أبا حسَّانَ ما للناسِ قد يئسوا
وبالشعراءِ قد كفروا وما أَنِسوا
تراهم في تفاهاتٍ قد انكبُّوا
على كذبٍ وحُرُّ القولِ يُفْتَرَسُ
جواهرُ قولنا في الطينِ قد دُفِنَتْ
ويزهو شامخاً في ساحنا الدَّنَسُ
فديتُكَ يا ( أبا قاسم ) تجاوبني
لماذا دربنا قد سادهُ اليَبَسُ
أليس الشعرُ للفرسانِ ديدنهم ؟!
كما حرفي هواهُ القوسُ والفَرَسُ
يناجي في هوى ليلى كما يبغي
فلا خجلٌ ولا الأنفاسُ تُحْتَبَسُ
أليس الحرف سيف القومِ إن هاجوا ؟!
بهِ نالوا بهِ حصدوا بهِ غرسوا
لماذا حرفُنا قد صار مُتَّهماً ؟!
بهِ الأنظارُ للغيداءِ تُخْتَلسُ
أليس الشعر بالإلهامِ يقصدنا ؟!
هو النجوى وفي أجسادنا النَّفَسُ
نرومُ القومَ علَّ القومَ يدَّكروا
فكيف يضيعُ في إظلامنا القَبَسُ
ألا تعجبْ بأنَّ الشعرَ لا يُنسى ؟!
لهُ خُلدٌ ومن قالوهُ قد دَرَسوا
أليس الشعرُ من يسعى لوحدتنا ؟!
مآذننا به كم وَدَّها الجرسُ
أليس الشعرُ متل النورِ يرشدنا ؟!
بهِ للصلحِ بين الناسِ نلتمسُ
أما آنت حروفُ الشعرِ أنْ ترقى
إلى الأفهامِ تمحوا ما بهِ التبسوا
أما في الشعرِ من درءٍ لمفسدةٍ ؟!
يحثُّ الناسَ يا أحبابنا احترسوا
فقل لي أيها الشاعر وهل يُعقلْ ؟
يُذِلُّ الغيدَ في أشعارِنا العَنَسُ!
وكيف يهونُ بين الناسِ شاعرهم ؟
وكيف يضيعُ ما حفظوا وما درسوا ؟!
عوض الزمزمي