النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

مسؤولية الإنسان عن الوقت

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 361 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 83,612 المواضيع: 80,292
    التقييم: 20804
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 10 ساعات

    مسؤولية الإنسان عن الوقت

    مسؤولية الإنسان عن الوقت



    مسؤولية الإنسان عن الوقت

    من وسائل التربية في الإسلام تفريغ الشحنات التي يمتلئ بها جسم الإنسان ونفسه. وذلك بتوجيهها الوجهة الصحيحة في طريق الخير. وتفريغ الطاقات في الإسلام يتم من خلال شغل أوقات الفراغ حتى لا يشغله الشر والفساد والتفاهة


    وكثير منا لا يأبه إلى أهمية الوقت فيضيع الساعات الطوال في توافه الأمور وصغائرها، ولذلك نبه النبي صلى الله عليه وسلم على نعمة الوقت بقوله: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ".

    والحديث يبين مدى خسارة من يفرط في استغلال نعمتي الصحة والفراغ. وإذا كان الوقت هو رأس مال المسلم الذي يتاجر فيه بالطاعات واكتساب الحسنات، فإن الفراغ هو مكسب إضافي يتزود فيه لنيل أعلى الدرجات وتحصيل المنافع الجمة، ومع ذلك نجد الكثير والكثير من أوقات الفراغ في حياة الأمة تضيع هباء وتذهب سدى، ولو افترضنا على سبيل المثال أن مسلماً قضى ساعة واحدة فقط لمشاهدة فيلم هابط أو مسرحية داعرة فهذا يعني بلا مراء أن ملايين الساعات بل بلايينها من وقت الأمة قد صرف في غير ما فائدة، وليضع المتدبر الواعي في باله الساعات التي تضاع وتهدر في أمور أخرى مثل التسكع في الأسواق، والجلوس في المقاهي والطرقات أو في المسامرات والسهرات بلا رقيب ولا وازع من سلطان أو قرآن.

    ولا يستغرب بعد هذا أن نسمع ونقرأ تقارير الخبراء والمختصين عن قلة النتاج القومي أو نقص الموارد البشرية أو عن الإهدار الكمي والكيفي للطاقات والمواهب والقدرات وكذلك العجز المزمن في ميزانيات الدول والشعوب المسلمة. ولبيان خطورة هذه القضية يكفي أن يشير الباحث إلى ما ذكر في الفصل الثاني حول الأسئلة التي يسأل عنها يوم القيامة كل فرد ومنها عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه، وهذا غير الخسائر المادية والصحية والاجتماعية التي تصيب الفرد والمجتمع في الدنيا من جراء ذلك
    [3]. وقديماً قال الشاعر:
    إِنَّ الفَرَاغَ والشَبابَ والجِدَةْ ♦♦♦ مَفسَدةٌ للمرءِ أَيُّ مَفَسدةْ
    إن الانصراف الكلي إلى الجدّ قد يؤدي بالإنسان إلى السآمة وضعف الهمة، وهذا يؤدي إلى التكاسل والتواكل.

    ولقد عني الإسلام بالوقت عناية عظيمة لا سيما وقت الرسل والأنبياء، والمصلحين لما في وقتهم من أهمية عظيمة لأممهم ومجتمعاتهم، لذا فلا عجب أن يأمر الله المسلمين باستغلال الوقت استغلالاً كاملاً. ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28] ولتأكيد حرمة الوقت أوجد العبادات في أوقات مخصوصة أي: في أوقات محدودة وأزمان متتالية
    [4].

    وقد أوضح التصور الإسلامي قيمة الوقت وتأثيره في الحياة الإنسانية في دنياه ودينه، وآخرته ونظر إلى الوقت بوصفه مسؤولية لا مناص لها من تحملها وحسن تدبيرها لما فيه الصالح العام، ودعا إلى استغلال الوقت في المراحل العمرية المختلفة.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ"


    والإنسان عندما يعلم بأن الله تعالى سيسأله عن هذا الوقت، فيجب عليه أن يكون حاضراً للجواب. ويعتبر الوقت رأس مال الإنسان، فهو فترة بقائه في هذه الدنيا لذلك اعتنى الإسلام بالوقت وجعل المؤمن مسؤولا عن وقته وأنه سوف يسأل عنه يوم القيامة. وقد جاءت شرائع الإسلام بحيث تعين الإنسان على ترتيب وقته وإحسان استغلاله وذلك بالموازنة بين حاجاته الحياتية والمعيشية من جانب وحاجاته الروحية والعبادية من جانب آخر وقد حث الإسلام المؤمن على استثمار وقته وإعماره بالخير والعمل الصالح.

    ويمثل الوقت مورداً طبيعياً غير متجدد، يستطيع الإنسان من خلاله قضاء حاجاته المختلفة، وبذلك فهو مورد ثمين؛ لأن ما يمر منه لا يعوض بالنسبة للإنسان. ففي ضوء الوقت يمكن رصد حركة الإنسان والأشياء والمناسبات والأحداث من أجل خدمة الانجازات كماً وكيفاً. وقد فطن المؤدبون الأوائل والمربون والمعلمون القدماء والتربويون عرباً وأجانب إلى أهمية الوقت في تحصيل الغايات أياً كان نوعها، فحسن استغلال الفرص الوقتية مهارة وفناً يحصل عليهم الإنسان بالمراس والخبرة وسلامة الفهم وتقدير المسؤولية


    ومن الحكم التي تغيب عن بال الناس، أن الواجبات أكثر من الأوقات في زمننا هذا الوقت. فحريٌ بنا أن ننظم أوقاتنا، ونحسن استغلالها على الوجه الذي أمرنا به الله تعالى. وقد بين لنا النبي الكريم أهمية الوقت بقوله: يَا ابِنَ آَدَم إِنَّمَا أَنَتَ أَيَامٌ كُلّمَا ذَهَبَ يَوُمٌ، ذَهبَ بَعضُكَ .

    وعن النبي صلى الله عليه وسلم: لِيسَ مِنْ يَومٍ يَأتِي على ابِن آدَمَ إلّا يُنَادي فِيه يَا ابنَ آدَمَ أَنا خَلقٌ جَدِيد، وَأَنا فِيمَا تَعَملْ عَليِك غَدَاً شَهِيد، فَاعمَلْ فِّي خِيراً أَشهَدُ لَك بِه غَداً، فَإِنّي لَو قَدْ مَضِيتُ لَمْ تَرَنَي أَبَداً، قَالَ: وَيَقُولُ الليلُ مِثُل ذَلِكَ
    .

    وهذه الحكم تنبع من روح الإسلام، ومن تفقه تعاليمه العظيمة في الإفادة من الحياة الأولى للحياة الكبرى وإنه لمن فضل الله ودلائل توفيقه أن يلهم الرجل استغلال كل ساعة من عمره في العمل، والاستجمام من جهد استعداداً لجهد آخر.

    من آخر المصطلحات التي برزت على الساحة الاجتماعية والتربوية هو: اصطلاح
    إدارة الوقت وأهميته في الإنجازات التي يسعى الفرد لتحقيقها. وإدارة الوقت في الأصل، هي تنظيم الأعمال بعد وضعها في سلم أولويات أو سلم أهمية دون هدر للوقت، وضمن فترة زمنية محددة. من هذا التعريف ندرك بأن النظام هو العمود الأهم في إدارة الوقت، ولا يمكن لنا أن ندير الأمور بطريقة جيدة إذا لم نحسن وضع نظام ومنذ الصغر. ومن المؤسف بأن العالم الثالث بما فيهم العالم العربي متهم بأنه لا يستخدم الوقت كما يجب، بل على العكس إنهم يضيعونه. مع أن الله سبحانه وتعالى مَنَّ على المسلمين بأفضل أسلوب لتعليم الوقت ألا وهي مواقيت الصلاة، إلا أن الأكثرية العظمى من المسلمين تغفل عن هذا بل على العكس تتخذ الصلاة عذراً لإضاعة الوقت. هذا من ناحية، ولكن الناحية الأخرى والأهم هي بأن النظام عادة نكتسبه وبشكل أفضل في بداية العمر، حتى تتأصل فينا وتصبح مساراً أو نمطاً نسير عليه دائماً ولذلك من البديهي القول بأن الأم والأب مسئولان مسؤولية مباشرة عن تعليم الأبناء، وإتباع النظام ومنذ الصغر في المهد نساعد الأبناء كثيراً إذا وضعنا نظاماً للطعام، وآخر للنوم، وغيره للاغتسال وتدريجياً يصبح هناك وقت للعب ووقت للدراسة وهكذا...

    إن من أعظم أدواء هذه الأمة في العصر الراهن، إهدار الطاقات
    والوقتوالمواهب فيما لا يحض عليه الشرع أو يجنده، بل العكس من ذلك، إهداره فيما هو مخالف للشريعة، ولا يعود على الأمة بنفع ما، ولو أن الأمة عملت بهذا الحديث فقط لكان كافياً في نقلها من الحضيض إلى ذرا المجد والعزة. ليس في حياة المسلم فراغ يقضيه في العبث واللهو الفارغ أو اللهو الآثم، وليس له من اللهو إلا ما اعتدل وكان بريئاً نقياً من رجس، أو كان منشطاً للعمل ومجدداً للعزم؛ وعليه فإن جميع ما يطلق عليه اليوم الفنون وأنواع الرياضة، يجب إخضاعه لتوجيه هذا الحديث، والأمة التي تعرف قدر نفسها، هي التي يمكنها أن تختار من هذه الفنون والألعاب ما يعنيها وتنقي منها ما لا يعنيها. فالإسلام يهتم بالوقت والزمن بل أقسم الله تعالى بالدهر والعصر، وهو لا يقسم إلا بعظيم، وما ذلك لفضل الوقت في ذات الوقت، بل لأنه ظرف ومجال لتحقيق رسالة الله في الأرض، ومجال لتفاعل إمكانيات الفرد ومواهبه، مع مخزونات الكون وطاقاته مما يدخل استغلاله ضمن فلسفة الاستخلاف وحكمته



  2. #2
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22065
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62
    دائما متميز في الانتقاء
    سلمت على روعه طرحك
    نترقب المزيد من جديدك الرائع
    دمت ودام لنا روعه مواضيعك
    لكـ خالص احترامي

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,113 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39714
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    مقالات المدونة: 2

  4. #4
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: May-2019
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 365 المواضيع: 82
    التقييم: 173
    آخر نشاط: 20/June/2019
    شكرا للنقل

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال