Thu, Nov 15, 2012
أطلق عليها لقب لوينسكي البنتاغون

بولا برودويل كاتبة سيرة بيتريوس الطموحة التي كانت وراء سقوطه

المقابلات مع بترايوس كانت تتم احياناً خلال رحلات على متن طائرته الخاصة



برودويل مع زوجها

أ. ف. ب.
يبدو أن السيدة الأنيقة والذكية التي كتبت سيرة الجنرال ديفيد بترايوس الذاتية، بدأت تفقد ما كانت تتمتع به من مميزات مثالية إثر الفضيحة التي ربطت اسمها بعلاقة غرامية مع الجنرال.


بولا برودويل المرأة الذكية والانيقة والواثقة من نفسها كانت تملك كل شيء كما يبدو الى حين ارتباط اسمها بالفضيحة التي اسقطت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) الجنرال ديفيد بترايوس.
وبرودويل التي تحمل رتبة ضابط سابق في الجيش الاميركي متزوجة من طبيب في الاشعة ولها ولدان وهي خريجة هارفرد والاكاديمية العسكرية في ويست بوينت، بدأت عملها اولاً كخبيرة في مكافحة الارهاب.
لكن بعدما حصلت على فرصة كتابة سيرة اشهر جنرال اميركي التي كانت بمثابة حلم لها، انطلقت برودويل في علاقة غرامية اسقطت هذا البطل اللامع ونالت من سمعتها ايضًا.
وتدور تساؤلات في اميركا حول طبيعة علاقتها مع بترايوس الذي كانت تقول عنه إنه بمثابة المرشد لها، وما اذا كانت علاقة حب حقيقية أو مجرد اعجاب أو هوس ولماذا جازفت بكل شيء ووجهت رسائل تهديد عبر البريد الالكتروني لامرأة كانت تعتبرها منافسة لها في تلك العلاقة.
"الشغف، القوة والرؤية" ثلاث كلمات تلخص جزئيًا تعقيد شخصية بولا كرانز التي تخرجت عام 1991 من جامعة بيسمارك في داكوتا الشمالية مسقط رأسها، كما ورد تحت اسمها على موقع الجامعة على الانترنت.
وفي السنوات التالية وضعت الرياضية بولا كل تركيزها على الحرب وحل النزاعات عبر دخولها اكاديمية ويست بوينت العسكرية الراقية، والتي تضم النخبة.
وشهدت حياتها منعطفاً في العام 2006 حين التقت للمرة الاولى بترايوس الذي حضر الى جامعة هارفرد حيث كانت بولا تتابع دروسها لنيل اجازة ماجستير في الادارة العامة، لالقاء محاضرة.
وتكتب في السيرة الذاتية للجنرال بترايوس "تعارفت مع اللفتنانت جنرال انذاك بترايوس واطلعته على الابحاث التي اتابعها".
وتضيف بحسب مقتطفات من الكتاب نشرتها صحيفة واشنطن بوست "اكتشفت لاحقاً أنه اشتهر بمثل هذا النوع من الارشاد والتوجيه لا سيما مع الجنود الخريجين الطموحين" قائلة إن الجنرال اعطاها بطاقته وعرض عليها أن يجمعها باشخاص آخرين يعملون على نفس مواضيع البحث.
وقالت الصحيفة إن برودويل وهي ضابط في احتياطي الجيش الاميركي قررت أن تعد دراسة عن اسلوب قيادة بترايوس في العام 2008، وعلى مر الوقت امضت بولا والجنرال بترايوس اوقاتًا طويلة معًا لا سيما حين قررت كتابة سيرته الذاتية.
وعملية اجراء المقابلات مع الجنرال بترايوس شملت في الكثير من الاحيان ممارسة رياضة الركض معاً أو حتى مشاركته رحلاته على متن طائرته الخاصة ما اثار استغراب البعض.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مساعد سابق للجنرال بترايوس قوله "كنت اجد علاقتها معه غريبة".
لكنّ آخرين بدا أنهم استغربوا الفضيحة وعبروا عن شكوكهم في احتمال ارتباط برودويل بعلاقة غرامية.
ونقلت شبكة ايه بي سي نيوز عن ديفيد بيكسلر العسكري الذي عرف بولا برودويل عبر مؤسسة خيرية قوله "لدي تساؤلات جدية حول هذا الامر، بولا برودويل ليست من هذا النوع".
وهذا يتطابق مع ما يقوله جيرانها في شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية حيث تقيم مع زوجها وابنيها.
ونقلت نيويورك تايمز عن صديقتها وجارتها ساره كورم قولها "لم يكن امرًا استثنائيًا أن نراهما يتناولان العشاء على ضوء الشموع".
واضافت "علاقتنا معها كانت مع بولا الجارة والام والزوجة اكثر مما كانت تقوم به".
ولم يعرف الكثير عن زوجها سكوت رغم أنه ظهر معها على التلفزيون في برنامج الكوميدي جون ستيوارت "ديلي شو" في كانون الثاني/يناير حين تبارى الثلاثة في حركات رياضية، وتفوقت عليهما بولا.
وقالت عن بترايوس في البرنامج نفسه "انه شخص مفعم بنشاط كبير".
وقد تكون تتكلم عن نفسها ايضاً في هذا الوصف.
وعلى صفحتها على موقع لينكد-ان تعدد هذه السمراء الرشيقة بين هواياتها رفع الاثقال والملاكمة الى جانب تذوق النبيذ والطهي.
وهذه الرياضية التي خاضت مباريات في الركض كرست وقتاً ايضًا لقدامى المحاربين وعملت كعضو استشاري في مؤسسة تعنى بهم.
ولا يعرف ما الذي تنوي برودويل القيام به الآن، وهي لم تظهر علناً أو تصدر أي تصريح منذ اندلاع الفضيحة.
وللمفارقات فإن آخر مقال كتبته في مجلة نيوزويك قبل ايام حمل عنوان "قواعد الجنرال ديفيد بترايوس في الحياة".
وتقول "كلنا نرتكب اخطاء، والامر المهم هو الاعتراف بها والتعلم منها والمضي قدمًا بدون النظر الى الوراء مع تجنب ارتكابها مجددًا".
لكن بغض النظر عما سيحصل، فإن صورة بولا برودويل كالمرأة المثالية لن تعود كما كانت عليه.
وفي ما يدل على ذلك اطلقت عليها احدى وسائل الاعلام الاميركية اسم "لوينسكي البنتاغون" في اشارة الى المتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي التي ارتبط اسمها بعلاقة مع الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون ما أثار فضيحة كبرى انذاك.