عَنْ الْإِمَامِ الْمَهْدِي (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) قَالَ :
مَا دَامَتْ دَوْلَةُ الدُّنْيَا لِلْفَاسِقِينَ ...
فَإِنَّا يُحِيطُ عِلْمُنَا بِأَنْبَائِكُمْ وَلَا يَعْزُبُ عَنَّا شَيْءٌ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَمَعْرِفَتُنَا بِالزَّلَلِ الَّذِي أَصَابَكُمْ .
مُذْ جَنَحَ كَثِيرٌ مِنْكُمْ إِلَى مَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَنْهُ شَاسِعاً وَنَبَذُوا الْعَهْدَ الْمَأْخُوذَ مِنْهُمْ وَراءَ ظُهُورِهِمْ ، كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ إِنَّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُرَاعَاتِكُمْ وَلَا نَاسِينَ لِذِكْرِكُمْ ، وَلَوْ لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْوَاءُ وَاصْطَلَمَكُمُ الْأَعْدَاءُ !
فَاتَّقُوا اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ وَظَاهِرُونَا عَلَى انْتِيَاشِكُمْ مِنْ فِتْنَةٍ قَدْ أَنَافَتْ عَلَيْكُمْ ، يَهْلِكُ فِيهَا مَنْ حُمَّ أَجَلُهُ وَيُحْمَى عَلَيْهِ مَنْ أَدْرَكَ أَمَلَهُ ، وَهِيَ أَمَارَةٌ لِأُزُوفِ حَرَكَتِنَا وَمُبَاثَّتِكُمْ بِأَمْرِنَا وَنَهْيِنَا ، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .
وَلْيَعْمَلْ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مَا يَقْرُبُ بِهِ مِنْ مَحَبَّتِنَا وَلِيَتَجَنَّبَ مَا يُدْنِيهِ مِنْ كَرَاهِيَتِنَا وَسَخَطِنَا فَإِنَّ امْرَأً يَبْغَتُهُ فَجْأَةٌ حِينَ لَا تَنْفَعُهُ تَوْبَةٌ وَلَا يُنَجِّيهِ مِنْ عِقَابِنَا نَدَمٌ عَلَى حَوْبَةٍ ، وَاللَّهُ يُلْهِمُكَ الرُّشْدَ وَيَلْطُفُ لَكُمْ بِالتَّوْفِيقِ بِرَحْمَتِهِ .
*
المصدر : (بحار الأنوار : ج53، ص175.)