- موسم مصالحة!..
هناك ارتباط وتجانس بين عشرات ثلاث: العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة الحرام، والعشر الأوائل من محرم الحرام.. وهي بمجموعها تمثل شهرا كاملا في كل عام.. علينا أن نتخذ من مجموع هذه العشرات المباركات، والموزعة على مدار السنة محطات لإعادة الصلة بالله -تعالى- الذي نبتعد عنه خطوة بعد كل معصية؛ لنعوض بذلك أميال البعد عنه، بخطوة جريئة إليه في كل موسم مصالحة!..



- اختلاق الجو المؤثر!..

ليحاول الإنسان أن يجعل لنفسه جواً مؤثراً، ويتفاعل لذكر الحسين (ع)، ولا يجعل ذلك وقفاً على المآتم والمجالس.. وهذه الأيام -بحمد لله- وسائل التأثر كثيرة، بإمكانه أن يسمع شريطاً، أو ينظر إلى فيلم، أو هو بنفسه يتمتم لوحده ببعض الأبيات، وإذا بالدموع تسيل على خديه.. إن هذه اللحظات من البكاء في الخلوات بفعل الإنسان، وبتذكره لمصائب الحسين (ع)، لا يقاس بهذه المجالس؛ لأن الجو الجماعي قد يكون هو المؤثر، ولعل الأنفاس القدسية للآخرين هي المؤثرة.. ولكن الإنسان عندما يكون في جو خالٍ، فالأمر يعود إليه، لا للجو، ولا للمأتم، ولا للخطيب، ولا للأجواء المباركة.. بل هو من تفاعل بنفسه، هنيئاً لمن كان كذلك!..


- جلب العناية الإلهية!..

إنَّ بعض الأولياء والصالحين ينتظرون هذه الليالي والأيام، لا لأجل إقامة عزاء الحسين فحسب!.. وإنما من أجل إصلاح أنفسهم، وجلب العناية الإلهية؛ لأن الرحمة الإلهية هذه الليالي والأيام رحمة غامرة.. في العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، الأجواء التوحيدية، والهبات الإلهية غامرة؛ وكذلك في هذه العشرة المباركة، بفضل التوسل بأهل بيت النبوة (ع)، أبواب السماء مفتوحة.. الإمام الرضا -عليه السلام- يقول: (إن يوم الحسين أقرح قلوبنا، إن يوم الحسين أدمى جفوننا، إن يوم الحسين أسبل دموعنا، وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء.. فعلى مثل الحسين فليبك الباكون؛ فان البكاء يحط الذنوب العظام)؛ الذين يعيشون حالات البعد عن الله -عزّ وجلّ- حالة من حالات القطيعة: ينظر إلى قلبه، فلا يجد نور الإيمان في قلبه.. وينظر إلى حياته الماضية، فلا يجد محطةً يعوّل عليها بينه وبين الله -عزّ وجلّ-.. لذا اغتنموا هذه العشرة!..


حبيب الكاظمي؛

مما وصلني