لقد كانت المرحلة التي عاشها الحسين عليها السلام مرحلة غير مستقرة بحيث شهدت تولي ال امية لأمور المسلمين فقد كان معاوية بن ابي سفيان يعتبر نفسه خليفة رسول الله وحاشا لرسول الله ان يكون له خليفة مثل معاوية اذ كان معاوية لا يتورع عن قتل النفس المحترمة فقد قتل الصحابة والتابعيين امثال عمار بن ياسر وحجر بن عدي و حروبه الشهيرة مع الامام على عليه السلام كحرب صفين التي قتل فيها عمار بن ياسر رضي الله عنه بالرغم من ان الامام علي كان الخليفة الشرعي والامام المفترض الطاعة وبعد ان هلك معاوية جاء بعده يزيد وما ادراك ما يزيد ويكفي ما قاله امانا الحسين في ذمه ( و يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة و مثلي لا يبايع مثله ) .
لقد شكلت هذه المرحلة مفترق طرق بالنسبة للامة الاسلامية وكان لابد من وجود مصلح كبير لكي يقوم بمعادلة الكفة اذا ان ال امية احدثوا في الدين اشياء كانت من الممكن ان تذهب بالإسلام الى غير ما اراد رسول الله صلى الله عليه واله ولقد كان هذا المصلح هو امامنا الحسين عليه السلام حيث قال قولته المشهورة (إنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلاَ بَطِراً وَلاَ مُفْسِداً وَلاَظَالِماً؛ وَإنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاَحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَي عَنِ الْمُنْكَرِ ؛ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَسِيرَةِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ . فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ ، فَاللَهُ أَوْلَي بِالْحَقِّ ؛ وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا ، أَصْبِرُ حَتَّي يَقْضِيَ اللَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ ؛ ) وَهُوَ خَيْرُ الْحَـ'كِمِينَ ) .
ومن هنا نفهم ان نهضة الامام الحسين عليه السلام كانت للامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس لطلب السلطة مثل ما قال البعض وخير دليل على ذلك جلب عياله معه رغم معرفته بنتائج ماهو مقدم عليه ولو كان طالبا للسلطة لكان جاء وحده . لقد جسد الامام الحسين اروع صور التضحية والتفاني في سبيل اعلاء كلمة الاسلام حتى اعطى في سبيل هذا كل ما يملك من اولاد واخوة واصحاب واموال . ولقد اصبح الامام الحسين عليه السلام عنوان للتضحية رمزا للتحدي و رفض الباطل بكل اشكاله .
مهدي الموسوي