أنت لا تعرف قصتي، كم كان عمق مصيبتي، أو كم مرةً تأذيتُ وكنت وحدي,لا تعرف شيئًا عني، أنت فقط تعرف إسمي ورُبما لا تعرفه حتى.
أنت لا تعرف قصتي، كم كان عمق مصيبتي، أو كم مرةً تأذيتُ وكنت وحدي,لا تعرف شيئًا عني، أنت فقط تعرف إسمي ورُبما لا تعرفه حتى.
في منتصف طريقي عائداً للبيت أوقفني رجلٌ متشرد ليُريني مقالاً في جريدة كانت تحمل تاريخ يوم غد ، كان مكتوب فيها : "قُتل من قبل متشرد بينما هو عائد للمنزل"
يضحك ساخرً مـن وجعه ، لقد ملأ السواد كامل عينيه ، وذبّل السهر ملامح وجهه ، و أتعبهُ كل ما يحييط بهِ.
لستُ على مايرام أشعر أن بداخلي تعب مكبوت،ينتشل قواي،أشعر أن بداخلي حُزن مكسو بالجروح،أشعر أنني باهت.
إنني بلا وعي،بلا إدراك،بلا حقيقة،إنني بحاجة مُفرطة للخروج من هذا الدمار،إنني بحاجة ماسة لإنقاذ نفسي من كل م يحدث،فقد أصبح كُل شيء فيني مُحطم.
لم أعد أمتلك القوه لمواجهة الحياة،فقدت قواي من تراكم الخيبات وتزاحمها بروحي،لم أعد أملك الجُرءة الكافية للمضيء،لم أعد أملك وعي حقيقي يُعيدني لنفسي،لم أعد أملك لهفتي للأشياء للإماكن للأشخاص،أصبحت أرى كُل شيء باهت ومُمل،شعرت أن روحي أصبحت باردة وفقدت شغفها.
إلى اللقاء ربما في وقتٍ آخر أعود
ربما غدًا أو بعد أسبوع أو ربما لا أعود.
عزيزي الله ..
اعلم بأنني لست صالحا بما يكفي ، واعلم اني لو مت الآن لن ادخل جنتك ولن تغفر لي إلا بعد عذاب كبير ،
حسنا
انا خائف جدا من عذاب واهوال يومك ، حاولت ان اكون صالحا كما تريد ؛ لكنني اواجه عوائق بهذا
وددت دائماً ان اشكو لك ما بداخلي على سجادة الصلاة لكنني لست طاهرا بما يكفي.
تراودني كثيرا الرغبة في الانتحار والتجرد عن هذا العالم ؛ ولكن اتذكر قولك :"وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة" ، وهذا ما يخيفني اكثر من عذاب يومك ،
لكن هل لي الأجر في تحمل هذا العالم بمساؤه !
اعلم انك ستقرأ ما اكتب لكن في عقلي ، لطالما تعلمت في صغري بأنك تعلم بما يجول في خاطري قبل ان ابوح به ، وانت تعلم جيدا بأني سأكتب هذا يوما
انت وحدك تعلم بما اواجه كل يوم ، وانت وحدك من يمدني بقوة التحمل والصبر ،
لا اخفي عليك بأني فكرت بالالحاد يوما، لا ، لم افكر اني انا من سيلحد ؛ لانني على يقين بوجودك وبأنك انت من خلقتني ، كل ما اقصد هو انني خائف بأن اصبح يوما هكذا من كثرة تعمقي بالموجودات ، وقرائتي لكثير من نصوص المفكرين القدماء الذين انكروا وجودك ، وما يجرني اليهم من عظمة كتاباتهم .
توفني وانت راضي عني يا الله واجعلني صالحا بما يكفي لدخول جنتك ،
سامحني يا الله .
" عندما خسرت كل شيء ...
شعرت لحظتها أن الله أراد أن يعاقبني على نملة قتلتها في إحدى الأيام ..
عن امتحان غششت به في صغري لأضمن علامة أعلى ...
عن بقعة طين لطخت بها ملابسي عندما كنت ألعب فغضبت أمي ...
شعرت حينها وكأن تلك التفاصيل كلها عادت لتنتقم مني ...
تنتقم من زهرة شبابي أشد انتقام ...
أي عقابٍ ذاك الذي عوقبت به ...
أي ذنبٍ كان هو الذي اقترفته ...
لا تبحث في الصباحِ عمّا فقدتهُ ليلاً
.
.