خطوات الثقة بالنفس وقوة الشخصية
تعرف على خطوات الثقة بالنفس وقوة الشخصية ، تعتبر الثقة بالنفس أحد صفات القرن الحادي والعشرين، حيث أنها تستخدم في بعض الأحيان لتعريف الكاريزما، وفي أحيان أخرى تستخدم لتفسير الجرأة الزائدة لدى بعض الأشخاص، ولكن ماذا إن كانت الثقة بالنفس عبارة عن شئ أخر؟، فماذا أيضاً لو كانت الثقة بالنفس هذا ذاك المفتاح الذي يسمح للإنسان أن يدرك قيمته الشخصية، حيث تساعد الشخص على أن يفهم نفسه بشكل جيد، وتساعده على أن يبني شخصيته الاجتماعية التي تناسبه، فهي قد تسمح له بأن يطور ذاته بواقعه اليومي، وتسمح للإنسان أن يعطي للضغوطات التي حوله حجمها الحقيقي ويضعها بإطارها النسبي، ولكن لابد أن نعي جيداً أن الثقة بالنفس أولاً وأخيراً ما هي إلا مجرد حكم نابع من نقد ذاتي يحد من إمكانيات الشخص ويحد من حرية تحركاته واليكم مزيد من التفاصيل على الموسوعة .
الثقة بالنفس :
تعتبر الثقة بالنفس أحد السمات الشخصية المتكاملة التي لديها القدرة على صنع التغيير والنجاح، فهي من الصفات الحميدة التي تبث بداخل الإنسان حبه لذاته وحبه للآخرين، كما أنها تعزز من قدرته على أن يتخلص من الأفكار السلبية، حيث أنها تنمي من الجانب الإيجابي للنفس، وتساعده على أن يسعى لتحقيق إنجازاته وأهدافه، وهناك البعض الذي يخلطون بين مفاهيم الثقة بالنفس ومفاهيم الغطرسة والغرور، إلا أن هذه المفاهيم متباينة ومتباعدة، إذ أن الثقة بالنفس تُبنى على اطمئنانه المدروس والمتوازن بمستوى قدرات الشخص الذاتية، ومدى قدرته على صنع النجاح والوصول لأهدافه المنشودة عن طريق الإمكانيات المتاحة أمامه، فثقة الشخص بنفسه تعتبر انعكاس لمدى إرادته القوية كي يصل لأهدافه ومدى مقدار طاقته وعزيمته التي تساعد على توليد إحساسه بالإصرار على أن يحصل على أهدافه، وبلوغ مطالبه دون عجز أو الإصابة بتردد.
ماذا تعني الثقة بالنفس ؟
هي أحد أنواع الأمان الداخلي المدروس والممنهج والذي يعتمد على مدى ثقة الشخص بإمكانياته واستعدادته وثقته بمهاراته وتمكنه من أن ينفذ أهدافه، هذا الأمر الذي يساعد على تحقيقه لتوازنه الاجتماعي والنفسي، ومن الممكن تعريف الثقة بالنفس على أنها إدراك الفرد بمدى قدرته وبمؤهلاته ومدى ثقته بإمكانياته وحسن توظيفها في مواجهة العوائق والمشاكل التي يقابلها الشخص بصورة بناءة وفعالة، بجانب أنها تساعد الشخص على توازن وتوافق استجاباته أثناء تعرض الشخص للمثيرات المختلفة، بجانب أن ثقة الإنسان بنفسه تعبر عن مدى رضاه وتقبله الذاتي وتقبله لمجتمعه، وتساعد أيضا الفرد على أن الآخرين من حوله يكونون أكثر إدراكاً لكفاءاته وقدراته.
فثقة الإنسان بنفسه تمنحه إحساساً بقدرته وكفاءته وتمكنه من زيادة دافعيته في مواجهة العقبات والظروف للتغلب عليها، حيث من الممكن استجماع التعريفات التي وضعها العلماء للثقة بالنفس ونُعرفها بأنها أحد السمات الشخصية التي تتكامل فيها الذات ليتمكن الشخص من أن يمضي قدماً، وتمكنه من أن يسعى لتحقيق إنجازاته وأهدافه، وذلك مع استدعاء ثقته ودافعيته على أن ينجز أهدافه المنشودة، مع إحساس الفرد بدرجات عالية من الرضا وتقديره لذاته وتوازنه النفسي، فتقوية ثقة الشخص بنفسه واحدة من السمات التي يمكن اكتسابها من البيئة التي تحيط بالفرد، حيث يوجد العديد من الأساليب والطرق والخطوات التي عليه أن يلتزم بها لتعزيز ثقته بنفسه، وتساعد على المحافظة على استمرارية هذه الثقة في ظل كل الظروف، وتساعد على تطوير ثقته باستمرار.
خطوات الثقة بالنفس وقوة الشخصية :
- أن يحافظ الفرد على سلامة مظهره العام، حيث يراعي ارتداء الثياب الأنيقة والنظيفة، والتي تلائم كل موقف وكل حال، وأن يهتم الفرد بنظافته الشخصية، وأن يبتعد عن العادات التي تتسبب في توليد نفور الآخرين من حوله كأن يقوم بالبصق على الأرض أثناء حديثه مع أشخاص آخرين، أو أن يقوم بالتجشم بصوت عالٍ وما غير ذلك من العادات غير اللائقة، بجانب الحرص على استقبال الناس بابتسامة لطيفة ووجه بشوش وسعيد، ويكون صوته منخفض وهادئ، وأن يبتعد الشخص عن ترك طابع اكتئاب أو إحساس بالهم، كل هذه الأمور تساعد الفرد على أن يعبر عن ذاته لمن حوله، مما يمكنه من أن يكتسب قبول الناس له وأن يكون مقبولاً بالمجتمع.
- على الفرد أن يمرن نفسه أن يرد على كافة الأسئلة التي يتم توجيهها إليه حتى ولو بتأجيل الإجابة عن هذه الأسئلة، ومراعاة البعد عن التصريح بعدم المعرفة، والتدريب بشكل مستمر على تبادل الحديث مع الأشخاص الآخرين.
- على الفرد أن يقاوم إحساسه بالخوف، وأن يحاول إفساح المجال لنفسه كي يمارس خبراته الجديدة وينمي مواهبه المختلفة، وأن يسعى إلى توسيع مداركه ومعارفه، مع التدريب على التمرين الذاتي على أن ينخرط بشكل أقوى في العلاقات الاجتماعية وأن يشارك بها، وأن يحرص على توسيع دائرة تواصل الفرد مع الأناس الآخرين، وأن يكون أكثر حضوراً وتفاعلاً مع التجمعات والمناسبات.
- البعد عن اتخاذ القرارات السريعة، مع ضرورة دراسة كافة الاحتمالات والخيارات المتاحة بصورة ممنهجة، وأهمية فصل الآثار الإيجابية والسلبية التي تترتب على قرار ما، مع الحرص على اختيار البدائل والقرارات الأكثر مناسبة.
- محاولة استدعاء التفاؤل بكل وقت وفي شتى الظروف، والثقة بعدم دوام الحال على حاله، وتعويد النفس على التفكير بشكل إيجابي وتعويدها على الاستجابات الإيجابية، بجانب المبادرة لبذل المزيد من العطاء بكافة أشكاله المعنوية والمادية، والبعد عن التردد في تقديم النصح والإرشاد بمختلف المواقف.
- محاولة الاسترخاء على فترات متفاوتة طوال اليوم.
- البعد عن مقارنة النفس مع الآخرين، وعدم انتظار الفرد لثناء الناس عليه، وأن يظهر الفرد أمام الآخرين بقدراته الحقيقية، وعدم إخفاء أي نواحي للقصور ببعض القدرات، فجميع الناس لديهم كفاءة فائقة بمجال معين، ويعاني من الضعف ببعض المجالات الأخرى.
- حب الذات بكل ما تملكه من تفاصيل، وتقبل الفرد لمهاراته وقدراته وتقبل الفرد لكفاءاته التي يمتلكها، مع سعيه المستمر لتطويرها وتدريبها من أجل إضافة الكثير إليها وإضافة كل ما هو جديد.
- تدريب النفس على المشاركة في الحوارات والنقاشات، كي يتمكن من قهر التوتر والخوف الداخلي الذي لديه، وأن يتغلب على مخاوفه من خلال المداومة والإصرار على أن يحرز تطويراً في آلية المشاركة بكافة النقاشات الحاصلة، وأن يسعى الفرد لقيادة وتوجيه النقاش.
- البعد قدر الإمكان عن شعور الفرد تجاه نفسه بأنه إنسان منبوذ وغير مرغوب به تجاه أي قصور قد بدر من الآخرين.
- البعد عن الأخطاء التي يقع بها الآخرين من حوله.
- توجه الشخص إلى أن يكتسب مزيد من المعارف الجديدة من أشخاص ذوي علم وخبرة، هذا الأمر الذي يساعده على أن يرتفع مكانته من خلال السير على نفس خطاهم ومحاولة الاستفادة من كافة تجاربهم وأخطائهم.
أهم المقومات التي تساعد على تعزيز الثقة بالنفس :
المقومات هي تلك الغرائز والسمات التي تدفع بالفرد أن يعتز بنفسه ويعتز بذاته وبثقته بنفسه، حيث أن هذه المقومات تساعد على ترسيخ ثقته بنفسه مما يمكن الفرد من المحافظة على قوته الداخلية والنفسية، ويساعد على دعمها قدر الإمكان مما ينمي استقراره الذاتي، ويعزز من صحته النفسية وبناء شخصية سوية، هذه المقومات كالتالي:
- مقومات عقلية:
هذه المقومات تعني سلامة نمو الفرد العقلي، بجانب عدم انخفاض مستوى ذكائه، وأم يكون ذو قدرة على أن يوظف قدراته العقلية من أجل اكتساب المزيد من الخبرات، والبعد قدر المستطاع عن أي خبرات غير مرغوب بها تسبب الألم للفرد، بجانب القدرة على توظيف الخيال الخصب بشكل جيد بكافة المجالات مثل مجالات الشعر، أو ابتكار أشياء جديدة بأي من العلوم المختلفة، هذا فضلاً عن أن الذاكرة لها أهميتها الكبيرة التي تساعد الشخص على أن يسترجع المعلومات التي لديه وأن يحسن من توظيفها في آلية استجابات الفرد لمختلف المثيرات من حوله.
- المقومات الاجتماعية:
تعتبر أسرة الفرد والمجتمع هي اللبنة الأساسية في نمو الفرد التوافقي النفسي له، حيث أن التقبل الأسري للفرد منذ أن يولد وإحساسه بالإحساس بالرضا تجاهه يساعد على تكوين صورة شخصية سليمة وبناء مجتمعي ونفسي سوي لأبناء المجتمع، فمنذ طفولة الفرد وعلى طول مختلف مراحل نموه، هذا فضلاً عن التنشئة السليمة للفرد، كل هذا له دوره في إنتاج شخص أكثر ثقة بذاته وأكثر تحملاً للمسئوليات وذو قدرة أكبر على إحداث تغيير.
- المقومات الجسدية:
فعلى الفرد أن يتحلى بكافة المهارات الجسمانية السليمة، حيث يخلو الشخص من أي أمراض أو تشوهات خلقية أو عاهات، بجانب جمال المظهر الخارجي والجاذبية الشخصية، كل تلك المقومات الجسمانية تساعد الفرد أن يؤدي المهام المطلوبة، وأن يمارس حياته بصورة مستقرة وسوية.
- المقومات الإقتصادية:
يوجد علاقة طردية ما بين مستوى الفرد المادي ودخله المرتفع وثقته بنفسه، إلا أنها ليس لها تأثيرها المباشر على ثقة الشخص بنفسه، فتدني المستوى الاقتصادي أو ارتفاعه لا يؤثر على الثقة بالذات فهناك كثير من الشخصيات الفعالة على مر التاريخ التي كانت تمتد لعائلات مستواها المادي متواضع.
- المقومات الوجدانية:
هذه المقومات معناها النمو النفسي السوي للفرد، كأن يكون الشخص لا يعاني من أي مشاكل نفسيه وليس لديه وساوس ولا يعاني من القلق والتوتر ولا يعاني من الشك المرضي، وأن يكون ذو قدرة أكبر على أن يتحكم بانفعالاته المزاجية وأكثر قدرة على ضبطها، وأن يكون أكثر قدرة على تقييم الذات بشكل متوازن دون الترفع العقيم الذي يؤدي به للغرور، ولا يقوم بتحقير الذات بشكل مهين الأمر الذي يدفعه للخضوع، بجانب قدرة الفرد على أن يتحرر من أي آثار مترتبة عن سوء التنشئة الاجتماعية، وخبراته المؤلمة غير المرغوب بها طوال مراحله النمائية، وأن يتحلى الفرد بالأخلاقيات الحسنة التي يحث عليها الدين.
نصائح عملية لزيادة ثقة الشخص بنفسه :
- تحديد نقاط الضعف والعمل على تحسينها تطوير الذات.
- عدم اليأس من عدم الامتلاك لنقاط قوة، بل يجب البحث جيداً واستغلال نقاط القوة وإبرازها وتنميتها.
- العناية بالمظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
- التحلي بالشجاعة، فالخوف يتسبب في خفض قدرة الشخص على الإنجاز ويقلل من ثقته بنفسه.
- التركيز على توسيع المدارك، لذا ينصح بالمداومة على قراءة الكتب والصحف والمجلات والإطلاع دوماً على الأشياء الجديدة، فبجانب أن القراءة تساعد على اكتساب المعارف ويكون ذو قدرة أكبر على التفكير بشكل أفضل.
- البعد عن الأصدقاء السلبيين ذوي النظرة المحبطة للحياة، واختيار أصدقاء إيجابيين يدعمون الشخص ويقومون بالثناء على مجهوده فهذا يدفع الفرد إلى الأمام.
- ممارسة الهوايات، إذ أنها تساعد على تحسين الحالة المزاجية للفرد، وتساعد على زيادة طاقته وتعزز من ثقته بنفسه.
- مشاركة الآخرين أحاديثهم ونقاشاتهم وتبادل الآراء بكل شجاعة، هذا يساعد على اكتساب مهارات الحديث ويزيد من ثقة الشخص بنفسه مع مرور الزمن.
- التأمل، حيث أن اللحظات التأملية تمنح الفرد سلامه الداخلي وتمده بمزيد من الطاقة الإيجابية، وتعزز من ثقته بنفسه، ففي بعض الأحيان يحتاج الفرد للتواجد بمكان هادئ مليء بالخضرة كي تتحرر نفسه من أي انفعالات، وكي تساعده على صفاء ذهنه من كافة الطاقات السلبية والأفكار غير المرغوبة.
- عدم الخوف من خوض أي تجارب، حيث أن التجارب تساعد على بناء ثقة الفرد بنفسه، فكلما توافر لدى الفرد المزيد من الخبرات والكفاءات فهذا يساعد على تعزيز وتنمية مصداقيته، الأمر الذي ينعكس على تعزيز ثقة الفرد بنفسه، لذا من المستحسن أن يعمل الفرد على تحسين خبراته الثقافية والرياضية وكذلك خبراته المهنية.
- دعم النفس ودعم الأشخاص الآخرين، حيث أن تشجيع النفس بشكل دائم في حال الإحساس باليأس والإحباط وتذكير الشخص لنفسه بنقاط قوته يعتبر من لخطوات الإيجابية التي تمنح الفرد مصدر طاقة إيجابية تدفع به للأمام.