تعيس الحظ من عادى علياً وسعيد الحظ من والى علياً

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللهِ أَنَّهُ لاَ يُعْصَى إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِتَرْكِهَا
لقد ضاعت نفسه وتعس حظه واسود مصيره من خالفك يا أمير المؤمنين
نعم من هوان الدنيا على الله أن يُعصى فيها ، وأعظم معصية لله أن يحيد المرء عن ولي الله ويميل إلى عدو الله ، يسير في طريق وعر وهو أعمى ليتعثر ويسقط على وجهه ، مُخلداً في الجحيم ، طعامه من ضريع وشرابه من غسلين ، يضج من ويلات العذاب فيجاب بمقامع من نار تذيب شحم جسمه ، يتمنى أن يكون تراباً ولا يخلد معذباً ، يطلب العفو فيقال له ذق إنك أنت العزيز الحكيم ، ويرجو الرجوع ليُزين عمله ، فياتيه الجواب إنك اليوم تُنسى كما نسيت طاعة من به النجاة ، نسيت من جعله الله مصباح هدى ووسيلة إلى رحمته والإستقرار في جنته ، نسيت إمام الزهد والتقوى وقائد الخير والبركة ، نسيت من حبه جُنة من الخلود في الجحيم ، نسيت مخزن حكمة الله ومدينة علم رسول الله ، نسيت من هو للحق سبيل ، نسيت بيده مفاتيح الجنان ، نسيت القدوة الحسنة لطاعة الله وزينة عبادته ، نسيت المذكر بالله والداعي إليه والمحذر من الهوى واتباع الشيطان ، نسيت سيد الموحدين ومجاهد الملحدين ، وقاطع دابر الكفرة الملاعين ، نسيت زوج البتول وأخا الرسول وأبا الأنوار الزاهرة التي بها تضاء العقول ، نسيت سيف الله القاطع لرقاب الفراعنة المتجبرين ، نسيت رحمة الله إلى المؤمنين ، نسيت خير خلق الله بعد النبي الأمين ، نسيت من توجه الله أميراً على المؤمنين ، نسيت من لو اقتديت به لنلت الثواب العظيم ، ولنجوت من غضب رب العالمين ، نسيت من ردت له الشمس طوعاً وكلمته الجن بلسان فصيح ، نسيت القرآن الناطق ، ومظهر ما في الكتاب المبين ، نسيت من حبه طاعة لا تضر معها معصية وبغضه معصية لا تنفع معها طاعة ، نسيت علياً في الدنيا فنسناك اليوم لتخلد في الجحيم
ومن هوان الدنيا على الله أن لا ينال ما عنده إلا بتركها ولا يكون ذلك إلا بود أمير المؤمنين والسير على منهاجه ، والتبري من أعدائه حتى ولو كان في ذلك مماته ، فمماته في ود علي خلود في نعيم الله واستقرار في مرضات الله ، ودخول في جنان الله يأكل ما يشاء ويشرب ما يريد ويمتع نفسه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، تخدمه الولدان وتسعده حورالجنان قد أنشأها الله له إنشاءاً عرباً أتراباً ، لايرى شمساً ولا زمهريراً ، ولا يسمع إلا سلاماً سلاماً
فهنيئاً لمن وفق لولاية وصي رسول الله ، وحاد عن غيره ثابتاً على الإيمان طائعاً للرحمن ، من خلال من به عُرف الله وبالإقتداء به نال مرضاة الله ورحمته واستقر خالداً في جنته
صــ آل محمد ــداح