لهفي للحسين
لَــم أنـسَـهُ إذ قـامَ فـيهم خـاطباً
فــإذا هُــمُ لا يَـمـلِكُونَ خطابا
يَـدعو ألَـستُ أنـا ابـنُ بـنتِ نبيِّكم
ومَـلاذَكُـم إن صَــرفُ دَهـرٍ نـابا
هَـل جِـئتُ فـي ديـنِ الـنبيِّ بِبدعةِ
أم كُـنـتُ فــي أحـكـامهِ مُـرتابا
أم لَــم يــوصِّ بِـنا الـنبيُّ وأودَعَ
الـثّـقلينِ فِـيـكُم عِـتـرةً وكِـتـابا
إن لَــم تـديـنوا بـالمَعادِ فَـراجِعوا
أحـسـابَـكم إن كـنـتـمُ أعـرابـا
فَـغَدوا حَـيارى لا يَـرَونَ لِـوَعضهِ
إلا الأســنَّـةَ والـسّـهـامَ جَـوابـا
حـتـى إذا أسَـفَـت عُـلـوجُ امـيّةٍ
أن لا تَــرى قـلـبَ الـنَّبيِّ مُـصابا
صَـلَّت عَـلى جِـسمِ الحُسينِ سِيوفُهُم
فَـغَـدى لِـسـاجِدَةِ الـظُـبا مِـحرابا
وَمَـضى لـهيفاً لَـم يَـجد غـيرَ القَنا
ظِــلاً ولا غـيـرَ الـنَجيع شَـرابا
ظـمـآنَ ذابَ فــؤادُهُ مِــن غُـلّةٍ
لَـو مَـسّتِ الـصَّخرَ الأصـمَّ لَـذابا
لَـهفي لِـجِسمكَ فـي الـصَّعيدِ مُجرَّداً
عُـريـانَ تَـكـسوهُ الـدّمـاءُ ثـيابا
تـربَ الـجبينِ وعـينُ كـلِّ مُـوَحدٍ
وَدَّت لـجـسمكَ أن تـكـونَ تُـرابـا
لَـهفي لِـرأسِكَ فـوقَ مَـسلوبِ الـقَنا
يـكـسوهُ مِــن أنــوارِهِ جِـلـبابا
يَـتلو الـكتابَ عـلى الـسِّنانِ وإنّـما
رَفَـعـوا بــهِ فَـوقَ الـسنانِ كـتابا
السيد رضا الهندي رحمه الله