من أهل الدار
تاريخ التسجيل: June-2012
الجنس: ذكر
المشاركات: 25,326 المواضيع: 5,012
صوتيات:
171
سوالف عراقية:
0
آخر نشاط: 11/February/2015
10 دقائق من وقتك واقرأ هذا - الأفرو عراقيين مظلومية أولاد عم براك بن حسين في العراق
اتضح اني آخر من يعلم. هناك مشكلة طاحنة في العراق : انسوا السنة والشيعة .. انسوا العرب والاكراد ..انسوا المسلمين والمسيحيين، انسوا كوتة النسوان ، انسوا الفدرالية والمركزية، انسوا گوگل وموگل.
المشكلة الجديدة هي الأفرو عراقيين !! الذين سيطالبون قريبا بإقليم خاص بهم. الدنيا مخبوصة على معاناة الأفرو عراقيين من أهل الزبير.!! وشلون موقع ممتاز .. الى جانب النفط.
لم أكن أعلم وأنا اعتذر عن هذا الجهل. اثاري عندنا عنصرية اللون الأبيض والأسود ولا عنصرية أمريكا! أو جنوب أفريقيا زمن الابارتهايد. أثاري السود العراقيين لايدخلون مدارس ولا يتعلمون وحتى مايقبل العراقيون البيض (والسمر واللي بلون الككاو بالحليب) قيام العراقيين السود بالأعمال اليدوية !! عايشين هكذا لا ياكلون ولا يشربون ولا يتعلمون ولايتوظفون ولا احد يحاچيهم او يتزوج منهم أو ينظر في وجوههم بل انهم يعيشون في جيتو من الطين، منذ 1000 سنة . والآن بفضل الاحتلال الجميل اصبح لهم حزب، وناطق رسمي ، ويطالبون بوضع خاص مثل بقية المظلومين ، ويحلمون بأن يكون أحدهم رئيسا لجمهورية العراق المحتل اسوة بأوباما.
قالوا ان العراق مكون من طوائف .. گلنا مايخالف. سنة وشيعة وعرب واكراد ومسيحيون وتركمان وشبك ويزيديون وآثوريون وصابئة وشروگية (من بلوشستان) وكاولية (من الهند) .. هم مايخالف.. وكل هؤلاء لديهم مظلوميات تكنى (كولور) يعني بكل ألوان الطيف: من بعضهم البعض، الأقلية من الأغلبية ، والأغلبية من الأقلية، ومن الحكام الذين تعاقبوا على حكم العراق، ومعظمها مظلوميات مصدرها بارانويا ومصالح دول اخرى. ولكن النوبة مظلوميات ابيض وأسود؟ هذا ماكان ينقصنا بالفعل، حتى نكون على قدم المساواة بالحضارة الأمريكية.
انتهت حيرة العراقي حين يسألونه "اش لونك؟" الآن يستطيع أن يقول "ابيض" او "اسود" .
أما الألوان الغالبة على العراقيين وهي درجات السمار والبياض المختلفة، فلابد من تحديد معايير لها حتى ينضبط الإرسال التلفزيوني الملون.
وتيمنا بالأفروأمريكان، اصبح اسم السود عندنا الآن "أفروعراقيين" ضع الكلمة على گوگل وانت تعرف. ارجو عدم اطلاق اوصاف رومانسية مثل ابو سمرة وابو ليلة، لأن الإسم الرسمي الآن هو كما قلته لكم ، حتى يعرف الجميع ان هؤلاء قادمون من أفريقيا. يعني كلهم اولاد عم اوباما. شوفوا المصادفة : اول ما يترشح براك ابن حسين لعرش امريكا حتى ينهض اولاد عمه في البصرة لتأسيس (حركة العراقيين الأحرار) . لا أقل من حركة !! ليس حزبا ولا تجمعا ، وانما كلمة أكبر توحي بنضال طويل في سبيل الحرية. كان هذا في عام 2007، وحين ينتخب ابن عمهم براك، يقيمون في البصرة الأفراح والليالي الملاح احتفالا برئيس الاحتلال الجديد، ولكن إحقاقا للحق فإن التعرف على الأفروعراقيين بدأ قبل ذلك بأربع سنوات وعلى يد صحفية شابة أفرو أمريكية اسمها ثولة.
هذا اسمها وليس وصفا لها: ثولة لابيه Theola labbe.. وتعرفون ان الأفارقة الأمريكان :
إما يسمون اولادهم على اسماء الرؤساء الأمريكان : جونسون ولنكون، وكندي، وجاكسون ، جيفرسون، واشنطن الى آخر القائمة ، وإما يستخدمون اسماء فرنسية لعائلاتهم مثل بواتيه ولابيه .. وهكذا (على فكرة ثولة تزوجت مؤخرا واحدا من جنسها اسمه دي بوزيه وقداصبح اسمها الرسمي ثولة لابيه ديبوزيه) .
ثولة كانت تشتغل في تحرير قسم الحوادث والجرائم في واشنطن بوست التي ارسلت صحفيتها الشابة في صيف 2003 بعد الاحتلال مباشرة الى العراق (في مهمة خاصة).
البنت بدأت عملها في زيارة اقسام الشرطة لأن هذا ما تخصصت فيه ، ثم حدث تحول في مسارها، فقد لفت نظرها كما تقول في الطريق وجوه تحمل ملامح أفريقية تشبه عماتها وخالاتها، طبعا ثولة كانت تظن ان الأفارقة في أمريكا فقط ، ما الذي جاء بهم الى العراق ؟ سألت ونقبت ، وعرفت ان هناك الكثير منهم في البصرة. والى هناك اسرعت بالسفر. وفي الزبير التقت بالعديد منهم وكتبت تقريرا نشر في كانون الثاني 2004 ، ومع أن تقريرها كان عاديا وليس فيه من التهويل الشيء الكثير وقد كتبت حقائق ما رأت ولكنها وضعت هالة كبيرة على (اكتشافها) حتى انها اعتبرت ان بعض أهل الزبير من السود هم الحلقة المفقودة في تاريخ العبودية . وقد كان تقريرها محايدا الى حد ما ، ولكن التقارير التي تلته من أجانب ومن عرب والأقوال التي تلت على ألسنة مؤسسي (حركة العراقيين الأحرار) وهي المنظمة التي سوف تكافح التمييز ضد الأفارقة في العراق، كان فيها الكذب الصريح والتاريخ المشوه وكل البهارات التي تؤسس لمظلومية السود في بلاد البيض !!
في تقريرها الأول كانت اكتشافاتها كالآتي:
يعرف السود في البصرة انفسهم على انهم عراقيون ولا علاقة لهم بأفريقيا التي أتوا منها الا ببعض الطقوس التراثية أو الايقاعات التي يعزفونها. ان المنطقة التي يعيشون فيها في الزبير فقيرة ولكنها ليست خاصة بهم ففيها تعيش 600 عائلة منها فقط 100 عائلة من أصل افريقي. ولكنها التقت ايضا بمتوسطي الحال منهم وبالمتعلمين فمنهم اساتذة جامعات وحاصلي على شهادات عليا ومنهم لم يكمل تعليمه بسبب فقره. وتحدث لها الجميع عن عدم وجود عنصرية اللون وان الزواج المختلط موجود وقد قابلت عائلتين من هذا النوع. ويفسر لها الجميع ان سبب انعدام العنصرية هي انهم مسلمون والاسلام لايقبل بالعنصرية، كما ان العصبية في العراق هي للعشيرة والدين وليس للون. كانت النقطة الوحيدة التي تشير الى (عنصرية) ما واضطهاد ما هي أن بعض الأطفال في المدارس يطلقون على التلميذ الأسود كلمة (عبد) ، وتقول الصحفية ان الكلمة مهينة وهي تشير الى استقدامهم كعبيد قبل اكثر من 1000 سنة. في المقالة تظهر باحثة سوداء هي د. ثورة يوسف تبحث منذ سنتين في العادات الافريقية المتبقية لديهم، وتتحدث عن اضطهادها وهي صغيرة من قبل التلاميذ أقرانها وكيف كانوا يلقبونها بالعبدة.
يبدو أن هذا هو الإضطهاد الوحيد الذي تعرضت له الدكتورة فهي مثلا لا تتحدث عن اضطهادها بعد أن كبرت في السن وفي العلم. بل انها تقول ان اللفظ لا يؤذيها ولكنه كان دافعا للبحث والتقصي عن اصلها.
المقالة حتى الآن لا غبار عليها. ربما حاولت ثولة ان تجد تشابها بين أفارقة امريكا وأفارقة العراق، فلم تجد. فلم يوجد في العراق في كل تاريخه الحديث مدارس أومطاعم او حافلات نقل الركاب خاصة للبيض لا يدخلها السود، ولم يحدث أن شنق أسود على شجرة لأنه نظر الى امرأة أفتح منه لونا. والأسود في العراق يتملك الأرض ويعمل في كل المجالات ويدخل كل المدارس ويتدرج في الدراسة والمناصب ، وليس في القانون ما يمنعه من ذلك ، وليس في المجتمع من يقف في وجه تقدمه. وحتى حين استقدم بعضهم في التاريخ السحيق للعمل في اراضي الاقطاعيين فإن معاناتهم كانت مثل معاناة كل الفلاحين الفقراء في اي مكان، يعملون مقابل لقمتهم وسكنهم، ولم يكن هناك ما يمنع تملكهم للاراضي ، ولم يكن اولادهم يعتبرون مثل السود في الجنوب الأمريكي عبيدا يتصرف بهم مالكهم كما يشاء. وفي تاريخنا العربي والاسلامي شخصيات سوداء نجلّها ونقتدي بها ونتعلم منها : عنترة بن شداد وزرياب والجاحظ والحسن البصري وبلال مؤذن الرسول وغيرهم.
اعترف معكم ان كلمة (عبد) التي تطلق على اللون الأسود ، كلمة سخيفة وهي تاريخيا مستمدة من إقران السواد بالعبودية مع انه كان هناك في عهود الدول الاسلامية وحتى العثمانية عبيد بيض اللون وقد اسروا اثناء الفتوحات في اوربا وماوراءها وقد اطلق عليهم وصف المماليك، ولكن اظن ان كلمة (عبد) فقدت مدلولاتها الاولى واصبحت كلمة فارغة تعبر عن اللون فقط. والكلمة في طريقها الى الاضمحلال ، فمن منا الان يعبر عن السواد بكلمة (عبد) ؟ مثلا اتذكر أن جداتنا كن حين يقصصن علينا قصص الف ليلة وليلة يقلن في وصف امرأة سوداء "سودة عبدة" اي شديدة السواد . ونحن ربما مازلنا نصف البخيل بانه (مصلاوي) حتى لو لم يكن من أهل الموصل، وحتى لو لم يكن اهل الموصل كلهم بخلاء، ولكن الصفة مع الاسف سارت بهذا. او قد نصف شخصا له صفات غير محمودة بانه (هذا فد واحد يهودي)، وإن لم يكن يهوديا، ونطلق على الشيكولاتة عموما كلمة "نستلة" وهي اسم ماركة معينة للشيكولاتة، ونطلق على موقد الكيروسين الصغير "بريمز" وهو اسم ماركة معينة من هذه المواقد، ونصف من لا تبدو عليه مظاهر التحضر فلاحا، مع أن الفلاحين هم أصل الحضارات في كل مكان، ونصف من لايفهم بأنه "هندي" ، وللطرافة فإن استاذا هنديا يعمل في كوريا الجنوبية ، رفع مؤخرا دعوى ضد واحد كوري اطلق عليه وصف "عربي" حيث تعتبر الكلمة هناك اهانة كبيرة. والانجليز كانوا يطلقون كلمة Moor اي مغربي على كل عربي ، حتى ان عطيل في مسرحية شكسبير اطلق عليه هذا الوصف.
وفي رأيي ان على السود في العراق وغيرها أن يناضلوا لتعديل اللغة العربية واللغات الأخرى عموما ومايتبعها من عادات ، حيث يأتي "السواد" مرادفا للحزن والشر. فنحن نرتدي السواد عند فقد عزيز، ونرتدي البياض في الأفراح، ونصف الإنسان الطيب بأن قلبه أبيض ، ونصف الشرير بأن قلبه أسود، ونعتبر ان الليل غامض ويوحي بالبلاء في حين أن الصباح مشرق ويوحي بالأمل. ونقمّط الوليد والحاج والميت بالقماط الأبيض.
هذه اللغة وهذه العادات لا تؤسس لمظلومية ، لأن الناس يقومون بها تقليدا ولا يتمعنون في مدلولاتها كما أفعل الآن، فالفتاة السوداء ترتدي هي ايضا في زفافها فستانا أبيض. وإذا كانت تشعر بالمظلومية فعليها أن تتمرد وترتدي اللون الأسود، واذا مات زوجها بعد عمر طويل ،عليها ان ترتدي الأبيض حزنا عليه.
أما أن التلاميذ في المدارس (الابتدائية خاصة) ينبزون السود بوصف (عبد) فكلنا نعرف أن الأطفال يتنمرون على كل من يختلف عنهم وهذا يجري في كل بقاع الأرض ، فالبدين ولابس النظارات والهزيل والقصير والناعم مثل البنات، والذي لديه أي عيب في خلقه او في نطقه ، يكون عادة عرضة للاستهزاء . ولو كان هناك أبيض في مدارس كل طلابها من السود لتعرض لنفس المضايقات. إنها طبيعة القطيع والانسان حيوان يعيش مع القطيع ، لا يتقبل المختلف والغريب. ولكنه يتآلف معه شيئا فشيئا.
وكانت العوائل العراقية خاصة في الريف لا تزوج البنت لغير ابن عمها ، لأسباب اقطاعية في أصلها: حتى لا تذهب حصتها من الأرض للغريب. وكان العراقي في المدينة لا يزوج ابنته لغير العراقي حتى لو كان عربيا. ولكن أين أصبحت هذه العادات الآن، وقد تزوجت البنات العراقيات حتى من يابانيين وتايوانيين.
إذا كانت مقالة ثولة هذه محايدة الى حد ما، ولكن ماذا حدث بعد ذلك ، ولماذا المقالات التي توالت تنافس بعضها بأكاذيب المظلومية ؟ آخر مقالة قرأتها وهي التي أثارت انتباهي الى "الأفارقة السود في العراق" هي مقالة كتبها تيموثي وليامز في نيويورك تايمز بتاريخ 3/12/2009 وقد شبه فيها احياء الزبير ب (حي هارلم ) . وصحيفة نيويورك تايمز هي صنو واشنطن بوست التي بدأت هذه السلسلة من المواضيع عن الفتنة القادمة بين (بيض وسود) العراق، صنوها في التحريض على تدمير العراق بالأكاذيب.
حين قرأتها لم أصدق عيني، انه يصف حالة راهنة من الفقر والتشرد والتسرب من المدارس وانعدام الوظائف فلا يجد (الأفارقة العراقيون ) الا غسيل السيارات مهنة. وهم لا يدخلون المدارس الحكومية لأنها ممنوعة عليهم. انه يصف حالة أغلب العراقيين في زمن الحصار وبعد الإحتلال. أثناء الحصار ، رأينا خريجي الجامعات والاساتذة وعلماء الذرة يحولون سياراتهم الى سيارات اجرة من اجل العيش، رأينا أدباء ومثقفين يبيعون كتبهم ليأكلوا بثمنها، وبعضهم يقف على نواصي الشورجة يبيع علب الدبس. كانوا من كل الألوان تدرجا من الأبيض الى الأسود ، المقالة تصف التسرب من المدارس الذي أصبح علامة مميزة في العراق الجديد ، وليس خاصا بفئة عراقية دون غيرها. يصف حيرة رب العائلة في ايجاد لقمة يتعشى بها أطفاله. يصف كل ما يعانيه العراقيون منذ التسعينات وحتى الآن باعتباره مظلمة خاصة بذوي البشرة الداكنة لأن هناك تمييزا ضدهم.
تصلت بصديقة عاشت في الزبير لسنوات عديدة كانت تعمل في التدريس هناك حتى سنوات الحصار. سألتها: هل كانت المدارس لاتسمح بدخول الاطفال السود؟ هل كانت معك معلمات منهن؟ قالت لم يكن هناك اي تمييز ، بل كان جيراننا واصدقاؤنا وأحب الناس الينا من السود لأنهم طيبو المعشر والجميع يحبهم. وقالت أن فيهم الغني ومتوسط الحال ، وكان أغلبهم يفضل العمل في الاعمال الحرة التي كانت تدر دخلا أكثر من الوظيفة.
وهنا دفعني فضولي على أن اتوغل في أحوال (الأفارقة العراقيين) . وجدت مابين مقالة ثولة ومقالة تيموثي عدة مقالات تتناقض فيما بينها بالتهويل والكذب. ففي حين ان الصحفيين يحاورون عامة الناس فلا يجدونهم يعانون تمييزا، ولكنهم حين يتحدثون مع قادة (حركة العراقيين الأحرار) يجدون مظالم مابعدها مظالم . اليكم ما قيل للصحفيين على لسان امين سر الحركة واسمه يتردد في كل المقالات : جلال ذياب(في الصورة ادناه) وآخر يقول انه صحفي اسمه عبد الرزاق حسين و انه هو الذي انشأ حركة العراقيين الاحرار وهدفها (تعديل الدستور العراقي لتحريم التمييز ضد السود) سوف ادرج لكم بعض اقوالهما:
عبدالرزاق حسين- انا كعراقي اسود اواجه تمييزا في الوظائف وفي المجتمع ولدي فرصة صغيرة للحصول على منصب سياسي او منصب عام. الحركة مفلسة الى درجة انها لا تستطيع عمل موقع على الانترنيت (كان يمكنه ان يعمل مدونة مجانا على الانترنيت). مازال المتنفذون في العراق يرون في السود خدما فقط، ومازال شيوخ العشائر يحتفظون بالسود كعبيد.
يدحض كلامه الوكالة الفرنسية التي تجري تحقيقا حول فرص فوز اوباما مع سود البصرة في 3تشرين ثان 2008 فتحاور اشخاصا من مختلف المواقع :
سامي ناصر- عامل في الميناء
نجم عبود- مدرس
عبود عبدالحافظ - سائق تكسي
ماجد حامد احمد- طالب كلية
سهيل حامد احمد - مدرس مع ان عمره 22 سنة
نواف محمد - شرطي
خليل ابراهيم - متقاعد
أي انهم أخذوا فرصهم سابقا ولاحقا، مثلهم مثل اي عراقي آخر.
جلال ذياب – العرب ينظرون الينا كأننا عاجزون عن اتخاذ قراراتنا او حكم حياتنا . (لاحظوا كيف يصف العراقيين الآخرين بأنهم (عرب) وليس عراقيين، باعتبار انه افريقي وليس عربيا او عراقيا.)
– نحن اكثر من مليونين في العراق نريد الاعتراف بنا كأقلية مثل المسيحيين ، مطالبنا تم تجاهلها من قبل الحكومة العراقية .
يناقض حكاية المظلومية تقرير كتبه لمعهد الحرب والسلام مراسله في البصرة عبد الدائم كريم "ان السود من أهالي البصرة يشعرون بانهم مهمشون" ولكنه يقول ايضا عاش ذوي البشرة السوداء في تآلف مع العراقيين ونشطوا في مجالات فنية وابداعية وكان من بينهم نجوماً في الموسيقى والغناء العراقي. إضافة الى الوظائف المرموقة في الجامعات والمحاكم والوزارات العراقية قبل احتلال العراق عام 2003. لكنهم يندر ان يتزوجوا من غير أقربائهم. ولايمثل هذه الفئة حالياً أحد في مجالس المحافظات أو في مجلس النواب العراقي."
ولكن ذياب يعارضه يقول "مازال السود في العراق مقهورين بسبب تاريخ العبودية فحتى يومنا هذا لم يحصل السود على حقوقهم . لا نرى سودا في المجالس المحلية او البرلمان او الوزارة او في السفارات..لدينا اناس متعلمون اطباء وخريجين ولكن لا اهمية لنا"
قال الكاتب رعد جواد "زواج أسود ببيضاء أو العكس يعتبر مستحيلا"
يناقضه الصحفيون الذين التقوا بعائلات مختلطة . ومنهم حيدر ناصر الذي (عبر عن سعادته بالزواج من امرأة سوداء. مؤكدا انه يعيش في اسرة متجانسة مع زوجته التي انجبت له ثلاثة أطفال) – تقرير معهد الحرب والسلام
جلال ذياب "العراقي الأسود مهان ولا يحظى بمكانة مماثلة لمكانة بقية العراقيين"
- لم يتم قبول سود العراق في المدارس الحكومية إلا في سنة 1960
مقالة كاذبة اخرى تنشر في يو اس توداي بتاريخ 19/1/ 2009وبطلها ايضا جلال ذياب و موجز ماقاله:
1- لسنوات كثيرة عاش السود في الزبير وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في البصرة. يعيشون في فقر مدقع ولايتبوأون اي منصب سياسي ومازال العراقيون يسمونهم (عبيدا) 2- "سمعنا رسالة اوباما للتغيير والعراق يحتاج الى التغيير في كيفية رؤيتنا نحن السود"3- التمييز واضح من البيوت الطينية التي يسكنوها وتعود في تاريخها الى ثلاثة قرون ولم تتغير. 4- محرومون من الوظائف مما يعني انهم لا يستطيعون دفع مصاريف الكتب والزي المدرسي لأولادهم فلا يتعلمون وكذلك من مناكفة التلاميذ لهم بسبب لونهم 5- من نشاطات الحركة ان ذياب سوف يعزم 2500 من السود للاستماع الى خطاب التنصيب لاوباما وسوف يرقصون رقصة ورثوها من اجدادهم الافارقة.ويأملون ان يضغط اوباما على القادة العراقيين حتى يعاملون السود باحترام
أترك لكم التعليق على كل أقواله ولكن أريد أن اعلق على حكاية البيوت التي يسكنونها والتي لم تتغير منذ ثلاثة قرون. ياسبحان الله !! حين أراد بعض الرؤوساء العراقيين ان يطوروا أهل الأهوار وينقلوهم الى بيوت حديثة بعيدا عن المستنقعات والبرغش والبعوض والخنازير البرية القاتلة، ثارت ثائرة (أهل المصلحة في قلب نظام الحكم) باعتبارهم ارتكبوا جريمة (تغيير نمط حياة احفاد السومريين) وبذل رؤوساء آخرون الملايين من الدولارات لإرجاع أهل الأهوار الى المرض والفقر!! والآن اولاد عم اوباما، زعلانين لأن بيوتهم ترجع لثلاثة قرون.. ولكن كما تعرفون (المظلومية) تتلون مثل الحرباء وترتدي العديد من الأقنعة.
ومع الهوجة ، قدمت قناة العربية حسب الاصول برنامج (مهمة خاصة) قام بالمهمة واحد اسمه عبد القادر السعدي . وحفل البرنامج بأكاذيب مالها من سلطان، ولاحظوا توارد الأفكار بين (المهمة الخاصة) التي ارسلت واشنطن بوست صحفيتها ثولة الى العراق و(المهمة الخاصة ) لهذه القناة.
وهنا ايضا يبرز جلال ذياب ليقول ان اكبر مظلومية هي ان التاريخ لم يذكر ان الجاحظ والحسن البصري كانا اسودين. ولكن هل كان التاريخ يذكر لون كل شخص؟ أليس عدم التركيز على لونهما ان التاريخ لا يهمه من الرجال ألوانهم وانما أفعالهم؟
ويقول ايضا " لم نر اي مكان للاسود لا في الوزارات ولا في المدراء ولا في اي من دوائر الدولة مع العلم لدينا طاقات وخبرات واصحاب شهادات.
أليس قوله هذا يناقض اقواله السابقة من ان التعليم غير متاح ولا الوظائف؟ من اين اتت الخبرات ان لم تكن من مزاولة المهنة او الوظيفة؟
يحاور مراسل العربية امرأة متقدمة في السن لا تستطيع انجاز معاملة لها ، ويحاول ان يستنطقها ان السبب هو كونها سوداء، ويحاور امرأة شابة تحكي عن معاناتها مع المعيشة وكيف انها تخبز وتعجن وتبيع الخبز حتى تعيش مع اطفالها وتلبي مطالب مدارسهم. أليس هذا حال الكثير من نساء العراق (من كل الالوان) منذ الحصار حتى الان؟
امرأة تقول انها لا تستطيع استخراج شهادات الجنسية لأولادها لأن المؤسسات تصعب الأمر عليهم لأنهم سود. رجل آخر يقول ان لديه ثلاثة ابناء من خريجي الجامعات لم يحصلوا على وظائف لأنهم سود.
(لإننا سود ، لأننا أكراد، لأننا شيعة, لأننا سنة ) هذه هي قفلة أناشيد المظلومية.
وينهي جلال ذياب الحلقة بقوله "إن انتخاب الشعب الأمريكي أوباما انعطافة كبيرة في التأريخ السياسي، لأنه لأول مرة في التاريخ إنسان أسود يصبح رئيسا لأكبر دولة في العالم هذا يعني لنا انتصارا معنويا وانتصارا إنسانيا يرفع من قدر الإنسان الأسود ويجعل نظرة الجانب الآخر للإنسان الأسود أنه يستطيع أن يكون شخصا قياديا فهذا كله يرجع نحن السود يرجع لنا بكثير من العادات النفسية والمعنوية وحتى الاقتصادية."
(لماذا لم يتمثلوا بنلسون مانديلا والرؤساء الافارقة؟ وماذا عن كوفي عنان ؟ الم يكن رئيس اكبر منظمة في العالم؟)
بعد نشر نص البرنامج على موقع قناة العربية رد أحد القراء في 8/2/2009 بقوله "انا من اهالي البصرة واعيش فيها منذ خلقت تقريركم للاسف عار عن الصحة في اغلب جوانبه ان اصحاب البشرة السوداء مندمجين في المجتمع العراقي الى ابعد حد والعديد منهم من حملة الشهادات العليا وهم اصدقاء لنا يدخلون بيوتنا ويقيمون عندنا لماذا لم يستضف برنامجكم احدى هذه الشخصيات الكثيرة او انه حاول التركيز على الطبقة الفقيرة منهم يجب محاسبة معد هذا البرنامج واجراء لجنة تحقيقية حول الموضوع اما مشاهد البؤس والفقر التي ركزتم عليها يمكنكم ايجادها في نيويورك وفي السعودية وفي معظم دول العالم وعند جميع الاجناس وللعلم فهناك زيجات بين اصحاب البشرة السمراء والبيضاء عندنا وانا شخصيا ليس لدي اي مانع من الزواج بطرف اخر من البشرة السمراء"
في تحقيق بقلم عفيف سرحان نشر على اسلام اونلاين:
(يقول صلاح مصطفى هاشمي (الشاب العراقي الزنجي) إن: "العراقيين السود يعيشون حياة العبودية على الرغم من انخراطهم في كل قطاعات المجتمع، بينما لا يوجد قانون يمنحنا حقوق المواطنة"، مضيفا: "وبينما تقول الحكومة إنها لا تميز ضدنا وإننا كلنا عراقيون فإن هؤلاء الذين يتعرضون للتمييز بشكل يومي يعرفون غير ذلك").
من جانب آخر يوضح احد الأكاديميين (السود) وهو الدكتور عبد الكريم عبود، أستاذ المسرح بكلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، لصحيفة الشرق الأوسط ،عدم شعوره بوجود فوارق على أساس اللون في البصرة، بدليل أنه تولى عمادة الكلية مدة عامين من دون اعتراض من أحد، وبالتالي لا داعي لخوض الانتخابات القادمة في قائمة مفردة بهم وترك «السود» يعبرون عن آرائهم السياسية بحرية وشفافية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن المؤرخين لم ينصفوا أبناء جلدته «حين ربطوا وجودهم بالبصرة بثورة الزنج (255 – 270 هجرية بقيادة علي بن محمد) وقالوا إنهم جلبوا من أفريقا لحفر الأنهار وإزالة الصبخ من الأراضي الزراعية، في حين تؤكد الكثير من الوثائق أن بعضهم دخل البصرة كمقاتلين أشداء في كتائب جيش الصحابي عتبة بن غزوان مؤسس المدينة، وتفاعلوا مع الحياة العامة وأبدعوا في فنونها وآدابها من أمثال الجاحظ وغيره.)
ومثل هذا ما نشره كاتب اسمه (سني خالد) في موقع اسمه مجتمع الافارقة العالمي عن وصول الافارقة الى العراق والبصرة بصورة (عبيد) ولكن ايضا لأسباب اخرى مثل الحج حيث كانوا يصلون الى المنطقة ويقيمون فيها. ويذكر الكاتب بعض مشاهير العرب من اصل افريقي ولي عهد الكويت سعد والامير بندر بن سلطان سفير السعودية في واشنطن لوقت طويل ومن الموسيقيين محمد عبده من السعودية ونبيل شعيل من الكويت ومن اليمن ابو رب ادريس ، هل اضيف ايضا داود القيسي الذي كان بالاضافة لكونه نقيب الفنانين العراقيين ، نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب.
فإذا كان الأفارقة لم يجلبوا كلهم قسرا للعمل في الزراعة، وانما جاءوا لأسباب اخرى كمقاتلين او حجاج، فلماذا يركز الساعون في (المظلومية) على قضية (العبودية) سببا وحيدا لوجود الأفارقة في العراق ؟ لأن هذه هي عدة الشغل في لعبة (المظلومية) !!
الحقيقة أن العراق منذ فجر الحضارات هو منطقة جذب للغزاة والتجار والعبيد والزوار والحجاج وطلاب العلم والاسرى والسبايا والجنود في جيوش امبراطوريات اكتسحت العراق على مر عصوره، وهناك من يقول اتحدى أي عراقي أن يقول ان أصله نقي لم يختلط بمغربي او يمني او هندي اومصري أو ايراني او روماني او مغولي او افريقي او نجدي او حجازي او حبشي او شامي أو من بلاد السند او الواق الواق. حتى اولئك المولعين بتتبع شجرة عائلاتهم مفتخرين بأن نسبهم يرجع الى الرسول (ص) وخاصة من ذرية الامام علي بن ابي طالب (ع) ، فهم يعترفون بهذا أنهم من قريش في الجزيرة العربية
كل هؤلاء الأغراب والمهاجرين جاءوا الى العراق منذ مئات السنين وانصهروا في بوتقته وارتضوا ان يكونوا عراقيين أبناء الرافدين العظيمين وينشئوا حضارات بنكهة العراق . فكيف ارتضينا أن يفككنا المحتل الى "جاليات" غريبة عن بعضها البعض؟
نعود الى اخواننا (الأفارقة ) الذين لم يستلهموا نلسون مانديلا ولا كوفي عنان ولا محمد علي كلاي ولا أي أسود صعد نجمه في العالم، الا انهم جعلوا اوباما (المحتل) قدوتهم.. ولكن ظروف اوباما تختلف عن ظروفهم فهو لم يأت الى امريكا منذ اكثر من ألف عام، بل ان امريكا كلها لا يزيد عمرها عن 300 عام، ولم يأت اوباما (عبدا) رغما عن ارادته ، ولا جاء احد من اجداده مكبلا ، مع وجبات السود الأمريكان الذين عانوا الأمرين من العنصرية والتمييز وانما جاء مع امه البيضاء الأمريكية بعد انفصالها عن أبيه الكيني ليعيش معها في الولايات المتحدة. وقبل اوباما كان هناك كولن باول وكوندليزة رايس في مناصب رفيعة ، فلماذا اوباما صار قدوة لهم؟
السبب يرجعنا الى عنوان المقالة : مظلومية أولاد عم براك بن حسين، كيف تكسب 50 ألف دولار من المنظمات الاحتلالية مثل المنحة القومية للديمقراطية ، بمجرد ان تسجل لديهم حزبك او حركتك. وهل هناك أوقع وأسرع تأثيرا من أن تربط أصولك مع أصول الأفارقة الأمريكان ، ومع الرئيس الجديد أوباما؟ ولهذا لايصبح غريبا الاشارة المتكررة على لسان امين سر الحركة الذي يشبه احوالهم بأحوال (المسيحيين ) طالبا حصة مثلهم . لماذا المسيحيون بالذات وهناك مكونات اخرى حصلت على حصصها؟ تذكير آخر بأمريكا المسيحية.
يقول جلال ذياب وهو يصف لقاءه مع صديق لحظة اذاعة خبر فوز اوباما (قال لي صديقي ونحن نسير في احد شوارع بغداد انها كانت لحظة لن ينساها مطلقا "الان نحن الناس ذوي البشرة الداكنة ، نشعر اكثر قربا من الشعب الأمريكي لأن اوباما واحد منا ")
هل ترون؟ لم يعد اوباما عدوا كونه رئيس دولة الاحتلال ، ولم يعد هذا الرجل العراقي مخلصا لعراقيته وانما لعرقه، وهذا مايفعله كل من ارتضى المحاصصة ، كل يرتبط بما تمثله حصته من هذه القسمة المخجلة لجسد العراق، المذهب او القومية او اخيرا الاختراع الجديد العرق هي أساس الاخلاص وليس الوطنية وليذهب من يخالف مذهبي او قوميتي او عرقي الى الجحيم بدلا من ان يدخلوا سوية الى الجنة.
المشكلة كلها تنجلي حين نعلم حقيقة بسيطة أغفلها عمدا اصحاب الحركة الجديدة، وهي أن اغلب السود في الزبير/البصرة على المذهب السني ، في مجتمع غالبيته من المذهب الشيعي، ومن هنا جاء الإهمال والتهميش في العراق الجديد ، وليس لأنهم سود الخ الخ. ومن هنا يقول جلال ذياب في احدى حواراته الكثيرة انهم وجدوا حليفا (في الحزب السياسي السني- جبهة الحوار الوطني).
نأتي الى السؤال المهم: هل أرادت جبهة الحوار الوطني كسب أصوات السود في العراق (وعلى ذمة ذياب انهم اكثر من مليونين) بتأسيس ورعاية هذه (الحركة) ، فاخترعت لهم المظلومية؟
(عوض العبدان رئيس فرع جبهة الحوار الوطني في البصرة يقول انه يعتقد ان السود لديهم قضية قوية للاعتراف بوضع اقليتهم "نتوقع ان تصبح قضيتهم واقعا سياسيا في اسرع وقت لأن القضية بدأت الان تأخذ شهرتها. نعمل بقوة لإسماع رسالة هؤلاء الناس")
ملاحظة: عوض العبدان انفصل عن جبهة الحوار الوطني وأسس في نيسان 2009 حركة تحرير الجنوب التي يكرسها ضد الاحتلال (الايراني) فقط لأنه يرى أن الاحتلال الأمريكي زائل والخطر الأكبر في ايران، ومن هنا مغازلة الأمريكان وأوباما؟
في النهاية تتدخل المصالح الانتخابية الضيقة والقتال على الكراسي في تقطيع أشلاء العراق والعراقيين وخلق مظلوميات ربما تضع اسسا لعنصرية جديدة سوف يتلظى بنارها أجيالنا القادمة وبدلا من ان يقتل العراقي على الهوية كما قتل الآباء ، سوف يقتل الأبناء على اللون. وفي هذه الحالة لا يحتاج العراقي بعد الآن ان يمد يده لإخراج هويته، فهويته في وجهه.
وإذا سار العراق على هذا المنوال من الخراب، ربما نسمع قريبا عن حركة الهنود الأحرار ، فكما هناك (جسر العبيد) في البصرة الذي يستشهد به الأفارقة الأحرار، ففيها أيضا (سوق الهنود) .
المهم لا أحد سوف يعتبر نفسه عراقيا بعد الآن.. وانما مجرد (جاليات) تسكن سوق الهرج الأمريكي هذا الذي كان اسمه العراق.
عشتار
(منقول بتصرف)