في (العاشر من رمضان المبارك/ أكتوبر 1973م)، عَبَر الجيش المصري قناة السويس مستعينًا بالله، حيث استطاع اجتياز خطِّ بارليف واستعادة سيناء من يد المحتل الصهيوني. تلك المفاجأة التي حققتها القوَّات المسلحة المصرية، والتي أدَّت إلى أن وصلت خسائرها في عملية اقتحام قناة السويس وتدميرها لتحصينات خط بارليف، وصلت إلى 64 شهيدًا، و420 جريحًا فقط، مع إصابة 17 دبابة، وتعطيل 26 عربة مدرعة، وإصابة 11 طائرة قتال.
وعلى الجانب الآخر قدرت خسائر الكيان الصهيوني بنهاية العمليَّات بنحو 2838 قتيلًا، و2800 جريح، 508 ما بين أسير ومفقود، و840 دبابة، و400 عربة مدرعة، و109 طائرة قتال وهليكوبتر وسفينة حربية واحدة.
مما أجمع معه قادة جيوش العالم بأنَّ القوَّة المسلحة المصرية في حرب أكتوبر 1973م قد نجحت في "قهر المستحيل" بهزيمتها للجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر!!
قبل بداية العمليات بأيام قليلة كان يمكن مشاهدة القوات المصرية والتي لا يفصلها عن قوات الكيان الصهيوني سوى قناة السويس بعرض حتى 180 مترًا فقط، كان يمكن مشاهدة القوات المصرية وهي قائمة بإعداد زوارق العبور وتجهيز الفتاحات على الجسور وساحات العبور على امتداد قناة السويس.. قوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة المصرية وقوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة السورية، تتخذ أوضاعها لاستكمال خطة الفتح الاستراتيجي لبدء الحرب إلى جانب مظاهر أخرى كثيرة ومتعددة.
غير أنَّ سلوك القوات الصهيونية في الساعات الأولى من الهجوم كان دليلاً عمليًّا على أنه أخذته المفاجأة التامة. وقد تضاربت أقوال العدو وأدلته وشهادات قادته بعد ذلك حول هذه النقطة تضاربًا شديدًا؛ ففي مرحلة ساد القول "بأنهم رأوا ولكنهم لم يفهموا"! وفي رأي آخر ساد القول "بأنهم رأوا وفهموا ولكنهم لم يصدقوا". وكأن ذلك يُصَدِّق قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُون}[يس: 9].
إنَّ الحقيقية المؤكدة وراء ذلك التصور يرجع -أيضًا- إلى الدور المعنوي الذي تغلغل في عقول ووجدان ونفوس المقاتل الإسرائيلي، سواء القادة أو الضباط وضباط الصف والجنود، وهو السبب الرئيس وراء الهزيمة الساحقة في حرب أكتوبر 1973م، على الرغم من امتلاكهم كل عناصر التفوق في معادلة موازين القوى.
قصة الإسلام