأةُ الحامل، فقد يؤدِّي ذلك إلى تضرُّر جنينها، وحتى التَّسبُّب بحدوث الإجهاض miscarriage. إذا كان الشخصُ يعاني سابقاً من مشاكل نفسيَّة، فإنَّ استعمالَه سوف يزيد من فرص عودة المعاناة من تلك المشاكل.
قد يؤدِّي شمُّ الكوكايين إلى تَضرُّر غضروف الأنف مع مرور الوقت. أمَّا استعمالُه عن طريق الحقن فيُعرِّض الشخصَ إلى خطرٍ شديدٍ للوفاة نتيجة استعمال جرعةٍ زائدة، كما قد تُصابُ الأوردةُ وأنسجة الجسم بضررٍ شديد. كذلك يضع الشخصُ نفسَه تحت خطر الإصابة بعدوى بفيروس العوز المناعي البشريّ المكتسب HIV أو التهاب الكبد hepatitis عندَ التشارك في استعمال الإبر.
هل يمكن الإدمان على الكوكايين؟
يكون الإدمانُ على استعمال الكوكايين شديداً، وقد يؤدِّي إلى اعتماد الشخص عليه كثيراً من الناحية النفسيَّة.
التنفس الإرادي يساعد على تخفيف الشدة النفسية!
إن الجهاز العصبي المسؤول عن تحفيز الشدة النفسية في الجسم، يُنظم في الوقت ذاته وظائف أخرى، مثل نبض القلب وضغط الدم ومعدل التنفس. وخلافاً للوظائف العصبية اللاإرادية التي لا يمكن للشخص أن يتحكم بها، فإن التنفس هو أحد الوظائف التي يمكن التحكم بها.
عندما يغضب الإنسان أو تواجهه مشكلة تدفعه إلى التوتر، فمن الطبيعي أن تزداد سرعة تنفسه. وبالتالي فإن محاولة ضبط الأنفاس وجعلها أكثر بُطئاً وعمقاً قد يساعده على تهدئة النفس والتحكم بالأعصاب.
فيما يلي بعض تمارين التنفس التي يمكن للشخص تعلمها وممارستها في بضع دقائق:
1. التنفس البطني: ويكون ذلك بوضع إحدى اليدين فوق البطن، وملاحظة صعود اليد وهبوطها مع استنشاق الهواء وطرحه، ثم دفع اليد نحو الأسفل بالتزامن مع طرح هواء الزفير بهدف إخراج كامل كمية الهواء من الرئتين.
2. العد التنفسي: ويكون ذلك باستنشاق الهواء لمدة 3 أو 4 أو 5 أو 6 ثوانٍ، ثم حبسه في الرئتين لنفس الفترة، ومن ثم طرحه على مدى أطول قليلاً.
3. التنفس العميق الجزئي: يقوم الشخص في البداية بأخذ نفس عميق ومن ثم طرحه كاملاً خارج الرئتين. وعند أخذ النفس الثاني يتخيل الشخص بأن رئتيه تمتلئان تدريجياً بالهواء، بداءً من أسفلهما وحتى أعلاهما. يساعد ذلك على الإحساس بأن الرئتين تُمسدان الظهر والكتفين من الداخل إلى الخارج.
4. التنفس المحيطي: قم بإغلاق مؤخرة حلقك كما لو كنت تتنفس من خلال قصبة بلاستيكية، وعند القيام بذلك بشكل صحيح سوف تسمع صوت صفير الهواء مع الشهيق والزفير. ينبغي القيام بهذا التمرين مع إطباق الفم وسحب الهواء وطرحه من خلال الأنف. ويُشبه البعض هذا الصوت بأصوات الرياح عند البحر، ما دعا إلى تسمية الطريقة بالتنفس المحيطي!
جيمس بورتر، مدير مؤسسة Stress Stop.
Copyright © 2017 HealthDay. All rights reserved.URL:http://consumer.healthday.com/Article.asp?AID=719516
المصدر/ صحتك الجسدية والنفسية / الشيخ عباس محمد