الحرارة الحسينية
عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى الحسين بن علي عليه السلام وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً ، ثم قال عليه السلام بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال عليه السلام : لا يذكره مؤمن إلا بكى
وعنه عليه السلام : نظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسين السلام فقال : يا عبرة كل مؤمن
وعن حذيفة أنه قال : سمعت الحسين بن عليّ عليهما السلام يقول : والله ليجتمعنّ على قتلي طغاة بني اميّة ، يقدمهم عمر بن سعد ، وذلك في حياة النبّي صلى الله عليه وآله ، فقلت له : أنبأك بهذا رسول الله ؟ فقال : لا ، فأتيت النبّي صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال صلى الله عليه وآله : علمي علمه وعلمه علمي
وقال الإمام الحسين عليه السلام أنا قتيل العبرة ، ما ذكرت عند مؤمن إلا بكى ، واغتم لمصابي
لما أخبر رسول الله صلى الله وآله فاطمة عليها السلام بقتل ولدها الحسين عليه السلام وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاءً شديداً، وقالت: يا أبت متى يكون ذلك؟ قال: في زمان خالٍ منّي ومنك ومن عليّ ، فاشتدّ بكاؤها، وقالت: يا أبت فمن يبكي عليه، ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وآله : يا فاطمة إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة، فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة عليها السلام قبة من نور وأقبل الحسين صلوات الله عليه رأسه في يده فإذا رأته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن إلا بكى لها ، وحديث آخر: وإنها لتشهق شهقةً لا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن إلا بكى لبكائها ، وفي حديث آخر : وإن فاطمة عليها السلام إذا نظرت إليهم ومعها ألف نبي وألف صديق وألف شهيد ومن الكروبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء وإنها لتشهق شهقة فلا يبقى في السماوات ملك إلا بكى رحمة لصوتها
مستدرك الوسائل - بحار الأنوار - كامل الزيارات