القضية الحسينية قامت على دعائم إقامة الحق والعدل والمساواة ومقارعة الظلم والاستبداد والاستئثار بخيرات الأمة... قال الإمام الحسين (ع):
{ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه... لقد عطلوا الحدود واستأثروا بالفيء}. فإحياء القضية الحسينية يكون بوضع اليد على جرح الأمة الإسلامية، ومحاربة الفساد بشتى الطرق والحيلولة دون انتشاره في جسد الأمة. مع العمل على تقويم النفس وتهذيب سلوكها... فالحسين (ع) امتلك مواصفات الكمال والبهاء والخلق الرفيع الذي ورثه عن الشجرة الطيبة، فعلى من يحمل أسم هذه القضية أن يكون انساناً متسامياً ومترفعاً عن كل دناءة ووضيعة، ليسوس المجتمع بأخلاقه وعمله الصالح فضلاً عن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. القضية الحسينية... ثورية حماسية والتعبير عن الارتباط بها يحمل عدة اتجاهات ومدلولات وقد يشط البعض عن المسار الحسيني وهم لايعلمون، قال تعالى:
{الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} أما من حيث شكليات القضية الحسينية وتجلياتها على صورة شعائر وممارسات وطقوس مع أنها ليست فرضا من فروض العبادة الواجبة كالصلاة... إلا أن الغرض من إقامتها هو تعظيم لمكانة الحسين وأهل البيت عليهم السلام، في قلوب الأمة الإسلامية بقيادة المصطفى (ص) الذي أمرنا بحبهم وتعظيم منزلتهم بأمر من الباري عزوجل الذي اصطفاهم وأعلى شأنهم، فتلك الشعائر ترويض عملي للسلوك القويم وتربية روحية تسمو بالشيعي الحسيني إلى أعلى درجات الصبر والتحمل والأخلاق العالية، ليصل العمل ِإلى مستوى القبول مع مراعاة الجانب الأهم وهو عدم جعلها تصل إلى مستوى الغلو والإفراط لتخليصها من كل ما يشوبها أو يسيء إلى روحها وفلسفتها الحقيقية، لكي لا تصبح عبارة عن ممارسات لا حياة فيها... فالحسين بعث الحياة في إسلام ميت، لم يبق منه سوى إسمه... وكذلك شعائره المقدسة ينبغي أن تبعث الروح والحياة في إسلامنا وعقائدنا.
اذا الامام الحسين فكرة مثل اعلى تجسد المفهوم المثالي الذي تتوق اليه الانفس و الامام الحسين فكرة الحكم المثالي الذي يتجسد في حاكم يحمل الاسلام كرسالة سلام الى العالم اجمع. ولكن حكومة الجور المتمثله بيزيد واتباعه حاولت ان تطفئ نور الله و الله متم نوره بظهور قائم ال محمد (عجل الله فرجه و سهل مخرجه) الذي سوف يملئ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما وجورا. اما كيف نحيها فهنا هو السؤال الذي اعطانا ابو الشهداء حله الواضح له و قد كذب من حاول ان يصرف الثوره عن محتواها الحقيقي.ملحمة الطف هي ملحمة مبادئ و مثل عليا اراد الحسين ان يزرعها في مجتمع جده الذي اراد له الاموين ان يعود الى عصر الانحلال الخلقي.و لكن ارادة السماء كانت اقوى بكثير من كيد الظالمين.