Thu, Nov 15, 2012أقام علاقة خارج إطار الزواج وأقر بتصرفه بسوء تقدير هائلالجنرال بيتريوس بطل الحرب في العراق يسقط بسبب مغامرة عاطفية
أ. ف. ب.
في رسالة وجهها إلى العاملين في وكالة الاستخبارات الأميركية وليس إلى زوجته قال الجنرال ديفيد بترايوس ملعنا استقالته، "بعد زواج استمر اكثر من 37 سنة، تصرفت بسوء تقدير هائل عبر اقامتي علاقة خارج اطار الزواج"، وتصرفت بشكل غير مقبول لا كزوج ولا كمسؤول في مؤسسة مثل مؤسستنا".
الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس الذي قدم الجمعة استقالته بعد عام ونصف العام تقريبا على رأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، هو اشهر ضابط في الجيش الاميركي ويعتبر مهندس الاستراتيجية الرابحة للولايات المتحدة في العراق. وقد نجا هذا الجنرال الذي احتفل منذ فترة وجيزة بعيد ميلاده الستين ويوصف بانه بطل الحرب في العراق، من الموت مرتين.
واعلن بترايوس في رسالة بعث بها الى العاملين في الوكالة "بعد ظهر امس توجهت الى البيت الابيض وطلبت من الرئيس قبول استقالتي من منصب مدير السي آي ايه لاسباب شخصية".وقال بترايوس في رسالته الى الموظفين "بعد زواج استمر اكثر من 37 سنة، تصرفت بسوء تقدير هائل عبر اقامتي علاقة خارج اطار الزواج"، مؤكدا انه "تصرف غير مقبول لا كزوج ولا كمسؤول في مؤسسة مثل مؤسستنا".
وعندما وافق مجلس الشيوخ بالاجماع في 30 حزيران/يونيو 2011 على تعيينه مديرا عاما للسي آي ايه، كان قائدا ل140 الف جندي تابعين للقوة الدولية لاحلال الامن في افغانستان (ايساف). وقد تحدث مراقبون حينذاك عن طموحات سياسية لديه لكنه نفى ذلك.
وبترايوس ابن مهاجر هولندي من مواليد السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1952. وهو يعتبر "جنديا مثقفا" يصفه المعجبون به بانه "في غاية الذكاء" فيما يعتبره آخرون "متغطرسا"، لكن الجميع يجمعون على احترامه.ومؤخرا واجهت السي آي ايه انتقادات لفشلها في ضمان سلامة القنصلية الاميركية في بنغازي التي اسفر هجوم ارهابي عليها عن مقتل اربعة دبلوماسيين بينهم السفير الاميركي قبل شهرين.
وكان يفترض ان تستمع لجنة الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب لافادته في مسألة الهجوم وخصوصا حول ما كانت وكالة الاستخبارات تعرفه وفشلها في ضمان امن الدبلوماسيين على الرغم من وجودها الكبير هناك.
لكن هذه الافادة سيقدمها بعد استقالة بترايوس، مايكل موريل الذي سيتولى ادارة السي آي ايه بالنيابة.
اما علاقاته بالبيت الابيض وبباراك اوباما فقد شهدت تقلبات، بدءا بتوتر مطلع 2009 عندما وافق الرئيس على ارسال ثلاثين الف جندي اضافي الى افغانستان بينما كان بترايوس يطلب عددا اكبر بكثير ليكرر استراتيجية تعزيز القوات التي نجحت في العراق.
وقبل الرئيس اوباما الاستقالة في حديث هاتفي بعد ظهر الجمعة، كما اكد مسؤول في البيت الابيض اوضح ان قرار الاستقالة اتخذه بترايوس شخصيا. وبترايوس معروف خصوصا بانه مهندس الاستراتيجية الناجحة.
فقد اثبت هذا الجنرال جدارته على رأس قوات الائتلاف في العراق حيث وضع استراتيجية لمكافحة المتمردين ادت الى تحسن الوضع الامني واتاحت الشروع في سحب القوات الاميركية من هذا البلد وصولا الى سحب كامل القوات القتالية بحلول نهاية اب/اغسطس طبقا للجدول الذي اعلنه اوباما مطلع 2009. وقبل تولي مهامه في العراق لخص بترايوس استراتيجيته قائلا "ينبغي العيش وسط" الشعوب.
وعندما اعلن اوباما انسحاب القوات تدريجيا حتى ايلول/سبتمبر 2012، اكد الجنرال انها "صيغة اكثر تشددا من البرنامج الزمني" الذي تقدم به. وقد طرح اسم الجنرال بترايوس لعدة مناصب رفيعة في الهيئة العسكرية مثل رئيس اركان الجيوش الاميركية وكبير المستشارين العسكريين للرئيس.
لكنه عين في نهاية المطاف مديرا عاما للسي آي ايه حيث اخذت في الاعتبار تجربته في مكافحة تنظيم القاعدة. واكتسب بترايوس سمعته الاساسية في العراق. ففي 2003 كان قائدا للقوات الاميركية لشمال العراق وقائد الفرقة 101 المحمولة جوا. وبعد ذلك اشرف حتى 2005 على اعادة بناء الجيش العراقي.
وبعد عودته من العراق، اعاد كتابة دليل مكافحة التمرد الذي يعد وثيقة مرجعية للجيش ومشاة البحرية الاميركية لمكافحة المتمردين وشكل مصدر وحي للاستراتيجية الجديدة في العراق ثم في افغانستان.
وقد اتبع الرئيس السابق جورج بوش نصائحه جزئيا عندما قرر ارسال 30 الف جندي اضافي الى العراق. وفي اواخر كانون الثاني/يناير 2007 صادق مجلس الشيوخ على تعيينه على رأس قيادة التحالف الدولي في العراق. وسعى في هذا المنصب الى تطبيق فلسفته التي نضجت بعدما طورها في اطروحته حول الاخطاء التي ارتكبها الاميركيون في فيتنام.
وبعد ذلك عين هذا المظلي المتحدر من ولاية نيويورك والذي يحمل دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة برينستون العريقة (1987) وصاحب الخبرة الميدانية المتينة التي لا غبار عليها، رئيسا للقيادة المركزية الاميركية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى. ومن هذا المنصب دعي صيف 2010 ليحل محل ستانلي ماكريستال على رأس القوات الدولية في افغانستان.
ويرى بترايوس ان القائد المثالي محارب قادر على الالمام بكل تعقيدات اي نزاع على ارض اجنبية يجري بلغة وثقافة مختلفتين، وقادر على وضع نفسه في موضع العدو. والجنرال بترايوس مولع بممارسة الرياضة. وقد نجا مرتين من الموت مرة عندما اصيب بالرصاص بشكل عرضي ومرة في حادث قفز بالمظلة.
استقالة بيتريوس من رئاسة السي آي أيه بعد تورطه في علاقة عاطفية
جاءت استقالة بيتريوس بعد ثلاثة أيام فقط من اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما
استقال ديفيد بيتريوس من منصب مدير المخابرات المركزية الامريكية (سي آي أيه) بعد اعترافه بتورطه بعلاقة خارج حدود الزواج.
ووصف بيتريوس في بيان اصدره سلوكه بأنه "غير مقبول" بالنسبة لقائد جهاز الاستخبارات الرئيسي في الامة.
وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه إن بيتريوس انشأ علاقة مع كاتبة سيرته باولا برودويل.
وكان بيتريوس تولى منصب رئاسة وكالة المخابرات المركزية الامريكية بعد قيادته للقوات الدولية في العراق وافغانستان.
وعد بيتريوس اعلى مسؤول عسكري في سنوات ما بعد 11 سبتمبر/ايلول ينال الكثير من الاستحسان لنجاحه في تطبيق استراتيجية ضخ مزيد من القوات لتحجيم حركة التمرد والمقاومة المسلحة لوجود الامريكي في العراق وافغانستان.
وترك بيتريوس منصبه القيادي في افغانستان في منتصف عام 2011، واستقال من الجيش الامريكي ليترأس وكالة المخابرات الامريكية المركزية خلفا لرئيسها السابق ليون بانيتا الذي تولى منصب وزير الدفاع.
مكتب التحقيق الفيدرالي
"بكل المقاييس، لقد جعل ديفيد بيتريوس خلال سنوات خدمته بلادنا اقوى واكثر امنا"
الرئيس الامريكي باراك أوباما
وبعد استقالة بيتريوس بزمن قصير، افادت تقارير أن مكتب التحقيق الفيدرالي قد كشف عن هذه العلاقة في سياق تحقيقاته عن السيدة برودويل.
ونقلت وكالة اسوشييتد برس عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن مكتب التحقيق الفيدرالي كان يراقب صندوق البريد الالكتروني (الايميل) لبيتريوس لملاحظة هل ان للسيدة برودويل مدخل اليه؟.
وجاءت استقالة بيتريوس بعد ثلاثة أيام فقط من اعادة انتخاب الرئيس باراك اوباما، واثارت الاستقالة تصريحات منفعلة من البيت الابيض ومن الاوساط الاستخبارية ومن بيتريوس نفسه.
وبدا الجنرال السابق في حالة اسف عميق وهو يعلن قرار استقالته.
وقال بيتريوس في بيانه "بعد زواج دام اكثر من 37 عاما، اتخذت قرار سيئا جدا في التورط بعلاقة خارج الزواج".
واضاف "ومثل هذا السلوك غير مقبول، لي كزوج او كقائد لوكالة مثل وكالتنا. وقد قبل الرئيس بسماحة استقالتي بعد ظهر اليوم".
وتعمل برودويل كباحث مشارك في جامعة هارفرد كما تكمل دراستها لنيل الدكتوراه في جمعة "كنغز كولج" في لندن.
ولدى برودويل خلفية عسكرية اذ تخرجت من اكاديمية ويست بوينت التي تخرج منها بيتريوس، ومتزوجة من المصور الشعاعي سكوت برودويل ويعيشان في تشارلوت بولاية نورث كارولاينا.
وقد قضت عدة اشهر في مهمة مرافقة للجنرال بيتريوس عندما كان في افغانستان، تعمل على كتابها الصادر 2011 عن الجنرال ديفيد بيتريوس. وقد نظر الى الكتاب على مدى واسع بوصفه إشادة بطرق بيتريوس القيادية.
وكتبت برودويل الاسبوع الماضي مقالا في نيوزويك تحت عنوان "قوانين الجنرال ديفيد بيتريوس للعيش".
إشادة اوباما
وقال الرئيس اوباما في بيانه إن بيتريوس قدم خدمة غير عادية للولايات المتحدة لعقود" مشيرا الى الفترة التي قضاها رئيسا للسي آي أيه او خدمته في الجيش.
تخرجت برودويل من اكاديمية ويست بوينت التي تخرج منها بيتريوس
واضاف أوباما" بكل المقاييس، لقد جعل ديفيد بيتريوس خلال سنوات خدمته بلادنا اقوى واكثر امنا".
وقال مستشار أوباما ديفيد اكسيلرود لم يكن الرئيس يعلم بقضية بيتريوس خلال حملته الانتخابية، وقد جاء الجنرال السابق الى اوباما بعد الانتخابات ليقدم استقالته.
وشكر جيمس كلابر مدير الامن الوطني بيتريوس لخدمته التي استمرت لعقود قائلا: "ان قرار ديف بالاستقالة يمثل خسارة احد اكثر العاملين احتراما في مجال الخدمة العامة في بلادنا".
واضاف "لقد قضيت أكثر من خمسة عقود اخدم بلادنا - بالزي العسكري وبدونه - ومن بين كل الرجال والنساء الاستثنائيين الذين عملت معهم خلال هذه السنوات، استطيع القول بأمانة إن ديف بيتريوس يقف بوصفه أحد اعظم الوطنيين في هذه الامة".
واكد البيت الابيض إن نائب مدير السي آي أيه مايكل موريل سيتولى منصب المدير بالوكالة، على أن يقوم الرئيس اوباما في النهاية بترشيح مدير جديد لرئاسة الوكالة، ويجب أن يصادق مجلس الشيوخ على هذا الترشيح.
وكان موريل، الذي يحظى باحترام البيت الابيض والكونغرس، خلف ايضا المدير السابق ليون بانيتا مدير بالوكالة.
ومن المتوقع أن يدلي بشهادته امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ في جلسة استماع مقررة الاسبوع القادم عن مقتل عدد من الامريكيين في بنغازي بليبيا.
وتواجه السي آي أيه فترة عدم استقرار بعد استقالة بيتريوس، كما تواجه في الوقت نفسا خفضا في ميزانيتها وتساؤلات بشأن استجابتها للهجوم على مبنى القنصلية الامريكية في بنغازي.
BBC
استقالة مدير المخابرات المركزية الأمريكية بسبب علاقة خارج الزواج
لعب بتريوس دورا بارزا في حرب العراق
استقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ديفيد بتريوس من منصبه يوم الجمعة قائلا إنه أقام علاقة خارج نطاق الزواج. وقال بتريوس (60 عاما) في رسالة إلى موظفي الوكالة إنه التقى مع الرئيس باراك اوباما في البيت الأبيض يوم الخميس وطلب منه "السماح لي لأسباب شخصية بالاستقالة من منصبي".
وقال "بعد زواج لأكثر من 37 عاما .. أبديت سوء تقدير بالغا بإقامتي علاقة خارج نطاق الزواج. مثل هذا السلوك غير مقبول .. سواء كزوج أو كزعيم لمؤسسة مثل مؤسستنا."
وقال أوباما الذي فاز بفترة رئاسية ثانية يوم الثلاثاء في بيان إنه قبل استقالة بتريوس وأشاد به لعمله في الوكالة ولقيادته للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
وتنهي استقالة بتريوس الصادمة وغير المتوقعة الحياة المهنية العامة لرجل لعب دورا بارزا في حرب العراق وقاد القيادة المركزية الأمريكية والقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
وتهدد أيضا ببدء فترة من عدم الاستقرار في وكالة المخابرات المركزية التي تكافح في ظل ثبات ميزانيتها بعد نحو عشر سنوات من الزيادات المطردة وتتصدى لتساؤلات بشأن آدائها قبل وبعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز في بنغازي في شرق ليبيا.
وقال أوباما في بيان مكتوب "أثق تماما في أن وكالة المخابرات المركزية ستواصل النجاح وتنفيذ مهمتها الأساسية .. ولدي ثقة كاملة في مايكل موريل القائم بأعمال مدير الوكالة."
ويحظى موريل باحترام كبير في البيت الأبيض والكونجرس وعمل في السابق قائما بأعمال مدير الوكالة بعد رحيل مديرها السابق ليون بانيتا.
وهولي زوجة بتريوس إحدى المدافعين عن قدامى المحاربين الأمريكيين وترأس مكتب شؤون الأفراد بمكتب الحماية المالية للمستهلك في الولايات المتحدة.
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز ان العلاقة التي اقامها بتريوس قد اكتشفت في نطاق تحقيق كان يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI).
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين قولهم إن المكتب شرع في تحقيق في "قضية قد تكون ذات ابعاد جنائية" قبل بضعة شهور لم يتركز بادئ الامر على بتريوس.
ولكن وكلاء المكتب اكتشفوا من سير التحقيق في امكانية ان يكون كمبيوتر بتريوس الخاص تعرض للاختراق ادلة تشير الى العلاقة اضافة الى امور امنية اخرى.
وكان وكلاء من المكتب قد اجتمعوا ببتريوس قبل اسبوعين وبحثوا معه الادلة التي عثروا عليها.
وتقول الصحيفة إن مسؤولين في الادارة الامريكية والكونغرس اشاروا الى ان الامرأة موضوع البحث هي بولا برودويل، التي شاركت في وضع كتاب يتناول سيرة بتريوس.
وكانت برودويل، وهي خريجة الكلية العسكرية الامريكية في ويست بوينت، وعملت في السلك العسكري 15 عاما، قد قضت فترات مطولة مع بتريوس في افغانستان عندما كانت تعد الكتاب، وهي متزوجة وام لطفلين.
ووصفت برودويل بتريوس بأنه استاذها.