منذ تأسيس الحركة الاخوانية على يد حسن البنا عام 1928 انضم اليها العديد من الشباب الذي وجد في شعارات الحركة الملاذ الامن والحلقة المفقودة من سد النقص الحاصل لدى الشباب العربي والاسلامي السلفي زمن الأبيض والأسود وقبل عشرات السنين من الآن وقف حسن البنا أمام الجميع ليقول: «لا فرق بين المسلمين فديننا واحد، وإلهنا واحد، ورسولنا واحد، وقبلتنا واحدة، وسنتنا واحدة»..
وفى زمن الألوان وقبل سنوات قليلة من الآن وقف مرشد الإخوان مهدى عاكف ليصرخ مفاجئا الجميع: «جماعة الإخوان على استعداد لإرسال 10 آلاف مجاهد للحرب بجوار حزب الله».
من بين تفاصيل تلك السنوات الطويلة يمكنك أن تستخلص ما يعينك على فهم طبيعة العلاقة بين الإخوان المسلمين الجماعة الدينية السنية وبين ايران .
من كل هذا الاحتفاء الإخوانى الذى طغى على سنوات مبارك بحركات المقاومة مثل حزب الله، والدعم الإيرانى لحركة حماس يمكنك أن تفهم وأن تدرك أن ما يبدو على الساحة الآن من تقارب بين الإخوان وطهران، أو بين مصر تحت حكم الإخوان وإيران التى ظل الاتصال بها من المحرمات المصرية ليس مجرد صدفة أو أمرا وليد لحظة سياسية راهنة، بل هو نتاج لقناعات فكرية واتصالات سياسية عمرها يساوى عمر جماعة الإخوان المسلمين نفسها.
سنوات طوال انعكست آراء مؤسس الإخوان حسن البنا عام 1928 عندما تشكلت حركة (الاخوان المسلمين) في مصر بقيادة (حسن البنا) ( المرشد) للاخوان بدأت كحركة اسلامية سلمية تدعو الى اقامة دولة اسلامية بقيادة مرشدها اجتذبت هذه الحركة العديد من الشباب لما طرحتة من افكار جديدة او مجددة ورغما للفراغ العام للشاب العربي كالعادة انضمت هذه الشريحة الى هذا التيار السلفي المعدل ثم يقوم باستضافة ( محمد القمي،) أحد أعلام الشيوخ في ايران ، في المقر العام لجماعة الإخوان في القاهرة، ثم استقبل آية الله الكاشاني عام 1948، وذلك قبل مقتله في 1949″، وهو ما مهد لعلاقاتٍ بين الجماعة وإيران قبل الثورة الإسلامية، و على إحداث الأثر المتبادل، خصوصًا ترجمة كتاب سيد قطب “المستقبل لهذا الدين” إلى اللغة الفارسية، وإعجاب الملالي الإيرانيين به وبمبدأ الحاكمية. ولعل زيارة مؤسس حركة “فدائيان إسلام” الإيرانية المتطرفة “نواب صفوي”، إلى سيد قطب في القاهرة عام 1945، تدلل على مدى التقارب المبكر بين “مشروعي الإخوان وقياديي الثورة الإسلامية”
تاريخ العلاقة بين الإخوان المسلمين وإيران: توافق حسن البنا فى على موقف جماعته التى أسسها، وعلى عكس باقى التيارات الدينية السنية والسلفية على وجه الخصوص ترك البنا الباب مواربا، وكان من دعاة التقريب بين المسلمين ، وهو ما تجلى فى أوج صوره فى تأييد جماعة الإخوان للثورة الإسلامية فى إيران ضد الشاه رضا بهلوى وتصوير زعيمها الذي اصبح مرشد الثورة فيما بعد من أولياء هذا الزمان.
من هنا بدأ الفراق والخلاف التاريخى بين الإخوان والسلفيين، وبالأخص الدعوة السلفية، فما بين تأييد تام للثورة وتحذير تام منها، بل رفض لها جاء منحنى العلاقة من الثورة الإيرانية ما بين طرفى الإسلام السياسى، فالجماعة تبشر بالثورة ونشر افكارها الذي استطيع ان افسرة ماهي الا حركات سياسية بحتة تجمعها مصلحة واحدة .